More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
كان نعيم وهو في الرابعة عشرة من عمره يبدو طفلا. وكان رغم ذلك، غارقا في الحب حتى أذنيه، يعيش حالة من الوله المتجدد المستمر. يرى صبية يفتنه جمالها فتتسارع دقات قلبه، ويشتعل وجهه فيتبعها كالممسوس، يسأل عن اسمها وأهلها وعنوان دارها. تحمله قدماه كل يوم إلى حيِّها لعله يراها. يردد اسمها ويكتبه في حجاب صغير يتحرز به أسبوعين، ثلاثة، وربما أربعة، ثم تظهر حبيبة جديدة تحل محل القديمة في قلبه وفي الحجاب.
أسرع الخطو كأنه يطلب هواءً أو بكاءً أو مكانًا يهرب إليه. كأن أحدا يلاحقه والخطى التي تتبعه فيه. يمشي مكمودا مثقلا بحزن يكاد يقعده على قارعة الطريق. يجرجر جسده.

