‫رباعيات الخيام‬ (Arabic Edition)

by Omar Khayyám

تروح أيامي ولا تغتدي كما تهب الريح في الفدفد وما طويت النفس هما على يومين أمس المنقضي والغد

أفق خفيف الظل هذا السحر وهاتها صرفا وناغ الوتر فما أطال النوم عمرا ولا قصر في الأعمار طول السهر

ما أتعس القلب الذي لم يكد يلتام حتى أنكأته الخطوب

لم يجن شيئا من حياتي الوجود ولن يضير الكون أني أبيد واحيرتي ما قال لي قائل ماذا اشتعال الروح كيف الخمود

أفنيت عمري في ارتقاب المنى ولم أذق في العيش طعم الهنا وإنني أشفق أن ينقضي عمري وما فارقت هذا العنا

مصباح قلبي يستمدّ الضياء من طلعة الغيد ذوات البهاء لكنني مثل الفراش الذي يسعى الى النور وفيه الفناء

القلب قد أضناه عشق الجمال والصدر قد ضاق بما لا يقال يا ربّ هل يرضيك هذا الضما والماء ينساب أمامي زلال

يا ربّ في فهمك حار البشر وقصر العاجز والمقتدر تبعث نجواك وتبدو لهم وهم بلا سمع يعي أو بصر

لا تحسبوا أني أخاف الزمان أو أرهب الموت إذا الموت حان الموت حق لست أخشى الردى وإنما أخشى فوات الأوان

دنياك ساعات سراع الزوال وإنما العقبى خلود المآل فهل تبيع الخلد يا غافلا وتشتري دنيا المنى والضلال

تناثرت أيام هذا العمر تناثر الأوراق حول الشجر فانعم من الدنيا بلذاتها من قبل أن تسقيك كف القدر

سئمت يا ربي حياة الألم وزاد همي الفقر لما ألمّ ربي انتشلني من وجودي فقد جعلت في الدنيا وجودي عدم

أنا الذي أبدعت من قدرتك فعشت أرعى في حمى نعمتك دعني الى الآثام حتى أرى كيف يذوب الإثم في رحمتك

أتسمع الديك أطال الصياح وقد بدى في الأفق نور الصباح ما صاح إلا نادبا ليلة ولّت من العمر السريع الرواح

أولى بهذا القلب أن يخفقا وفي ضرام الحب أن يحرقا ما أضيع اليوم الذي مرّ بي من غير أن أهوى و أن أعشقا

ولست مهما عشت أخشى العدم وإنما أخشى حياة الألم أعارني الله حياتي وعن حقوقه استرداد هذا النسم

خير لي العشق وكأس المدام من ادعاء الزهد والإحتشام لو كانت النار لمثلي خلت جنات عدن من جميع الأنام

عبدك عاص أين منك الرضاء وقلبه داج فأين الضياء إن كانت الجنّة مقصورة على المطيعين فأين العطاء

يا عالم الأسرار علم اليقين يا كاشف الضر عن البائسين يا قابل الأعذار فثنا الى ظلك فاقبل توبة التائبين