بعض رجال القرية لا يتصفون بالحكمة دائمًا، فهم معارضون لكل جديد كما أن فيهم صاحب المزاج المتقلب تجاه الآخرين خاصة الغرباء الذين وفدوا حديثًا، أو الذين يعملون مع الحكومة، وأحيانًا يطلقون على بعضهم أوصافًا غريبة تسبب الكثير من النفور والبغضاء بينهم، وقد تنتقل إلى الأبناء، فهذا يشبه حمار فلان، وذاك رأسه كذا، وذاك بطّة عرجاء، وذاك سارق الدجاج، وذاك يعيره بأمه، وآخر جبان يخاف من زوجته. والغريب أنهم يلقّنونها للصغار من أمثالي وغيري من صبية الحارة وكأنها أنشودة حب، ويطلب منهم أن ينشروها ويرددوها أمام صاحب اللقب غير المستحب، ويجد بعضهم لذة كبيرة في ذلك، وبعضهم يصوغه شعرًا ليسهل حفظه. لكنني وغيري ندفع
...more

