يقول صديقي الذي دعاني: هكذا والدي، لا يتصنع ولا يجامل، لديه فيض من الحب الذي صار جسرًا يربط بينه وبين الناس، فأسعده وأسعد غيره، متفائل ويريد أن يرى الناس متفائلين، تذكرت -وابنه يحدثني عنه- كلمات رائعة لكاتب إنجليزي تقول: «الثورة الحقيقية هي ثورة المتفائل الذي يحيا ويموت ضمن محاولته اليائسة والانتحارية لإقناع الآخرين بطيبتهم». يقول ابنه: جاوز والدي الثمانين ولا يزال بصحة جيدة ولا يشكو من المرض، لم يندم يومًا على ما فاته، رغم أنه فوّت الكثير من الفرض في مختلف مراحل حياته، يردد دائمًا: الأسى لا يعيد ما فات ولا يعجّل بما هو آت.

