بيت خالتي

بيت خالتي #1-3

by أحمد خيري العمري

من بعيد نرى الأمور أوضح، وهكذا فأن شخصيات الرواية فهمت عن سوريا وعن دمشق وهي في برلين أكثر مما فهمت وهي في داخل سوريا....أنس خزنجي مخرج أفلام وثائقي شاب يخفي سرا عميقا، نور نجار مساعدته التي يبدو أنها تعرف أكثر مما يجب، وأنس الغانم طبيب نفسي جعله البحث عن "حقيقة السر" يعيد النظر في كل شيء..ثلاث شخصيات تنتمي لطبقة اجتماعية معينة في دمشق، لكن الرحلة بين دمشق وبرلين تجعلها تكتشف كل سوريا من جديد..
بقيت سوريا تتصدر نشرات الأخبار لسنوات طويلة، هذه الرواية ليست عن هذه الأخبار، بل عن ما وراء الأخبار، عما يحدث بين سطور الأخبار..عن الأسباب التي جعلت هذه الأخبار تتصدر....عن البشر الذين يشبهوننا – وليسوا مجرد أرقام في الأخبار والتقارير الإعلامية.

Genres: Novels, Fiction, Politics, Tragedy, Ebooks

388 pages, Paperback

Published September 13, 2020

About the author

أحمد خيري العمري باحث وكاتب وروائي مهتم بفكر التجديد والتنوير مع الحفاظ على الثوابت، ولد في بغداد عام 1970 لأسرة موصلية الجذور تخرَّج من كلية طب الأسنان جامعة بغداد عام 1993 متزوِّج وله من الأولاد "زين العابدين"، "آمنة"، "أروى" و"لميس" أصدر كتابه الأول البوصلة القرآنية في عام 2003 له الآن عشرين عنوانًا مطبوعًا غير المقالات المنشورة.
أشهر مؤلفاته: اليوصلة القرآنية، شيفرة بلال، ليطمئن عقلي، كريسماس في مكة، استرداد عمر، وسلسلة كيمياء الصلاة
صفحته على الفيس بوك:
www.facebook.com/Ahmed.Khairi.Alomari
كما قدم عدة برامج مرئية مثل " لا نأسف على الإزعاج" و" سبع دقائق لتغيير العالم" و" أنتي إلحاد".
أعماله حسب التسلسل الزمني للصدور :

1.البوصلة القرآنية 2003 (عشر طبعات)
2. ليلة سقوط بغداد 2003 ( 5 طبعات).
3.سلسلة ضوء في المجرة (2005) (خمس طبعات) بستة عناوين
4.الفردوس المستعار والفردوس المستعاد 2006 (4 طبعات)
5.أبي اسمه إبراهيم (رواية) 2007 (3 طبعات)
6.سلسلة كيمياء الصلاة 2008 بستة عناوين (20 طبعة)
7. ألواح ودسر : رواية فانتازية ( خمس طبعات )
8.استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة 2013 (18 طبعة)
9. سيرة خليفة قادم (قراءة عقائدية في بيان الولادة) 2013 5 طبعات
10.طوفان محمد صلى الله عليه وسلم (حزيران 2014) 3 طبعات.
11- القرآن لفجر آخر مارس 2015 (4 طبعات).
12. لا نأسف على الإزعاج 2015 4 طبعات
13. رواية (شيفرة بلال) ديمسبر 2016 40 طبعة
14 السيرة مستمرة 2018
15. ليطمئن عقلي ( الإيمان من جديد بمواجهة إلحاد جديد) 2019
16. كريسماس في مكة ( رواية) 2019
17- القرآن نسخة شخصية 2020
18- بيت خالتي ( رواية ) 2020
19- الخطة السرية لإنقاذ البشرية 2021. ( رواية).
20- لا شيء بالصدفة : العلاقة الممكنة بين الإيمان ونظرية التطور 2021.
21- نقش الحجر: قراءة شخصية في جزء عمّ 2023.

Reviews

[شهاب الدين · Rating 5 out of 5]

اليوم. ٨-١٢-٢٠٢٤
نظام الأسد إلى الفناء.



’’ الوطن؟ الوطن هو أصدقائي الذين استشهدوا تحت التعذيب أو اختفوا أو تفرقوا بين القارات، لم يعد عندي وطن ’’.

’’ أصعب ما في السجن هو لا إنسانية التجربة ولا آدميتها، كبشر نميل إلى محاولة التأٌقلم مع الظروف من حولنا، لكي تصبح الأمور أسهل، لكن مجرد تعودك وتأقلمك على هذا الوضع ولو قليلاً سيخسرك جزءاً من إنسانيتك.. ’’

منكم من يعرف ومنكم لا، أنا أفضل أدب السجون دون غيره، أنا أعشق أدب السجون، وبخصوص ذلك، أكثر المتعمقين في أدب السجون، هم أكثر الناس تعاسة وحساسية تجاة كل تلك الأمور، قلبي لم يمت بعد، لا يزال ينبض، لذلك دموعي ستكتب كل تلك الكلمات قبل قلمي، قلبي مفتور، قلبي لا أشعر به إلى الأن ربما مات أخيراً، لا أعلم كل ما اسأله من الله الصبر لتحمل المزيد، والإيمان حتى أصل إلى النهاية، فأنا على بداية الطريق الأن، واسألكم – أيا اصحاب القلوب الضعيفة – لا تقرأوا تلك المراجعة، فهي غير ملقحة ومخالفة لجميع المشاعر الإنسانية، وخالية من الصور، وخالية من أي مصدر للبهجة..

دمشق. بلاد الشام، حلب وحماة، وحمص والدير، أغلى بلاد العرب بجانب فلسطين، من منكم يحب التاريخ، فيعلم جيداً ماذا تعني دمشق، دمشق الآبية، وبغداد المسلوبة، والقاهرة بنت المعز، الثلاثي الذي يحمل تراث العرب على عاتقه منذ القدم، فقدنا بغداد منذ دهر، وأؤكد لكم، نحن فقدنا خيرة شباب الشام، ما تبقى في الشام من أحد، إلا ويستحق القتل كما قُتل غيره امام عيناه.



يا الله، هل تسمعنا؟ هل يصل إليك نحيب صوتي الأن؟ نعم وأنت السميع العليم، متى تنتهي حقبة بشار؟ الم يأنِ يوم القيامة؟ أين أنت من كل ذلك وسبحانك أنك انت الواجد لكل شيء؟ فماذا بعد يا الهي؟ يا رحمن؟ أيمكن أن تجتمع كل هذه القسوة في بشر من خلقك؟ في نسل أدم؟ أخلقت فينا كل هذا؟ سبحانك لا يحق لي سؤالك عما تفعل، معاذ الله أن أفعل ذلك وما أقصد ذلك فاللهم أرحم ضعفي وقلة حيلتي. وعلى كل حال هذا كله من صنع البشر من صنعنا نحن، نحن أحقر من الجراثيم المجهرية حتى، ربما نستحق أن نسحق منذ حين، ولكن رحمة الله هي من تجعلنا أحياء إلى الأن، أنا لا أسثتنى أحد، فجميعنا ظالمون وأنا اول الظالمين، بالسكوت عن الحق أو بالمشاركة من بعيد او من قريب، فقلبنا أثم جميعاً.


هذه ليست روايتي الأولى، في أدب السجون ولا سيما حول سجون سوريا، لكن ربما هي الزيارة الأولى لمعتقلات بشار الأسد بعد الثورة، ذهبت من قبل لمعتقلات حافظ الأسد أكثر من مرة، لعن الله آل الأسد جميعاً، وربما يتشابهون، لكن بشار أكثر قسوة بلا شك.

’’ كيف يمكن لكل هؤلاء البشر، أن يكونوا بهذه القسوة؟ ’’

هذه الرواية تحمل اعترافات حقيقية لأكثر من 15 معتقل، خرجوا من بيت خالتي " معتقلات سوريا "، بجانب المناقشة الطبية والفلسفية لنفسية المعتقل بعد خروجة، وآلية الجلاد نفسه، من ماذا صنعوا هؤلاء لعنهم الله ؟ تلك الحقائق لا تحمل الشك ولا الجدال، بل دعوني أؤكد لكم بقليل من البحث ستتأكد بأن الدكتور أحمد خيري العمري كان رحيم في كتابته، ومؤدب أكثر من اللازم. هذه أمة يحكمها رجل لا يعرف الله، لا يعرف الإخلاق، أنصاره يرددون ربي هو الأسد، فبالله عليكم بأي رب تحدثونه بعد؟

وإن قررت أن تغض عيناك عما يحدث، فأنت تحمل ذنبهم ولو في قلبك، من واجبك البسيط نحوهم قراءة ما مروا به، نشره، مساعدة الحق في أن يعيش، يا صديقي عندما سقط هتلر، كتب التاريخ عليه أسوء الأحكام لأنه سقط فقط، لو كان أنتصر، لردد أسمه كبطل الأن، أما بشار لن يسقط، فالتاريخ في سوريا يسير في الإتجاة الخاطئ، فأنت التاريخ، أجعله يسير في الإتجاه الصحيح ولو بقليل من فضلك، ولو بينك وبين عشيرتك، أنشروا حق من رحل، وحق من رحل قلبه وهو حي.


’’فالمنتصر يعامل التاريخ كما لو كان غنيمة له، يكتبه كما يريد، وكما يشاء ’’

حسناً، سأقص عليكم بعض مما ذكر، وما منثور في الكتاب كان أعظم، لن أعرف الخجل.

سأبدأ بقصة جوري، وهي الاهم في الرواية، تخيل معي يا من تغار على أهل بيتك ودينك وذريتك، تخيلي ولو قليلاً أيتها العذراء – حفظكم الله جميعاً وما كتب عليكم كل ذلك –
بأنه كان هناك ذات يوم فتاة مسلمة عذراء، حافظة ومحفظة للقرآن، شامية الجسد، بيضاء اللون، كقمر دمشق الذي لا يغيب ابداً، في مبتدأ عمرها، قوية الشخصية لن تنكسر ابدا، فهي بنت أقوى أمرأة في دمشقً، والله ما كنت أظن انها أنكسرت كذلك، ذات يوم في ليلتها الثالثة من ليالي المعتقلات، يغتصب أمامها فتاة حتى تموت، ثم يغتصب أمامها طفل، ويصوروه، ويجعلوه يرى فيديو أغتصابه كرهاً حتى يستشهد، ويعرض عليها شاباً ويجلس على كرسي بخازوق حتى شرجه ثم تربط من ساقيها شبه عارية – في سرير مجهز للاغتصاب بالطبع –

ومع ذلك فهي تخير؟ إما أن تختاري حفلة؟ أو سهرة؟ أو جلسة؟ يظهر أمامها ظابط، وثمان عساكر بأعضائهم التناسلية العارية بلا خجل، عليها أن تنطقها بلسانها، أريدها مع الظابط فلان، أم مع الجميع؟ وإن لم تفعل سيعتبر الأمر جماعي وتغتصب على كل حال؟ فأما أن تكون زانية مع رجل واحد على حد وصفهم، أو مومس يشعر بسجدها الجميع، ينهش لحمها الذئاب والضباع، يفضون عشاء بكارتها بسيخ حديدي، وتغتصب إلى أن تطلب منهم المزيد فكانوا يعطوها حقن، لتزيد من شهوتها الجنسية فتستمتع بكونها لم يرحمها الله، ولم يسمع دعائها لانها لا تستحق، لأنها ببساطة أمراة عاهرة، والله معهم وليس معها - هكذا كانوا يوصفونها - ؟

هل تسمون ذلك إهانة للجسد والبكارة والشرف؟ لُعن كل ذلك، ما أظن أن تبقى روحها بداخله ايوماً بعد ذلك اليوم المشهود فهي ميتة ومقتولة حتى وإن تمت عامها المائة في يوم، إليكم بعض مما ذكر في الرواية.

’’ في اللحظة التي بدأ فيها سمعت آيات القرآن الكريم، تصورت أولاً أني أتخيل ذلك، لكن لا. كانوا قد شغلوا آيات معينة، آيات من سور النساء والإسراء والنور. جمعت مع بعضها في تسجيل واحد ظل يتكرر بصوت مرتفع، صوت مقرئ يعرفون أني أحب صوته، سماع القرآن في أثناء اغتصابي كان عذاباً موازياً لعذاب الاغتصاب’’

’’ كانوا يريدونني أن أشعر بالمتعة في الاغتصاب كي أحتقر نفسي. كنت في كل مرة يعيدونني فيها بعد الاغتصاب أكتب على الجدار (إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعٍ إذا دعان) كل مرة، وعندما تركت المعتقل كانت الآية مكتوبة 19 مرة على الجدار.’’

حسناً، وربما أذكر إليكم المزيد، كأغتصاب للرجال، وقتل بالتعذيب، والأخضر الابراهيمي، والكرسي الألماني، واغتصاب زوجتك أمام بصرك وانت مقيد، حتى تموت من فرط الذل والإهانة



’’ بعد يومين قال لي المحق زوجك (فطس)
مات أمامي ولم أعرف أنه مات، لا أعتقد انه مات من الضرب، بل مات من الذل، مات ما فعلوه بي أمامي.’’


وحدث ولا حرج، عن القتل بلا اسباب، وأكل الحشرات والفضلات، وقضاء الحاجة كل 36 ساعة، بالإضافة للجثث الملقاة في أركان الخلاء، كل تلك الأمور كانت بمثابة حياة، حياة لا تليق بحيوان بدائي يعيش في طحالب استوائية حتى.

’’ في المعتقل كل ماهو ضروري للبقاء على قيد الحياة شحيح ونادر، مقابل عدد كبير من المعتقلين.’’

بعد قرائكتم لهذه المراجعة، أبحثوا قليلاً عن صور وتسريبات قيصر، هي صور لجثث معذبة وملقاة داخل المعتقلات السورية، يكفي ان أخبركم بأن هناك أكثر من 3000 أسرة، تعرفت على ذويهم المقتولين من تلك التسريبات، تخيل أن تبحث عن أخيك وأبيك لمدة خمسة أعوام في كل أنحاء الشام، ثم تجده مسرب في جريدة أجنبية بجانب عنوان، " جريمة العصر " جرائم النظام السوري الإنسانية.
سأرفق بكم ولن أضع صورهم هنا، لكن أياكم أن تنسوا، فالنسيان جريمة، يعاقب عليها الخلق الكريم.


’’ لم أنسَ ولا أريد أن أنسى. واتمنى ألا ينسى أحد. النسيان خيانة، والذاكرة تمدني بحقدٍ، وحقدي يمنحني الأمل.’’


ليتني ما عرفت كل ذلك، ليتني ما رأيت ولا سمعت، يوم أمس كنت جاهلاً ولا أعرف، واليوم أنا عالم مسؤول عما علمت، اليوم سأحملهم في قلبي إلى يوم القيامة، سأحملهم بداخلي وأحدث عنهم الجميع، اليوم أتحمل جزء من المسؤولية وإن كان ضعيف ولا يذكر، اليوم سأنتظر انتصار عدل الله على من ظلموا، أكثر من أي يوم مضى، اليوم فقدت نصف روحي، والنصف الثاني مني تائه مشتت بلا هوية بعد، اللهم إيمان يقويني على كل هذا.


’’ إذن جوري لم تكن تكذب للأسف، وهذا العالم تحدث فيه هذه الأشياء المروعة، ورغم كل ذلك تسير الحياة على طبيعتها، بل وقد يعيش المجرمون حياة رغدة هانئة مع عائلاتهم، الحمدللة هناك آخرة، لأول مرة أشعر بنعمة الأخرة بهذا الشكل، الحمدلله يسحاسبون ويعاقبون. ’’


ليتها كانت تكذب. ليتها كانت كاذبة، بالمناسبة بالطبع حزني المذكور غير نابع من الرواية فقط، أصعب ما في الأمر أني بحثت لمدة ساعتين في كل تفاصيل الرواية، وجدت ماهو أسوء، وجدت ماهو أصعب، وعرفت أن الكاتب كان رحيماً بهم كثيراً.



’’
وهو يا سوريا ده الموضوع
وطن بيموت عشان الكل مش سامع
مش فاهم، مش حاسس، قال نفسي ’’

[Dalia Nourelden · Rating 5 out of 5]

" أريد أن يعرف العالم ما حدث ويحدث. لست متأكدة من أن هذا سيحدث فرقاً في العالم . لكنه سيحدث فرقاً معي على الأقل. لأني سأكون ميتة أكثر لو بقيت صامتة.من غير المنطقي أن يفعلوا كل هذا بي ، ثم لا أتكلم.. لا أقول.. كان هدفهم أن أسكت، ان أتحطم بصمت . لقد آذوني نعم ، لكني على الأقل أتكلم . فشلوا في تحطيمي لدرجة السكوت "

هذه ليست مجرد رواية ..هذه صرخة في وجه العالم ... صرخة يجب أن نسمعها جميعاً ... صرخة أن لا نصمت ..صرخة ربما تساهم في إحياء ولو جزء من إنسانيتنا التي أصبحت تموت كل دقيقة بسبب الأهوال التي نشاهدها ونسمع عنها .

هذي دمشق.. وهذي الكأس والراح
إني أحب... وبعـض الحـب ذباح
أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي
لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح
و لو فتحـتم شراييني بمديتكـم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقو
وما لقلـبي –إذا أحببـت جـراح
مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني
و للمـآذن.. كالأشجار.. أرواح
للياسمـين حقـوقٌ في منازلنـا..
وقطة البيت تغفو حيث ترتـاح
طاحونة البن جزءٌ من طفولتنا
فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح
هذا مكان "أبي المعتز".. منتظرٌ
ووجه "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاح
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورها
حتى أغازلها... والشعـر مفتـاح
أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً
فهل تسامح هيفاءٌ ..ووضـاح؟
خمسون عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوق المحيط.. وما في الأفق مصباح
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـاف لها..
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاح
أقاتل القبح في شعري وفي أدبي
حتى يفتـح نوارٌ... وقـداح
ما للعروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟
أليس في كتب التاريخ أفراح؟
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟
إذا تولاه نصـابٌ ... ومـداح؟
وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟
وكل ثانيـةٍ يأتيـك سـفاح؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح

نزار قباني

بصوت اصالة :
https://youtu.be/FcqyyF2VH_Q

اااه ياقلبي . متخيلتش انى هتأثر بالرواية للدرجة دى .كنت عارفة انها رواية مرهقة نفسياً بس تألمت منها اكثر مما أتخيل. الشهادات اعتصرت قلبى حرفيا .وحقيقة أن هذه الشهادات حقيقية زاد من ألمي وشعوري بها .كنت اقرأ وأرغب في ان تنتهي ، أن اغلق مشاعري كما أعتدت ، أن أهرب من الألم . لكن هذه المرة لم أستطيع، ربما فقدت قدرتي على الهروب لأسباب شخصية وربما لأن الألم في الرواية اكبر من ان نستطيع أن نهرب منه .

" أشعر كما لو كنت في عالم مُواز ، وعدت فور أن أزلت السماعات.أو ربما العكس .العالم الحقيقي كان العالم الذي تحدثت عنه هدى.عالم ربما لا يتخيل ركاب هذا المترو وجوده أصلاً. كل منهم لديه متاعبه وعذاباته. لكن عذابات وآلام كل ركاب المترو مجتمعين ستبدو تافهة أمام ما سمعته "

كان هذا جزء من شعورى والفارق بيني وبين يزن انه سمع الشهادات وأنا قرأتها ..

كنت أشعر بالتخبط بين رغبتي في إنهاء الرواية والهروب من هذه الأوجاع و الشعور بالإرهاق من العذاب في هذه الرواية . كنت أعتبر الأحداث التي تفصل بين بعض الشهادات كفاصل ليهدأ قلبي قليلاً لكنها لم تكن فواصل مريحة .. كانت تحتوى وجعها الخاص أحيانا أو استكمالا لحديث عن عذاب أصحاب هذه الشهادات أحيانا أخرى.

"أصعب ما في السجن هو لا إنسانية التجربة ولا آدميتها .. كبشر نميل إلى محاولة التأقلم مع الظروف من حولنا ، لكي تصبح الأمور أسهل .. لكن مجرد تعودك وتأقلمك على هذا الوضع ولو قليلاً سيخسرك جزءاً من إنسانيتك .. التحدى الكبير هو استعادة ذلك الجزء عند الخروج من السجن"

تبدأ الرواية بسفر يزن ليعرف أخبار ابن خالته أنس ويطلب منه أن يجيب على أمه لانها تشعر بالقلق الشديد عليه . ويبدو أن قلب الأم قد عرف أن شيئا ما سيئا قد حدث . ليصدم يزن بجثة ابن خالته معلقاً في السقف مشنوقاً .
ليبدأ في إثارة لماذا انتحر أنس ؟ مالذي دفعه لذلك ؟ هل انتحر بسبب الشهادات التي كان يسجلها لمن نجو من التعذيب ؟؟ لكن كيف لم ينتحر هؤلاء وانتحر أنس ؟؟ ولماذا ؟؟

" الوطن ؟ الوطن هو أصدقائي الذين استشهدوا تحت التعذيب أو اختفوا أو تفرقوا بين القارات. لم يعد عندي وطن "

‏
وكيف لم يلاحظ يزن وهو الطبيب النفسي أعراض اكتئابه ؟ ولماذا لم يطلب أنس المساعدة ؟؟
‏هل انتحر أنس أم قُتل من النظام حتى لا ينشر الفيلم الذي يقوم بصنعه عن شهادات من تعذبوا على أيدي النظام !!
‏
‏ " رحل أنس خزنجي ولكنه ترك لنا هذا الفيلم الذي جمع فيه شهادات ناجين من معتقلات النظام السوري، كرس أنس السنوات الاخيرة من حياته لجمع هذه الشهادات التي يريد البعض أن يمحوها إلى الأبد.
‏لا نعرف ماذا حدث لأنس في شقته، لكننا نعرف أنه ساهم في إزاحة الأقفال التي وضعها السفاحون على الأفواه.. حمل شهادات الناجين على ظهره ...
‏
‏كي لا يضيع صوت الحقيقة

‏


كنت أتساءل طوال قرائتي لتعذيب المعتقلين والتعامل معهم كيف يستطيع من يقومون بهذا التعذيب الوحشي فعل ذلك وممارسة حياتهم بشكل طبيعي !؟ هل يستطيعون حقاً ممارسة حياتهم بعد كل ما يقومون به !! كيف ؟؟ كيف يعود شخص لأسرته بعد هذا التعذيب وهذه الدماء ؟؟ كيف ؟؟ كيف يمكن أن نطلق على من يقومون بهذه الوحشيات ومن يأمرون بها لقب إنسان ؟؟ ستكون إهانة للحيوان إن أطلقنا عليهم ذلك ؟؟ ألا يشعرون ؟؟ ألا يحملون ضمير ومشاعر ؟؟ حتى وإن كانوا مؤمنين أن هؤلاء المعتقلين أشخاصا في قمة السوء ويستحقون . أين انسانيتهم ؟؟
لأجد في النصف الثاني من الرواية أنس يتسائل نفس التساؤل ويجيب عنه من خلال كتاب للبروفيسور ديفيد ليفنغستون سميث من جامعة نيو إنغلاند اسمه
" less than human: why we demean , enslave and determinate others "

اذا دققت ستجد في بداية اسم الكتاب نفسه السبب .
" التجريد من الانسانية " اى اعتبار الفئة المستهدفة أقل من البشر ، حيوانات او حشرات مضرة. في اللحظة التي ستقتنع أن هذه الفئة رغم أنها ظاهرياً تشبه البشر، فإنها ليست بشراً في الحقيقة، إن كل الاعتبارات الاخلاقية التي تتعامل بها مع البشر ستسقط، ومن ثم يمكن أن تفعل بها ما لايمكن أن تفكر أن تفعله مه البشر"

ثم جاء بسبب اخر من خلال صحفي عُذب في الارجنتين في أواخر السبعينات يقابل جلاده ليصر على الإنكار في البداية ثم يصر على أنه كان يخدم بلده، ينفذ الاوامر .
ومن خلال البحوث سواء في حالة الأطباء النازيين أو من خلال تجارب أحدث في اليونان وتشيلى
"الطاعة العمياء " للسلطة هي المفتاح الأول في تكوين شخصية المُعذب وليس وجود ميول عنف سابقة، هو يطيع كل ما يوجه له من أوامر بغض النظر عن منطقيتها أو انسجامها مع ما يؤمن به "

ودراسة اخرى عن الاطباء النازيين قام بها البروفيسور " روبرت جاي ليفتون "
" هؤلاء يضطرون لاتخاذ وسيلة دفاعية تمكنهم من الاستمرار بالدورين ، دور المُعذب في المعتقل ودور الإنسان العادي الذي قد يكون زوجاً وأبا وأخاً . هذه الوسيلة هي المضاعفة التي يقوم بها الشخص بخلق شخصية أخرى له يعيش بها دور المُعذب .لها عاداتها وطريقة كلامها وغالباً يكون لها اسم مختلف ، بينما تبقى شخصيته الاصلية يعيش بها حياته الشخصية خارج المعتقل "


حاولت تلخيص الأمر نوعا ما . هناك بحوث كثيرة عن هذا الأمر ليس فقط أن الشخص الذي يقوم بالتعذيب سادى لكن هناك عوامل كثيرة ممنهجة لدفعه في هذا الاتجاه سواء كان سادياً بطبعه أم لا . لكل منهم تفسيره الذي قد لا يعمل مع غيره. تتعدد الدوافع والتفسيرات لكن جميعهم يشتركون في شئ واحد وهو قيامهم بالتعذيب الوحشي . أيا كانت أسبابهم ليس هناك تبرير لما فعلوا .

لقد تألمت دون ان أرى شيئا .
‏تألمت وأنا أحاول أن لا أتخيل الوصف بدقة .
‏ تألمت وأنا أهرب.
‏تألمت وأنا أحاول أن اقرا سريعاً حتى انتهي من التعذيب .
‏تألمت وأنا اتخيل حال من قدموا هذه الشهادات ومن عاش مثلها ومن استشهد اثناء التعذيب .
‏
" عندما خرجت ، لم يكن هناك خدش واحد في جسدي ، لا أثر ظاهر للتعذيب. لكني كنت محطمة تماماً ، جثة ممزقة في الداخل"

‏هناك من تم تعذيبه لمشاركته في الثورة وهناك الكثير ممن لم يفعلوا شيئا وهناك من لم يعرفوا لم تم اعتقالهم والإفراج عنهم من الأساس.
‏
" فعلت ما فعلت من تأييد للثورة وأنا أعرف أني قد أعتقل .أتحمل جزءا من المسؤولية. كنت واعياً بما أفعل. لكن أغلب المعتقلين لم يكونوا كذلك أغلبهم كانوا قد اعتقلوا وعذبوا بلا سبب على الإطلاق "
‏
‏

‏
‏ولماذا كل هذا التعذيب من الأساس؟؟
‏
‏ " التعذيب ابعاده أعمق بكثير من إحداث الألم الجسدي المباشر للضحية ، بل المستهدف هو شخصيته وعلاقاته بمن حوله وثقته بمجتمعه ومحيطه .
‏ثلاثة أهداف مركزية للتعذيب على المدى البعيد أعمق وأهم بكثير من الحصول على المعلومات .
‏اولا، تجريد الضحية من إنسانيته. تحويله إلى مجرد شئ
‏ثانياً : ترويع الباقين خارج المعتقل عندما يسمعون بما يحدث..
‏وثالثا: كسر إرادة الضحية، كسر أحلامها وطموحاتها وأسرها بقية العمر في شراك الآثار المستديمة للتعذيب "
‏
‏حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم ، مستبد ، غافل عن عقاب الله . حسبي الله ونعم الوكيل في كل من عذب وأمر بالتعذيب وكل من قتل وامر بالقتل ، في كل من أغتصب وأمر بالاغتصاب . حسبي الله ونعم الوكيل. لا أملك من الأمر شيئا ولا اعرف كل شئ لكن الله يملك كل شئ وبيده كل شئ ومطلع على كل شئ . "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ "
‏

" الاغتصاب اولاً من أصعب الأمور في الحديث عنها ، غالباً الرجال الذين يتعرضون للاغتصاب لا يذكرون ذلك ابداً . والفتيات وعددهن أكبر، نسبة ضئيلة منهن من تقبل الحديث عن الأمر. الاغتصاب ليس مثل التعليق أو الكرسي الألماني أو بساط الريح أو الضرب بالأخضر الإبراهيمي، كل هذه وسائل تعذيب مرعبة، لكن الحديث عنها أسهل، اما الاغتصاب فالحديث عنه يشبه أن يعاد الأمر من جديد .كل وسائل التعذيب الأخرى تسلط الألم على الجسد من الخارج، الاغتصاب عملية تنتهكك من الداخل وتبقي معك"

الرواية مؤلمة وصادمة وقد لا يستطيع البعض أن يقرأها لما بها من ألم وعذاب نفسي ومعهم كل حق في ذلك فالرواية مرهقة نفسيا فعلا. فأنا لم أستطع متابعة الأحداث في الواقع وحاولت التعرف عليها من خلال هذه الرواية . كنت مثل يزن حين قال " طيلة سنوات، كنت أتجنب الاطلاع على شهادات كهذه. دوماً كان هناك حاجز نفسي يحميني من ذلك "

عيش سكر وطن بصوت أصالة
https://youtu.be/BZ9C9eejSSw


الو : حبيبي
ألو : حبيبتي شفتي اللي بيحصل في سوريا
هذاكر للولاد حاضر واعشيهم وهدعيلهم
وأحميهم كمان بدري وانيمهم واغنيلهم
هسيب المكواة دي لبكرة عشان تعبانة مش قادرة
ده شغل البيت يهد الحيل
وهاتلنا عيش وكيس سكر وجبنة ياريت ولو تقدر
متسهرش لنص الليل

حبيبتي عيش وسكر ايه وليه مش شايفة غير نفسك
بلد بتموت عشان الكل قال نفسي
حبيبي العيد خلاص قرب فشيلي كام جنية على جنب
بلاش كالعادة تتهرب وتيجي تقولي وضعك صعب
ومين جاب بس سيرة العيد وليه مش حاسة بالموضوع
بلد بتموت عشان الكل مش حاسس

حبيبي انا عاملة مش سامعة عشان خايفة لا يوم اتهد
منا من كتر اوجاعي بخاف اوصف مشاعري لحد
بخاف على بكرة من بكرة وأخاف ليبان آللام الجاي
وقلبي مات على فكرة لكنه مصر يظهر حي

في ناس الغربة كاسراها وناس الغربة كارهاها
وناس مضطرة تبعد وشايلة بلدها جواها
وهو يا سوريا ده الموضوع وطن بيموت عشان الكل
مش سامع مش فاهم مش حاسس


ربما لن يستطيع غيري قرائتها ولا ألومه لكن أرجوه أن لا ينسي أبدا مهما قيل ومهما سمع أننا جميعا بشر ولا أحد يستحق مهما فعل أن يتم تعذيبه واهانته بهذا الشكل لمجرد انه يعارض الدولة في الرأى ..مجرد رفضك لهذا التعذيب والإهانة دليل على إنسانيتك ... إنسانيتنا التي يحاولون سلبنا إياها تحت مسمي أنهم يعذبون من يستحق أو انهم اخطأوا أو اى مبرر يحاولون بثه لنا ..

" البشرية التي اقترفت الهولوكوست بإمكانها دوماً أن تقترف ما هو أفظع وأشد. الإجرام والوحشية عند البشر من الأشياء القليلة التي يمكن أن تكون بلا حدود .
حظ ضحايا الهولوكوست كان جيداً على الأقل من ناحية أن النظام الذي اقترف هزيمته هُزم وانهار "


ولمن لا يعلم الهولوكوست بإختصار هي :

الهولوكوست يشير إلى فترة من التاريخ شهدت قتل ملايين اليهود على أساس عرقي

المحرقة اليهودية أو الهولوكوست هي الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها ملايين اليهود فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بسبب هويتهم العرقية والدينية على يد الحكم النازي في ألمانيا

ولمن لا يعرف ما المقصود من بيت خالتي
" مع أحداث الثمانينيات وتزايد أعداد المعتقلين على أثرها في كل المدن السورية، اصبح السوريون يتجنبون ذكر أى خبر يتعلق بسياسة الدولة تجاه معارضيها
كانت الناس تختفي فجأة ، تكف عن الحضور إلى العمل او لا تأتي إلى دروسها وجامعاتها او لا تفتح مصالحها. أين فلان؟ أين فلان ؟ كان الناس يتساءلون همساً، لكن لا احد كان يقول ( اعتقلوه ) حتى هذه أصبحت مخيفة. مجرد نطق كلمة المعتقل أصبح شراً ينصح بتجنبه .أصبح الناس يقولون ( فلان في بيت خالته ).
‏أصبح كلمة بيت خالته هي التعبير الذي يستخدمه السوريون للإشارة إلى المعتقل "

أعلم أنى سأنسي أشياء كثيرة وتفاصيل كثيرة لكن أتمنى رغم كل الألم أن لا أنسى ... هذا ألم يتعدى حدودي الشخصية... هذا ألم إنساني ... هذا للأسف كل ما أستطيع فعله .. أن أشعر بألمهم وأن أدعو لهم وأدعو على الظالم أيا كان من هو وإلى أى بلد ينتمي . كم كنت اتمنى لو استطيع ان أفعل اى شئ .اتمنى لو استطيع ان اقدم اعتذاري لكل شخص منهم ، لكل شخص تم تعذيبه ، لكل شخص تألم ، لكل شخص استشهد . لكل اهاليهم واحبائهم ليس في سوريا فقط بل في كل مكان يشهد أحداث مماثلة، لكل إنسان

" لن أنسي. لا يمكن لي أن أنسي . أريد أن ابقى على حقدي تجاه العصابة الحاكمة في سوريا. لا أريد أن أنسي. دخل ما حدث في حياتي وشخصيتي وعلاقاتي بحيث لا يمكن لي أن انساه . مستحيل. ..
لكن أتمنى لو لم أمر بكل هذا "




" لم أنس ولن أنسى. وأتمنى ألا ينسى أحد .النسيان خيانة ، والذاكرة تمدني بحقد . وحقدي يمنحني الأمل "

======

‏ " لا أريد أن أنسي، بل إني أصر على التذكر ، على حفظ التفاصيل، أشعر أن نسياني لشئ هو خيانة لكل من مات في المعتقلات أو من بقي فيها. لذا أريد أن أحكي كل شئ واوصل صوتي إلى كل من يسمع "
‏
‏
‏ربما لن نستطيع تغيير شئ لكن فلنتذكر فقط أن لنا أخوة يعذبون ويهانون بلا ضمير وبلا إنسانية .. أيا كانت توجهاتك السياسية وآرائك و معتقداتك ... تذكر فقط أنك أنت وهم بشر .. تذكر إنسانيتك... تذكر أننا متساوون ... لا تنسى أن من يعذب هو اخيك الإنسان..
‏

" العالم لم يكن يجهل ما يحدث . لكنه كان يتجاهل . ينظر إلى الجهة الأخرى. لديه أمور أهم أكثر اهمية "

اه لو الكرسي بيحكي أصاله نصرى

سكتنا كتير علي الظلم
لا تقول ما عندك علم
لما الجرح علمُ
بدي بصراحة انصحك
تبقي ما راح تظبط معك
لك رووح واتألم
شوفلك حداا بيرضي القهر
ناسي الكرامه من ضهر
شوفلك حداا بيرضي القهر
ناسي الكرامه من ضهر
نحنا انأهرنا و القهر خلانا نتعلم



شكرا لصديقتي سارة على مشاركتي لهذه القراءة المؤلمة جدا والرائعة جدا في ذات الوقت. وشكرا لاحمد جنيدى على ترشيح الرواية وتشجيعي اخيرا لخوض هذه الرواية ..
الرواية رائعة ليس بسبب الاحداث لكن رائعة بسبب سهولة السرد وجماله في ذات الوقت . رائعة لانها معبرة جدا ومؤلمة جدا وحقيقية جدا ..

" شعرت بكل شئ يصبح مُرا فجأة. شعرت فعلاً بالطعم على لساني على الفور. كيف يستقيم العالم مع ما يدور. كيف يمكن أن يفلت هؤلاء من العقاب. ما معنى كل شئ وأي شئ اذا كان هذا يحدث. وددت لو أصرخ. لو أحطم شيئاً. وددت لو أني أتمكن من فعل أى شئ "

لم أتخيل أن أكتب رفيو بهذا الحجم ويحمل هذا الكم من الاقتباسات لكني لم أستطع ان لا اكتب ولم استطع ان اعبر بنفسي في كثير من الأحيان فكنت بحاجة الى الاستعانة بالكاتب وان انقل لكم جزء مما تحمله الرواية. أن أصرخ معهم بطريقة ما .
٩ / ٨ / ٢٠٢٢

[رغد فريحات · Rating 5 out of 5]

الأشد إيلاما على المدى البعيد هو أن نسكت , أن لانقول



يروي لنا يزن الغانم خريج الطب النفسي في المانيا قصة عثوره على ابن خالته أنس في ظروف غامضة ومشبوهة وغريبة معلقا في منزله
منتحرًا او مغتالًا .

الثورة وآثارها اجبرت أنس على ترك تخصصه والهجرة لألمانيا بسبب مشاركته بالثورة ليتحول بعدها لمخرج افلام وثائقية ومهتم وباحث عن قضايا المعتقلين السوريين في سجون الأسد متأثرًا بما مر به منذ بدء احداث الثورة السورية



تبدأ القصة بعقدة كبيرة وبغموض وخفايا اكبر تجعل هذا كله يصل الى شخصية اكثر غموضًا تدعى نور النجار

نور شخصية قوية ومستقلة تكاد تشبه المرأة الحديدة , بداية بمشاركتها بالثورة وثورتها على امها هدباء الحمصاني التي عرفت بكونها احد الشخصيات النسائية الصاعدة بوسطها الديني وحلقات القرآن والعظة , لتستغل قوتها وعلاقاتها الإجتماعية حتى يسطع نجمها وترسم نفوذها بين اوساط نساء رجال الدولة
حتى النساء المقربات برجال النظام الحاكم او المجرم نفسه , فجعلت الحلقات الدينية مقبولة وسط هؤلاء النساء ليظهر موقفها لاحقًا بمناصرة النظام او بكونها من جماعة ان النظام مجرم ولكنه يمسك بزمام الأمور في البلد ويجعله مستقل لذا ارضى بظالمك حتى لا يأتيك الأظلم منه

شخصية هدباء هذه نمت في شخصية ابنتها نور الثورة والتمرد ومخالفة كل ماتؤيده والدتها لتسطع روح نور الحرة التي بطريقة ما وصلت لألمانيا بعد اعتقالها في احداث الثورة لتسعى للعمل في نشاط تسليط الضوء على المعتقلين الذي تعرضو للتعذيب والتشويه والإغتصاب و الإذلال من قبل عناصر النظام


نعود ليزن الشخصية الرئيسية التي تتسم بالحيادية او الموقف الرمادي تجاه الثورة


يزن الدكتور النفسي الذي يسكن في المانيا ايضًا والذي اكتشف جثة ابن خالته المعلقة في ذكرى الثورة السورية بعد ان طلبت منه خالته ان يمر على ابنها بسبب غيابه الغير اعتيادي
مع انهما لم يكونا مقربين وكان هناك نوع من المنافسة بينهما وهما صغيرين , لكن العثور عليه بهذه الحالة سبب صدمة ليزن , فيبدو ان ابن خالته كانت تراوده الأفكار الإنتحارية و حالات الإكتئاب وكل هذا بدون علم يزن وبدون ان ينتبه او ان يلاحظ وهو الطبيب النفسي



تبدأ الاحداث بعد هذا , ويبدأ يزن في البحث عن اسباب انتحار أنس او عن الأسباب التي ادت لإنتحاره ليقوده بحثه وتفتيشه هذا لإسرار كبيرة ومخيفة لم يكن ليعرف عنها يومًا ولتنشىء في نفسه مشاعر الإعجاب بشخصية نور القوية الثورجية التي تتصادم معه في النقاشات وتنتقده بشكل لاذع على موقفه من الثورة والنظام
ومع تقدم النقاشات والتعارف بينهما وتتبع يزن العديد من الدلائل التي قد تؤدي لمعرفة ماحصل لأنس , يكتشف يزن اسرار مخيفة وصادمة تجعله في مواجهة مع ذاته , اسرار لا تتعلق بأنس فقط , بل تخطت من حوله ومن عرفهم ومن تعرف إليهم !


بينما نتقدم مع القصة
يطلعنا يزن على شهادات المعتقلين الناجيين الذين تضمنت شهاداتهم بالفيلم الوثائقي الذي اعده أنس بعد ان تم اخذ شهادات المعتقلين الضحايا من قبله قبل ان يموت وقبل ان يشهد انس خروج الفيلم للنور وهو على قيد الحياة

كل هذه الشهادات شكلت صدمة بالنسبة ليزن و احدثت فوضى بطريقة تفكيره وآرائه لتجعله متذبذب بين ما كان مقتنع به وموقفه الرمادي وما رواه هؤلاء الناجيين

كما تضمن الفيلم ايضًا تحليلات انس وربطه للجرائم والمذابح التي يجريها النظام الأسدي بمذابح الهولوكوست النازي التي يبدو انها الهمت النظام في انشاء هولوكوست أسدي جديد اقبح واكثر بشاعة وجرمًا



بيت خالتي تقال عندما ينتقد شخص الحكومة ويقول له الشخص الاخر ان يتوقف عن الكلام لأنهم لا يريدون الذهاب إلى بيت خالتهم السجن او الافرع الأمنية بيت خالتي



أود ان اعرض نقلًا عن الكاتب والناقد عمر عبد العال أقسام مزيج الرواية لأهمية ماكتب وسلط عن هذه الرواية
أقسام المزيج هذا تجسدت بالرواية في عدة أمور:
1) روائي أدبي:
– قصة مليئة بالإثارة والتشويق والبحث والتحقيق، بجانب قصة عاطفية سلسة ترافقك من البداية حتى النهاية.
2) ثقافي علمي:
– دراسة عن الانتحار وأسبابه، عن العواطف والمشاعر، عن ظاهرة العنف المفرط (ديفيد ليفنغستون سميث)، عن الطبقية المجتمعية والمناطقية، عن الجلاد وتجرده من الإنسانية.
3) تراثي تاريخي:
– التراث الشامي والتعريف ببعض أجزائه بطريقة غير مباشرة (عادات وتقاليد، أقوال وأمثال، مأكولات وأغاني).
– قبس من التاريخ الألماني (الهولوكوست والمعتقلات الألمانية وأوشفيتز).
– تاريخ تسمية السجن ببيت خالتي في سوريا، مع لمحة عن مجزرة الثمانينيات.
4) أخلاقي ديني:
دراسة دينية لمكانة الإيمان من النفس -الابتلاء أثره على الإيمان
– نظرة المجتمع للمرأة المغتصبة والأرملة – نظرة المجتمع للمريض النفسي


https://resalapost.com/2020/12/29/%D8...

هذه الرواية تجمع بين ادب السجون و الأدب البوليسي والعاطفي والسياسي والتاريخي
جمع العمري عناصر كثيرة في الرواية جعلتها كاملة ورائعة بصورة لم يكن ليتوقعها القارئ في البداية , قد يظن القارئ انه سيواجه رواية عن ادب ��لسجون التي تعرض قصة لأحد المعتقليين والمسجونين كباقي الروايات تمتلئ بالحزن والألم فقط, لكن هنا ابدع العمري بتسليط الضوء على قضية حساسة وليست جديدة و لكن باسلوبه الساحر والمميز وطريقة سرده بعرض هذه القضية جعلها تفوق التوقعات و ستسبب صدمة بشكل كبير على القارئ مع اطلاعه على الوحشية والجرائم الذي تعرض لها ملايين المعتقلين

وهذا اكثر ما يخيف في الرواية …
أننا سنعلم هنا اكثر مما علمنا من قبل ونواجه نوع مخيف من المجرمين مازالوا يتجبرون ويتكبرون على هذه الأرض



شكرًا لرفاق القراءة الذين شاركوني وشجعوني لقراءة الرواية على الرغم من ترددي في البداية بسبب الضغط الجامعي , وبالأخص اشكر جنى وشهاب الدين ومحمد فحواراتهم وصحبتهم ساعدتني في رفع معنوياتي

اما اخيرا فانهي مراجعتي بقول الله عز وجل :

[Tahani Shihab · Rating 5 out of 5]

أكتفي بما قرأت، رواية قاسية ومؤلمة عن التعذيب في السجون السورية. عليك أن تمتلك قلب قوي ومشاعر من فولاذ لاستكمال هذه الرواية.

رواية تستحق أن تقرأ، فهي شهادة للتاريخ عن انعدام الإنسانية بين بعض البشر.

[Pakinam Mahmoud · Rating 4 out of 5]

"الإجرام والوحشية عند البشر من الأشياء القليلة التي يمكن أنْ تكون بلا حدود.."

رواية مؤلمة أخري عن التعذيب في السجون و تحتوي علي شهادات مروعة لمعتقلين سابقين و كلها شهادات حقيقية كما نوه الكاتب في نهاية الكتاب..
بيت خالتي هو التعبير الذي يستخدمه السوريون للإشارة إلى المُعتقل و ما أبشع المعتقلات في سوريا!

في ظل نظام مجرم و سادي يأخدنا العمري في هذه الرواية الصادمة لنري تأثير وحشية النظام علي المعتقلين و غير المعتقلين و كيف يكون التعذيب ممنهج و أبعاده أعمق بكثير من إحداث الألم الجسدي المباشر للضحية أو حتي للحصول علي معلومات ولكن هدفه في الأساس تجريد الضحية من إنسانيته و تحويله إلى مجرد شيء بكسر إرادته و أحلامه و ترويع الباقين خارج المُعتقل و تأثرهم نفسياً بما يتعرض له المعتقلين كما حدث مع أنس أحد أبطال الرواية...

اللغة جيدة والسرد كان مشوق ..فيه بعض الحشو و قصص مكانش ليها لازمة و فيه أيضاً أجزاء صعبة جداً في قراءتها وممكن تدخلك في موود اكتئاب..

يعيب الرواية بعض الحبكات الضعيفة و الغير مقنعة مثل قصة حب انس و نور أو حتي قصة جوري في نهاية الكتاب بجانب إن الكاتب كان يحاول أن يقحم بعض الجوانب الدينية اللي معتقدش خالص إنها اضافت حاجة للعمل بل بالعكس أضعفته..
يعني المفروض الروايات توجه لكل القراء بكل الخلفيات والمعتقدات الدينية المختلفة وليس فقط للمسلمين بس للأمانة الأجزاء دي مكانتش كتير كما في أعمال سابقة للكاتب سواء شيفرة بلال أو كريسماس في مكة...

الرواية ممتازة ولكن لا ينصح بها لأصحاب القلوب الضعيفة ..خالص!

"ما هو الوطن؟ الوطن هو أصدقائي الذين استشهدوا تحت التعذيب أو اختفوا أو تفرقوا بين القارات. لم يَعُد عندي وطن.."

[Manar · Rating 5 out of 5]

ابديت للريفيو بعد حرية سوريا والمعتقلين الحمد لله ♥️ يمكن بس دلوقتي لما هشوف تاني اي ريفيو للرواية دي ههحس اني هادية من جوايا ومرتاحة .
الكاتب :أحمد خيري العُمري
تقييمي الشخصي :5/5



تدور الرواية حول الشاب أنس خزانجي السوري الذي يعارض النظام ومنضم للثورة السورية فتبدأ الرواية بمشهد انتحار أنس في شقته في برلين , ويأتي يزن -ابن خالة أنس- وهو طبيب نفساني ويرى مشهد الانتحار ويحاول أثناء الرواية أن يصل إلى الأسباب التي دفعت ابن خالته للانتحار وهل هو انتحار بمحض إرداته أم تم اغتياله من قِبل النظام السوري؟! وسُميت الرواية بيت خالتي نسبة إلى أن الذي يذهب إلى المعتقل في سوريا يُقال عنه أن فلان ذهب إلى بيت خالته (أي المعتقل)
سيصل يزن إلي كل الحقائق بالتدريج ويعرف أن انس سجل فيلم تصويري قبل وفاته يعرض فيه جرائم النظام السوري في السجون وسيحاول يزن أن يخرج هذا الفيلم للنور ويصل لكل العالم بعد ما كان يزن يصف نفسه بالرمادي فلا هو مؤيد للثورة ولا هو مؤيد للنظام ولكن يُفضل البقاء بجانب الحائط كما يقولون ولكنه سيشعر بالقضيه السورية فيما بعد بعدما يري الشهادات التي سجلها أنس..
ستجد في هذه الرواية مشاهد مأساوية بطريقة لا توصف مشاهد تُقشعر لها الأبدان ستجد الظلم في المعتقلات واسوأ أنواع التعذيب المُمنهج ستري أن الطغاة يحاولون تجريد الإنسان من انسانيته بطريقة مقصودة ومنظمة ..
ستبكي من الظلم والقهر وتتعجب كيف للإنسان أن يتعرض لكل هذا القهر ولم يفقد إيمانه؟! ستشعر أن تاريخ ألمانيا يُعيد نفسه في سوريا ولكن الفرق اختلاف أنواع التعذيب وإبادة المعارضين بين طريقه هتلر في التخلص من اليهود وبين بشار الأسد وبالمناسبة شهادات المعتقلين في الرواية شهادات حقيقة ولكن الاسماء مستعارة ونصيحة لأصحاب القلوب التي تمتلك حساسية مفرطة لا تغامروا بقراءة هذه الرواية ولكن اشكر دكتور أحمد خيري العُمري لانه استطاع أن يفتح أعيننا عن ما يدور في سوريا مما جعل إيماني يزيد في نصر الله القريب ❤️
حفظ الله سوريا وشعبها❤️

[Yara Yu · Rating 5 out of 5]

إلي الذين لا نعرف أسماءهم .. إلي المستضعفين الأبرياء .. إلي كل من تعرض للظلم والقهر .. إلي من تعذب بغير وجه حق ... لن ننسي أبدا

ما أقسي القراءة في أدب السجون .. مجرد كلمات علي ورق نقرأها تشعرنا بهذا الكم من العجز والظلم والقهر فكيف لمن عاش كل هذه الأحداث وأصبحت جزء من حياته وكيف أهله ومن حوله
في البداية العنوان هو بيت خالتي عنوان يشعرك بالدفء فهو بيت الخالة حيث الكرم والدفء والخالة الحنونة المحبة ولكن بيت الخالة في الرواية لا يوجد به هذا الكرم والعطف بل هو نفق مظلم لا نور به .. هو سجن شهدت جدرانه بكاء وصراخ الكثير من الذل والتعذيب .. مكان يعامل به البشر بطريقة غير آدمية
رواية مختلفة عن كتابات العمري المعتادة واللغة هنا أبسط حتي تصل للجميع
أعجز عن الكتابة أكثر عن الرواية بما بها من أحداث تبكي لها القلوب قبل العيون تقييمي لها كعمل أدبي فقط لكن ما بها من حقائق فهي فوق التقييم

[Amani Abusoboh (أماني أبو صبح) · Rating 3 out of 5]

رواية موجعة جداً تتحدث عن التعذيب في سجون النظام السوري وعن كل الذين ماتوا تحت التعذيب، وعن الذين خرجوا من هذه المعتقلات بنفسيات مكسورة وقلوب محطمة. هذا العمل أربكني جداً لأنه لا يندرج ضمن أدب الخيال العلمي، إنما هو قائم على شهادات أشخاص عاشوا هذه الأحداث فعلًا... وكما هو حال أدب السجون، فإنه يكون كما المخالب التي تنهش القلب وأنت تقرأه ويريك لأي حد يمكن للإنسان أن يكون بشعًا وقادرًا على الأذى.

نقطة تُحسب لأحمد خيري العمري وهي إلمامه بالموضوع والشأن السوري، وليس هذا فقط، إنما كان قادرًا على أن يكتب العمل بالروح السورية سواء من حيث دقة الأماكن، اللهجة السورية، وغيرها. لدرجة لا تشعر أنك تقرأ لكاتب عراقي عن الوضع السوري. برأيي كان هذا نقطة قوة في العمل.

الجانب الذي لم يعجبني، والذي يعدُّ بالمناسبة نهجًا وأسلوباً يميز أحمد خيري العمري في عمله الأول الذي قرأته (كريسماس في مكة) والآن ( بيت خالتي) هو الإسقاط للجانب الديني في أعماله لحد الحشو، والذي أراه مزعجًا. أدرك أن للعمري توجه ديني محدد، ولكن أن يتم حشوه بهكذا أسلوب، رأيته يضعف العمل، حيث سقطت نجمة من التقييم لهذا السبب.

السبب الآخر لسقوط النجمة الأخرى وهي أن قصة جوري بالطريقة التي عرضها العمري لم تقنعني عندما حذفت مقطع من دقيقتين تقريباً من شهادتها لأنها تلدغ بالراء، فأزالت هذا المقطع حتى لا يدلل على شخصيتها الحقيقية وهي "نور". هنا الحبكة كانت ضعيفة؛ حيث أن شهادة جوري في الرواية جاءت تقريباً حوالي الخمس صفحات، وكان هناك كلمات كثيرة بحرف الراء قالتها خلال شهادتها، فأن تحذف آخر دقيقتين من شهادتها بسبب اللدغة، صراحة كان سببًا غير مقنع لي ووجدت فيه استخفافًا بعقل القارىء.

لكنه كعمل جيد جداً ، ويطرق موضوع التعذيب في سجون النظام السوري، والذي يعد امتدادًا لكل الأعمال التي تتناول هذا الموضوع حتى لا يُسكت صوت هؤلاء. أن يبقى صوتهم عالياً ليتذكر الناس أن هناك الآلاف ممن ابتلعتهم سجون النظام السوري وكل الأنظمة القمعية ويمشي العالم كما لو أن شيئًا لم يكن.

[Dr. Ahmed Elhag · Rating 5 out of 5]

**** "بيت خالتي" للمبدع الدكتور "أحمد خيرى العمري" رابع مطالعاتي له بعد (شيفرة بلال) و (السيرة مستمرة) و (استرداد عمر) و أخيراً هذه الرائعة.

- بالرغمِ مِن الاختلاف الظاهري بين تلك المطالعات سالفة الذكر إلَّا أنَّ هناك خيط يربِط بينهم جميعاً أَلَا وهو الرابط الإيماني و الوازع الديني و هو ما يستحق الكاتب عليه التحية.

**** هناك ثلاثة أنواع من الروايات من حيث التأثير :

١-الرواية العادية : وهى التى تنتظر بفارغ الصبر أنْ تنتهى بسبب الملل.
٢-الرواية الرائعة: وهى التى تتمتع بحبكةٍ جيدة و نهايةٍ تقليدية فتعجب بها و ينتهي تأثيرها بعد الانتهاء منها.
٣- الرواية الممي��ة :و هى المميزة في كل شئ اللغة و السرد و الحبكة و الأهم المغزى مثل هذه الرواية "بيت خالتي " وتتميز بالآتي :
أ- عدم وصول الملل إلى القارئ بل تجد نفسك تلتهم الصفحات.
ب- يظل تأثيرها ممتداً بعد القراءة نفسياً.
ج-حدوث حالة "سُدَّة القراءة" بعد قراءتها حيث لا تجد ما هو على نفس مستوى تلك الرواية.
د- وهو المعيار الأهم أن يستغرق كتابة تقييم الرواية و نقدها وقتاً طويلاً و مجهوداً كبيراً لإعطائها حقها الذى تستحقه و استيفاء جميع جوانبها.

****نظرة عامة على الرواية ****

****العنوان :
- "بيت خالتي" اسم عبقري فيه من الغموض و العمق و الربط بين أحداث الرواية عن "أنس" ابن خالة "يزن" و بيت الخالة الكبير الذى تُعامِل فيه الخالة الكل سواسية.

**** نوع الرواية :
- بالرغم من الطابع السياسي الواضح حيث دعم ما يسمى (الثورة السورية) من خلال روايات و شهادات مأخوذة عن بعض المعتقلين و ما رَوُوه من بشاعة فى المعتقلات؛ لكن أضفىَ الكاتب مسحة و قيم إيمانية جميلة جعَلها تصطبغ باللون الديني مثل الحرص على الصلاة؛ الصبر على المكروه؛ و حمد الله في الضراء.

****اللغة :
- الرواية تنتمي للأدب الشامي لذا جاءت اللغة مشَبَّعة بالألفاظ و التراكيب الشامية بل و الأمثال الشامية اللطيفة و الثورية مثل "الله يطفيها بنوره" و "كنا عايشين" مزينةً بالشعر العربي السوري المؤلم و المعبر بقلم "نزار قباني" وبصوت "أصالة" السورية.

****الشخصيات :
- "يزن الغانم" الطبيب النفسي الذى يعمل و يدرس فى ألمانيا؛ نموذج (للرمادي) الذى لا يبحث عن الحقيقة خوفاً من الفتنة و لكن الحقيقة هي من تبحث عنه.
- نور "جوري "الفتاة التى تعرضت لأبشع أنواع المعاناة فخرجت أقوى مما كانت.
- "أنس" الشاب الذى اختار طريقه للثورة و البحث عن الحقيقة بوضوح و للأسف لم يتحمل نفسياً و انتحر.
* رغم وضوح الشخصيات الرئيسية و هم "يزن الغانم" و "نور" و قصة الحب بينهما إلا أنه عند الانتهاء من القراءة تجد أن الكاتب استخدمهما كتمويه للأبطال الحقيقيين فأنس الذى لم يظهر إلَّا من خلال الفيديو كان المحرك الأساسي للأحداث؛ بل تكتشف أن "كنان" هو البطل الحقيقي الذى صمد بالإيمان بالله و حمده على بلائه؛ كما تجد أن "معاذ" يتحول فجأة من أحد أبطال الثورة الذين ماتوا على يد "الشبيحة "إلى المتسبب بكل المآسي بخسته و خيانته و يكون قتله على يد الثوار مستحق.
* استطاع الكاتب بعبقرية متوقعة و حرفية منتظرة أن يرسم أبعاد الشخصيات النفسية (يزن و نور و أنس و غيرهم ).

****مسرح الأحداث :
- أغرب ما فى الرواية أن الكاتب (عراقي) الجنسية و لكنه ملم بسوريا و كأنه ترعرعَ بها فكان ملماً بالتقسيم الجغرافي لسوريا و الذى نتج عنه التقسيم الاجتماعي و الطبقي فهناك "برات و جوات السور" و "الشامي" و "الديري" حتى سكان دمشق يتم تقسيمهم كحي "المهاجرين" و "المالكي" و "ركن الدين" و "القنوات"و غيرهم .

****السرد:
- لم يخاطب الكاتب فى سرده للأحداث عقل القارئ بل توجه مباشرة إلى قلبه و استحوذ عليه بأسلوبه العاطفي و وصف المشاعر و الخلجات و الحالة النفسية حتى فى أبسطِ الحوارات.
- كشف الكاتب عن مأساة الشعب السوري فى الطبقية فالسوري لابد أن يصَنَّفَ سياسياً و اجتماعياً و دينياً فهناك الرمادي و الشبيحة و الثورجي و الداعشي ؛و هناك الشامي و الديري و برات السور و غيرهم و هناك العلوي و السني و الدرزي و الشيعي و القبيسي و غيرهم من تقسيمات آلت إلى ما نحن فيه حالياً من مأساة إنسانية .
- الرواية صادمة؛ و أي صدمة!!! بل صاعقة فهى عبارة عن خمسة عشر (١٥) شهادة لمعتقلي النظام السوري تتخللها قصة رومانسية تخرج من رحم المعاناة و الظلم.
- استطاع الكاتب تحويل الرواية إلى "الديستوبيا" بالخمسة عشر شهادة بل الخمسة عشر سوطاً من "أيوب و لولا و رنيم و فارس و هدى و جمال و إبراهيم و جلال و علاء و قتيبة و فاروق و منير و هيثم و محمد طارق و أخيراً جوري "على جسد الأمة العربية رسَمَ بهم الكاتب بالدم مأساة يندى لها الجبين؛ راعى الكاتب فيهم التنوع و الاختلاف ليصل إلى أعماق قلب و عقل القاريء من كل الزوايا فهناك التعذيب الجسدي و هناك الاغتصاب و التعذيب النفسي و الديني للرجل و المرأة و الطفل.
- طغت خلفية الكاتب الطبية فى أجزاء عديدة من الرواية فألقى الضوء على العديد من الأمراض و الاضطرابات النفسية مثل "اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) "و "عقدة ستوكهولم" و "اضطراب الوسواس القهري "و مراحل الحزن بدءاً من الإنكار ثم الغضب فالمساومة و الاكتئاب انتهاءًا بالتقبل .

**** الحبكة :
- الكلام فى الحبكة كثير و لكن باختصار عبقرية و مليئة بالمفاجآت الصادمة و بالتويستات الكثيرة فكان المزيج من التشويق و الحسرة و المعاناة مع الأمل و الحب مع البغض.

****الأحداث :
- أعظم ما فى الرواية أحداثها؛ اعتمد الكاتب على أسلوب سرد الشهادات الصادمة على لسان أصحابها و يتخللها أحداث الرواية و كأنهما مساران لا يلتقيان و فجأة يتلاعب بنا الكاتب و يربط بين تلك الأحداث و الروايات لتجد نفسك على نفس المسار عن طريق شهادة جوري "نور ".
- كمية المشاعر المتضاربة ما بين تعاطف ثم كره ثم حب تبين قدرة الكاتب على فعل ما يريده بقلمه.

****المغزى :
- مخاطبة مَنْ هم فى "المنطقة الرمادية " و سحبهم للواقع السوري؛ و عليه فالعمل الأدبي تخطى مرحلة الرواية إلى العمل الوثائقي بصيغة أدبية.

**** النهاية :
- نهاية بها تجسيد للأمل الذى يَخرج من رحم المعاناة و هذا أفضل ما فيها.

**** مآخذ على الرواية :
١- ظهور بعض الوهن فى النسيج الروائي بنشأة حالة الحب مِن يزن "سطيف العوايني "لنور بعد انتحار أنس بأيام قليلة و هذا غير منطقي بالطبع.
٢-لم يوضح الكاتب كلياً سبب انتحار "أنس" بعد استبعاد سبب خوفه على سمعة "معاذ" الذى أبلَغ عن أصدقائه و تسبب فى معاناتهم و استبعاد أنه أبلغ عنه الأمن السوري بعد ثبوت خيانته و مقتله على يد الثوار.
٣- لم يكن من الذكاء إصرار الكاتب (متمثلاً فى أنس ) فى ربط التعذيب فى المعتقلات السورية (بالهولوكوست) المزعوم و هو ما جعل بعض القراء (و أنا منهم ) يفقد التعاطف مع المعتقلين السوريين بدلاً من التعاطف مع ضحايا الهولوكوست المزعومين.
٤-عدم منطقية ربط أنظمة التعذيب السوري بوجود شخص من النازيين الهاربين "الويس برونر " إبان الحرب العالمية الثانية على الأراضي السورية لعدة أسباب أهمها اعتراف الكاتب نفسه بعدم وجود منهجية فى التعذيب عند النازيين على عكس النظام السوري كما أن الضابط النازي مواليد (١٩١٢) أى كان يقارب المئة عام قبل الثورة السورية.

****إجمالاً رواية سياسية مؤلمة نفسياً دينية تنتمي للأدب الشامي؛ ممتازة "سواء اتفقت أو اختلفت مع وجهة النظر "؛ رواية تعيد قراءتها بنفس الشغف عدة مرات دون ملل؛ من النوع المؤلم نفسياً لما بعد القراءة بشهور؛ من الروايات المجهدة جداً فى تقييمها لأنه من الصعب أن تستوفي جميع جوانبها دون تقصير.

[Abd Alrhman karsli · Rating 5 out of 5]

شوية حكي عن بيت خالتي "الرواية" ..
بيت خالتي بسوريا مو يعني بيت خالتي، بيت خالتي هو الاسم المشفر للسجن عنا .
الرواية عنيفة جداً +18 و أكيد مو لأصحاب القلوب الضعيفة ومرضى القلب.
لسلامتك النفسية والعقلية مابنصح بقراءة الرواية بجلسة واحدة، حاول تقسمها على جلسات متباعدة.
عادي وطبيعي تمر بمشاعر متناقضة مثلا رح تضحك وتبكي بالرواية بس ممكن تحتاج لطبيب نفسي بالنهاية
لازم تسمع قصيدة "هذي دمشق" وأنت عم تقرأ الرواية صح رح تكون مختلفة ومخيفة بس ضروري!
الرواية قائمة على شهادات حقيقة يعني يلي عم تقراه مو مجرد خيال كاتب وهذا أكثر شي مفجع ..
ضمن الأحداث في صدمتين من العيار التقيل من شخصيات الرواية، مارح اكتب عنها شي مشان ما احرقها.
النهاية شوي سعيدة ، هي مو سعيدة سعيدة! بس أنه بتفش القلب ماكان ناقص عصة قبر أبدا
الرواية خليط من التصنيفات اجتماعية، سياسية، اكشن وحب كمان، وبنفس الوقت هيه فيلم وثائقي مكتوب، وشامية بإمتياز بحكم أنه كاتبها شامي من جوات السور
العمل الروائي الرابع للدكتور العمري بعد ألواح ودسر، شيفرة بلال، كريسماس في مكة، مختلفة تماماً عن ماسبق، وللمرة الرابعة أسجل إعجابي بقلمه الروائي
بانتظار الجديد!

[سارة سمير · Rating 5 out of 5]

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}

بداية، أشعر ان الكلام قد هرب مني كلما هممت بكتابة تلك المراجعة
فأنا اعرف تماما ان ما قيل في الرواية وما سأقوله انا وما يقوله الجميع هو جزء من صورة كبيرة لا أعتقد ان جميعنا يقدرها بما فيها أهل سوريا بشكل كلي
فمهما قلنا لن يغير هذا من واقع الظلم السادي الذي يعايشونه

عندما أفرجوا عني أعادوا لي هويتي ، نظرت إليها ولم أفهم لمَ أعطوني هذه الهوية ، شعرتُ إني فتاة أخرى لا علاقة لها بالفتاة التي أسمها وصورتها على الهوية .

يزن الغانم شاب سوري يعيش في المانيا يدرس الطب النفسي تبدأ حكايته عندما يجد ابن خالته أنس قد انتحر في شقته بعد اختفاء دام لأيام
من هنا تبدأ الحكاية .. ومن هنا تبدأ الحقيقة .. ليتحول يزن من رمادي الى سوري انسان يأخذ جانب الحقيقة

أنس شاب وسيم مرتب ثوري أحب بلده اكثر من مستقبله .. صنع كل ما في وسعه لتصل الصورة شبه كاملة عن المأساة الكبرى في حياة شعب كامل يعاني دون استيعاب ولو بسيط من العالم من حوله .. فقد كنت واحدة من هؤلاء الذين كانوا يرسمون صورة مغايرة لحقيقة ما يحدث هناك

أريد أن يعلم العالم ما حدث ويحدث ، لستُ متأكدة من أن هذا سيحدث فرقاً ، لكنه سيحدث فرقاً معي على الأقل ، لأني سأكون ميتة أكثر لو بقيتُ صامتة !!

لم أتخيل في يوم من الأيام انني سأشارك في قراءة من ادب السجون ولكن حقا يعتبر من اهم انواع الادب على الرغم من الألم الشديد بين كلمات وسطور الروايات
شهادات حقيقية داخل الرواية وألم بأقصى وابشع الطرق الغير انسانية ولا الشيطانية حتى

بيت خالتي .. او الاسم الحركي لكلمة معتقل
مسلخ البشر ومذبح الانسانية ومغتصب الحقوق والنفوس
مكان يحدث فيه كل ما يخطر ولا يخطر على البال من اغتصاب للجميع بأبشع الطرق واكثرها سادية .. قتل وتمزيق وحرق وقطع وامراض وموت وجوع وبؤس وجنون
كل ما يمكن ان يرفض العقل البشري ان يتخيله فمجرد القراءة اوقفت انفاسي لوقت طويل وسأحتاج لتأهيل نفسي نفسيا مرة أخرى لأواجه العالم بشكل طبيعي بعد ان فقدت ما بقي بداخلي من ثقة تجاة البشر

الألم سيكون امتحانا فقط عندما نفهم لماذا هناك ألم ونجد له معنى

يناقش الايمان ويناقش العقيدة ويناقش الانسانية
فقدها الكثير من البشر مابين السياسة وحب السلطة والمرضى النفسيين من متفننين التعذيب

يضربون على ايمان المعتقلين .. عندما يغتصبون الفتاة وهي تستمع لآيات من القرآن وعندما يتحدوا رجل بأن الله ليس موجود لينقذه منهم
وان الايمان والصلاة وحفظ القرآن اسباب كافية للإعتقال والتعذيب ليس الا وكأن من يعذبونهم على دين غير الدين حتى ولو بالبطاقة والأوراق الرسمية فهذا شئ مخجل ليقفوا يوميا امام المرآه وينظرون برضى لهذا الوحش الخائن لكل ما يتنفس على الارض وبه جزء من رحمة وجدت في قلوب الجميع بلا استثناء حتى الحيوانات

لم انسى ولن انسى . ولا أريد أن انسى. وأتمنى ألا ينسى أحد . النسيان خيانة والذاكرة تمدني بحقد، وحقدي يمنحني الأمل

يعتقلون عشوائيا لضمان السيطرة على المجتمع ككل .. فمن يقعوا تحت ايديهم اما ان يموتوا واما ان يخرجوا للعالم مرة أخرى اشلاء بشر محطمين ولا يصلحون للحياة الاجتماعية مرة اخرى .. ليصب��وا مثال لكل من يحاول ان يتكلم او حتى يفكر

فالأخ الكبير دائما يراقبك

مازلت اشعر بالألم حتى بعد الانتهاء منها وحتى بعد قول القليل مما يعتمل في قلبي وعقلي الآن .. لا يمكنني النفس بحرية لا يمكنني التفكير في البشر بنفس الطريقة السابقة ابدا .. لا يمكنني الثقة بأحد .. فقد يتحول شخص لطيف الى سادي في طرفة عين وكأن الشيطان قرر أخذ اجازة طويلة بدون مرتب ليتركنا لأنفسنا فلن يكون اسوأ مما نحن عليه ابدا

الآن افهم .. كانوا يريدون ان اتحدث عما رأيته .. يعتقلون البعض مثلي فقط لننقل الرعب الذي يحدث الى الناس ... اعتقلوني لهذا السبب وعذبوني لهذا السبب وأطلقوا سراحي لهذا السبب

حتى عندما تنتهي المراجعة لا يمكن ان ينتهي الكلام ولا الاحساس والمشاعر .. لا يمكن ان ينتهي الشر بمجرد رواية
فعندما يتخلى الانسان عن انسانيته ليتدنى لمستوى اقل بكثير حتى من الحيوانات فلنتوقع حياة وسط ادغال لا يحكمها حتى قانون الغاب

الوحش داخل الانسان كامن على ما يبدو، وهذا الكمون لا ينتهي بموت واحد من رموز الشر . للاسف

هذا الكلام قد يحتوي حرق للنهاية تماما
النهاية هي ما احيتني مرة أخرى ووحدها تستحق خمس نجوم كاملين
فقد شعرت من حكاية جوري انها ليست مجرد فتاة تعرضت للتعذيب والاغتصاب

بل هي سوريا نفسنا تلك الفتاة التي اغتصبها رجال من اهلها ليدمروا كل ما هو جميل بها ويحاولوا محو هويتها تماما
هي تلك الفتاة التي شافت كل صنوف الذل والقهر لتخرج بهوية كائن غير بشري لا تشعر حتى بوجودها

ليظهر يزن السند والأمل والحلم الجميل
ليمسح آثار تلك الآلام ويعوضها عن الكثير مما فاتها

النهاية بالنسبة لي كانت مجرد بداية جديدة .. لسوريا الجميلة القوية الشامخة دائما وابدا
سيأتي من يأخذ بيدها للنور حتى ترى ان الانسانية ما زالت هناك .. فقط تحتاج لمن ينفض عنها التراب والظلم

شكرا الصديق احمد جنيدي على ترشيح تلك الرائعة الأدبية المهمة جدا 🌹
وشكرا صديقتي داليا على المشاركة كالعادة في جميع قراءاتي المميزة 💖

{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}

[إسراء مصطفى · Rating 5 out of 5]

بينما كان يزن يحاول تحليل انتحار أنس فسر الأمر بأنه ربما كان نوعًا من اضطراب ما بعد الصدمة الثانوي (لم يتعرض لصدمة بشكل مباشر) بسبب الكم الذي تعرض له من شهادات المعتقلين الناجين..
كنت أفكر أثناء قرائتي لهذه الشهادات كيف سيكون تأثير هذا علي! أحيانًا كنت أحاول ألا أمعن في تخيل الأمر لعل هذا يقلل من ألمي..
كنت اتسائل لماذا أفعل هذا في نفسي؟ لماذا أعيشها كل هذا الألم؟ ما فائدة ذلك؟
لكن كلمات معظم الشهود كانت تتردد في عقلي «اريد أن يعرف العالم»


أريد أن يعرف العالم ما حدث ويحدث. لست متأكدة من أن هذا سيحدث فرقًا في العالم. لكنه سيحدث فرقًا معي على الأقل. لأني سأكون ميتة أكثر لو بقيت صامتة. من غير المنطقي أن يفعلوا كل هذا بي، ثم لا أتكلم.. لا أقول... كان هدفهم أن أسكت، أن أتحطم بصمت. لقد آذوني نعم، لكني على الأقل أتكلم. فشلوا في تحطيمي لدرجة السكوت.


ليست هذه اول قرآة لي في أدب السجون.. قرأت من قبل عن سجون الاحتلال الصهيوني عدة مرات، كان ما قرأته هنا أصعب بكثير!! سمعت من قبل عن مدى بشاعة السجون في سوريا وكيف أن النظام في سوريا أبشع من الصهاينة ولكن لم أتخيل أن تصل البشاعة إلى هذا الحد..

****************

أعجبني كثيرًا في الرواية الجزء الفلسفي النفسي منها..
أعحبني محاولة تحليل سيكولوجية انتحار أنس، أعجبني حديثه عن الإيمان..


إيماني كان يركز على أن هذه الدنيا امتحان، وأن الله خلقنا لكي نجتاز هذا الامتحان، صعوبة هذا الامتحان أمر طبيعي، تعرض البعض منا لصعوبات أكثر من غيره أمر طبيعي أيضا، وسيكون جزاؤه أيضا أكبر لاحقا، في الآخرة.

غالب الذين اهتز إيمانهم، أو الذين فقدوه كان إيمانهم قائمًا على أن الله سيحقق لهم دعواتهم، صعوبات الامتحان سيتم تجاوزها عبر تدخل إلهي..

بالنسبة لي، دعائي لله يقربني منه، يشعرني بدفء وحماية حتى لو لم يتحقق دعائي.. أنا أثق أنه يسمعني وأنه سيعوضني خيرًا لاحقًا، وكلما تألمت الآن أكثر، كان جزائي أكبر في الجنة.

‏
أعجبني حديثه عن العقل الجمعي سواء عند المعارضين أو الثوار والإنكار اللاواعي وتأثير السوشيال ميديا


كانت النبرة الواثقة في منشورات الناس عن الأمر كافية لتجعلني أشك في ما رأيت شخصيًا


كان أكثر ما يؤرقني كيف يمكن للبشر أن يكونوا بهذه البشاعة!


ثمة شيء مخيف في هذه الأفعال. ليس مخيفًا في تفاصيلها والآلام التي تسببها.. بل مخيفًا في وجود كل هذا القدر من الوحشية والقدرة على الأذى في بشر قد يبدون طبيعيين جدا خارج نطاق أعمالهم ووظائفهم. ربما لديهم . عائلة وأطفال وحياة اجتماعية تبدو طبيعية.


أعجبتني محاولته لتحليل هذا الأمر.
من ضمن التحليلات أنهم يعملون على نزع الإنسانية منهم.. أن يجعلوا السجانين يعتقدون أن هؤلاء المعتقلين ليسوا بشرًا مثلهم.. أنهم في مرتبة أقل في الإنسانية.. أرقام.. حيوانات.. جراثيم..
في الحقيقة هم من فقدوا إنسانيتهم .. النظام وكل أعوانه.. لا يمكن أن يكونوا ما زالوا بشرًا بعد كل ما فعلوه..

****************

كنت أعلم جيدًا أثناء قرآتي أن هذه الشهادات ولابد مأخوذة عن قصص حقيقية.. ولكني عندما وصلت للصفحات الأخيرة بعد انتهاء الرواية، تحديدًا التي تتحدث عن مصادر الشهادات وجدت نفسي أبكي! ربما لم أكن أتصور أنها حقيقية لهذه الدرجة.. لا أعرف..

****************

ترددت كثيرًا بين أربع نجوم وخمس. لنقل إذًا أنها أربعة ونصف.
أين ذهب هذا النصف؟ حسنًا، لست متأكدة إن كان هذا عيبًا بالضرورة، ولكني لم أستطع أن أفصل تمامًا بين الشخصيات؛ كنت أري العمري في معظمهم، في يزن، في أنس، في نور، في كنان، في دكتور هاينز؛ الكثير من الحوارات إذا عرضت علي مقصوصة من موضعها لن أستطيع التمييز لأي شخصية هي، ولكني بالتأكيد سأعرف أن العمري من كتب هذا!
لم يزعجني هذا في الحقيقة فأنا أحب أسلوب العمري ومنطقيته وترتيبه للأفكار حتى عندما لا اتفق معه.

لذا فهي 5 نجوم..
****************


عندما عرفت تفاصيل ما حدث، لم أستطع أن أواصل حياتي كما لو أني لم أعرف لم أستطع أن أطوي الصفحة، وأنسي حاولت. لكن فشلت. ألم المعرفة كان مختلفًا. يثقل الروح والجسد معًا وشعور العجز كان أكبر من طاقتي على التحمل لقد عرفت! فماذا بعد؟ هل تستطيع أن تفعل شيئا؟ الشيء الوحيد الذي خفف علي هو أن أكتب ما حدث. هذا كل ما أستطيعه.


هذا ما كتبه العمري على غلاف روايته.. ماذا عنا نحن؟.. ماذا عني أنا؟.. ما الذي يمكنني فعله بكل هذا الألم؟؟!


ليلة
9 جماد آخر 1442
22 يناير 2021

[Omnia " · Rating 5 out of 5]

اللهم انصر المسلمين في أرض سوريا وحكم فيهم شرعك واكفهم شر كل
طاغية جبار.. ربِ انصر إخواننا وأهلنا في سوريا و لا تنصر عليهم، ربِ ثبت أقدامهم وارحمهم..

الكتاب دا نقطة تحول فاصلة في حياتي، أنا كنت قبله إنسان وبعده إنسان تاني.

[Mohamed Metwally · Rating 5 out of 5]

كان رأيي في الرواية أربع نجوم لحد ما خلصتها ولقيت مفاجأة ان الشهادات المذكورة مش من خيال المؤلف ولكنها اما روايات حقيقية او مأخوذة من أحداث وأشخاص واقعيين، فكانت النجمة الخامسة، ﻷن كده الكتاب تخطى مرحلة الرواية وأصبح عمل من نوع خاص، فهو رواية تسحب القارئ للواقع السوري شعبا ونظاما، وتسجل من خلال وقائع موثقة معاناة المعتقلين.
القصة نفسها مؤثرة، تحكي عن يزن المهاجر السوري، ’الرمادي’ يعني اللي عايش في حاله بلا موقف مع أو ضد الجماعات المختلفة في سوريا، يترك يزن كل هذه الصراعات ويهاجر الى ألمانيا ولكن قدره يتبعه ليتعرف على نور التي هاجرت هي اﻷخرى ولكن هاجرت و ثورتها لا تزال مشتعلة في قلبها... يتقابل بطلا القصة من خلال انتحار أنس وهو ابن خالة يزن وشريك نور في فيلم وثائقي عن المعتقلين السوريين، وهو محور هذه القصة الحزينة، المرعبة، وللأسف الواقعية..

MiM

[Shahd Ahmed · Rating 5 out of 5]

لن أستطيع كتابة ريفيو فقط أريد ان اقول ان قراءة الرواية مهم جدا خصوصا للأشخاص من يعرفوا القليل عن سجون سوريا

《لن أنسى. لا يمكن لي أن أنسى. أريد أن أبقى على حقدي تجاه العصابة الحاكمة في سوريا. لا أريد أن أنسى. دخل ما حدث في حياتي وشخصيتي وعلاقاتي بحيث لا يمكن لي أن أنساه. مستحيل.
...لكن أتمنى لو لم أمر بكل هذا 》

لم اتوقع كمية الوحشية في التعذيب قرأت من قبل عن هتلر والمحارق التي قتل فيها الكثير من اليهود والمعسكرات لم اتوقع أن ما يحدث في سوريا أبشع من تلك الأحداث

《شعور بالتفاهة والعجز يجعلني لا أستطيع حتى أن أنام. أفهم الآن تماما لماذا انتحر أنس 》

شعور بالعجز تملكني بعد انتهاء الرواية لا املك أي شيء لأفعله أريد أن أصرخ، قلبي يؤلمني بشدة لا أستطيع ان اتوقف عن البكاء هل املك أى شىء لأفعله غير الدعاء!

[Afnan Noun · Rating 5 out of 5]

كل ورقه كنت بقراءها بتمنى تكون مش حقيقه مجرد روايه بس للاسف طلع ااقل من ا��واقع وكل الاعترافات حقيقه لناس فعلا عاشوا الأحداث دي
حسبي الله ونعم الوكيل الله مطلع وفقط

[ولاء شكري · Rating 5 out of 5]

رواية تجسد أسوء كوابيسك التى لم تراها بعد .. تسحق كل توقعاتك الأليمة لما يحدث فى السجون، وتبتسم لك بسخرية مؤكدة أن كل كوابيسك وتوقعاتك لا شئ بالنسبة لما يحدث فعلياً على أرض الواقع.

أجدها رواية صادمة ، تترك أثر نفسى مؤلم يلازمك لفترة - قد تطول - حتى تتجاوز ما قرأته ..
》》لا أنصح بها لذوى القلوب الرقيقة .

[Hala Ghattas · Rating 5 out of 5]

تمنيت لو كان ممكن تقييم هذا العمل بعدد لا متناهي من النحوم


ياخذنا العمري عميقاً في الجرح السوري حيث معاناة التعذيب والاعتقال الى معاناة التعايش ما بعد ذلك. رواية مليئة بكافة انواع المشاعر وشهادات حية من سباب عاصروا اسوأالاحباط والالم
تزار قباني واصالة نصري حاضرين في الرواية بقوة، تستهل الرواية بقصيدة نزار هذي دمشقي

انا الدمشقي لو شرحتم جسدي لسال منه عناقيد وتفاح
ولو فتحتم شراييني بمديتكم سمعتم في دمي اصوات من راحوا
مآذن الشام تبكي اذ تعانقني وللمآذن كالاشجار
ارواح

رواية تستحق القراءة والتفكر، وللبعض ربما مراجعة الذات

[Mohamad Karbejha · Rating 5 out of 5]

كمعتقل سابق أمضى في بيت خالته زهاء أربع سنين
كنت أرى في سطور الرواية تلك الحياة اليومية في المعتقل
الحياة التي لا نجرؤ على البوح بها أو ربما نعجز عن التعبير عن مدى قسرتها و قبحها
عن كمية القيح و الصدد في و على لسان السجان

تستحق ما هو أعلى من 5 نجوم

[Mahmoud Mohamed · Rating 5 out of 5]

الجهل مؤلم ولكن المعرفة أشد إيلاماً

[Abdallah Salem · Rating 5 out of 5]

ولكن.. كيف وصلَ إلى هناك؟

أتفهم أن كل من كان شخصيةً حقيقية في الرواية كان يحكي قصته، لكل منهم طريقة سردٍ مختلفة، ومهما كان السردُ جيدًا، لن يصل إلى أن تكون كمَّن وقف هناك، ينظر لكل شيء بعينيه، ويسجل ما يراه..

حتى الألفاظ الصغيرة جدًا، كلها باللهجة السورية، مع أن الكاتب عراقيٌ أصلًا.
كريسماس في مكة، كانت تتحدث عن عائلةٍ عراقية، سيكون سهلًا أن يتكلم الإنسان بلسان بلاده، ولكن تلك الدقة تصلُ إلى أن اللسان العراقي أصبحَ سوريّ القلم؟

سأكون أكثرَ تصديقًا إن قيل لي أن كل ذلك حدث والكاتب يقف بينهم، يسير في خطاهم، يراقبهم بكاميرات، يرى كل شيء حولهم، وإلا.. كيف وصلَ إلى هناك؟

هل يمكن أن يصفَ إنسانٌ معاناة إنسانٍ كأنه يشعر بها؟ نعم، تحدث تلك اللحظة كثيرًا.
لكن.. هل يمكن أن يصف تلك المعاناة التي ليست ملكه، بل هو وسيطٌ فيها، فتصلنا ونشعر بمشاعرهم؟ هذا صعبٌ جدًا. إذن.. كيف وصلَ إلى هناك؟

منذ أول لحظة وأنا مشدوهٌ، قلبي يخفق بشدة، يرتجف، أصبحت أراهم أيضًا، لم تكن كلماتٍ تقرأ، كانت كلماتٌ تشاهد..
بعد قرائتي لنصف الرواية، بعد أن رأيتُ كل شيء، أصبحتُ أيضًا هناك، أقف بينهم وأشعر بكل ما يشعرون به.
وحينها لم أحصل على إجابة سؤالي، كيف وصل إلى هناك، ولكنني تقبلتُ فكرة أنه كان بينهم، بقلمه، لأنني بعد قرائتي كلماته، أصبحت كذلك، أقف في بيت خالتي، أرى كل شيء.

[أمـل · Rating 4 out of 5]

'' گيف يمـكن لشـخص يعتقد أن آلعآلم كله يجب أن يكون مـنظـمـآ مـسـبقآ مـثل خزآنة مـلآبسـه أن يتعآيش مـع كل آلظـلم وآلوحشـية في آلعآلم نفسـه ؟... ''

لم أبك كما فعلت أثناء قراءة هذا الكتاب منذ مدة جد طويلة ... كلما فتحت الكتاب تنهمر المياه من عيني دون توقف مع تزامن هذه الدموع مع ألم حاد يعصر قلبي الصغير...حرفياا ... كنت أشعر بفؤادي ينخلع رويدا رويدا من مكانه فأقوم مضطرة باستراحة قراءة قصيرة لعل هذا يخفف الألم ولو قليلا ... بالرغم أني فقط أقرأ ولم أعايش التجربة التي مر بها المعتقلون في السجون ....ظلما... 💔

'' أصـبحت كلمـة "بيت خآلته" هي آلتعبير آلذي يسـتخدمـه آلسـوريون للإشـآرة إلى آلمـعتقل ، وآلتي تعني أحيآنآ أنه لن يعود أبدآ مـن بيت خآلته ...
... لآ خآلة يمـكن أن تنآفس بيت خآلة السوريين " 💔

تبدأ القصة مع انتحار أنس الذي كان بصدد إخراجه لفيلم وثائقي يعرض ويسلط الضوء على المعاناة السورية وكل أشكال الظلم والوحشية السائدة هناك ، وانطلاق ابن خالته يزن في البحث عن ملابسات القضية والدوافع النفسية التي أدت به إلى هذا القرار الذي سبب صدمة وضربة مفاجئة لكل من يعرفه ، والتقائه ب"نور" التي تخبئ بجعبتها ما سيجعله متيما بها .

مؤلمة للغاية لكنها تفتح الأعين وتدمي القلوب على القضية السورية الحبيبة 🍂

[أحمد السعدني · Rating 5 out of 5]

"لكني أؤمن أيضاً أن الأشد صعوبة على المدى البعيد هو أن نترك تفاصيل ما حدث تتسرب دون أن نسجلها ونوثقها. الأشد إيلاماً على المدى البعيد هو أن نسكت، ألاّ نقول".

تبدأ الرواية بإكتشاف يزن إنتحار إبن خالته أنس مشنوقًا في بيته، ويحاول تتبع سبب إنتحاره، ويكتشف أن أنس كان يعمل على فيلم يجمع به شهادات الناجين من التعذيب في المعتقل السوري، ورغم أن أنس لم يدخل المعتقل إلا أنه تأثر بما حدث لهم.
رواية تحكي الكثير عن عادات السوريين وما حدث عندما حكم الأسد وعندما حدثت الثورة وما بعد الثورة، والنظام والمعتقل.

"مجرد نطق كلمة المعتقل أصبح شرًا ينصح بتجنبه. أصبح الناس يقولون "فلان في بيت خالته" "راح إلى بيت خالته"، أصبحت كلمة "بيت خالته" هي التعبير الذي يستخدمه السوريون للإشارة إلى المعتقل".

"عندما تقتنع أن هؤلاء ليسوا بشرًا، مجرد حيوانات أو حشرات مضرة فإنك ستكون أكثر استعداداً لتقبل ما يحدث بهم أو ربما حتى ستشارك بذلك، هذه ظاهرة التعامل مع الأعداء على أنهم ليسوا بشرًا"

"إن أهم أهداف التعذيب هو وضع الضحية في أشد حالات اليأس والكرب مما يؤدي إلى التدهور في فعالياته الاجتماعية والعاطفية والعقلية.
الناس تعتقد أن التعذيب يحدث لكي نتكلم. لانتزاع الاعترافات ، في الحقيقة التعذيب يحدث لا لنتكلم بل لكي نسكن جميعاً".

"بعض المعتقلين كان يحلم بأن يناديه الحارس باسمه الكامل. حتى لو كان يناديه كي يعذب. لكنه يريد أن يسمع اسمه. يستعيده. يرد بنعم على شيء يخصه. لا على رقم حل محل هويته".

رواية قاسية جداً، مؤثرة جداً، شاعرية وجميلة ومؤلمة جداً.
لكنها رواية لا تناسب الجميع.

[Thabet Khankan · Rating 5 out of 5]

- حقيقةً أنا متفاجئٌ ومندهشٌ من سرعةِ وغزارةِ إنتاجيّةِ الكاتبِ أحمد خيري العمريّ، منذ أنْ عرفته وأنا في سباقٍ مع الزّمن، وغالباً ما يستهلكُ وقتُ قراءتي لأعمالهِ أكثر بكثيرٍ منْ وقتِ كتابتِهِ لهم.
كنتُ أخشى أنْ يكونَ العملُ "هات إيدك ولحقني"، لكنَّ الرّواية بكلِّ تفاصيلها توضّح حجمَ التّعب والجهد والبحث والوقت المبذول عليها، فمن واجبي الاعتذار لسوءِ ظنّي وكذلك الشّكر والمديح أيضاً.

- الرّوايةُ واقعيّة جدّاً وفيها من الحقيقةِ ما يجعلُكَ تشعرُ أنَّ ما تحاولُ رؤيتَه ومعايشتَه في يوميّاتكَ، يُعتَبَرُ عالماً موازياً للعالمِ الّذي تخافُ من رؤيته.
هذه الرّواية تصفعُك قليلاً، لتدركَ منْ جديدٍ أينَ أنت.

- الكاتبُ عراقيّ الجنسيّة، وهذا يدفعُكَ إلى الدَّهشةِ والاستغرابِ والانبهارِ منْ قدرتِه الكبيرةِ على سردِ تفاصيلَ وأحداثٍ ومشاكلَ اجتماعيّةٍ وطرقِ تفكيرٍ سوريّةٍ بحتة، قد لا يعلمُها ولم يختبرها السّوريّون جميعاً.
منَ الواضحِ أنّ حياته في سوريا قدْ جعلته يعرفُ الكثيرَ عن شعبِها، عنْ همومِهم ومشكلاتِهم وأفكارِهم وأحلامِهم ولهجتِهم حتّى.

- الرّواية مكتوبة بأسلوبٍ ذكيّ وطريقة سردِها تشدُّ القارئ -السّوريّ على الأقلّ- من الصّفحةِ الأولى.
لا أذكرُ متى كانت آخر مرّة، أُجبِرتُ فيها على قراءةِ روايةٍ كاملة في جلسةٍ واحدة.

- الجميل في الأمرِ أنّ للكاتبِ خلفيَّةً طبيّة، وأنّه واسع الثّقافةِ والاطّلاع، ففي الرّواية تختبرُ الكثيرَ عنٍ صفاتِ التّوحّد، وعلاماتِ الانتحار، واضطرابِ ما بعدَ الصّدمة، ومتلازمة ستوكهولم، وقصص أخرى.

- اختيار شخصيّة الرّاوي بموقفهِ ممّا حدثَ في سوريا اختيارٌ ذكيّ وموفّق لتوضيحِ الصّورةِ كاملة، فمنْ بعيد تَرى كلَّ شيءٍ بطريقةٍ أوسع، وتصبحُ أفعالُ النَّاسِ لديكَ محفِّزاً لبحثٍ جديدٍ عنْ دوافعِهم، ربّما أيضاً لأنَّ الكاتبَ عراقيّ الجنسيّة يجعلُه يلتقطُ كلَّ التَّفاصيلِ ويتكلَّم عنْ كلِّ شيءٍ بموضوعيَّة وسعةِ صدر، ومع ذلكَ لا علاقةَ للجنسيَّةِ بالصِّدق، أحمد خيري العمريّ كانَ صادقاً جدّاً بدونِ أسباب.

- اندهاشي بأحداثِ الرّواية وتأثّري بها، يجعلني أتمنّى معرفةَ وقعِها على غيرِ السّوريّين، لأنّي أخافُ أنْ أبالغَ في تقييمي لها لمجرّدِ أنّها قد لمسَتْني شخصيّاً.

- بضع اقتباساتٍ من الرّواية:

1- "برلين في هذا الجوّ في يوم عطلة؟ أراهنُ أنّ حركة القطاراتِ في ألمانيا لم تشهدْ في تاريخها مسافراً يذهبُ من مدينةٍ إلى أخرى لكي يطلبَ من شخصٍ ما أن يردَّ على اتّصالات أمّه، اللّهمّ إلّا إذا كانَ سوريّا أيضاً، هنا يصبح الأمرُ محتملاً جدّاً"

2- "فهمتُ لاحقاً أنَّ هذا يسمّى اضطراب الشّخصيّة الوسواسيّة والّتي تختلفُ عنِ الوسواسِ القهريّ بأنّ الشّخص صاحب الاضطرابِ يسعى للكمال في أدقّ التّفاصيل ولكنْ لا تطارده وتتسلّط عليه وساوس قهريّة كما مع الـ OCD.
كلّ شيء يجبُ أن يبقى في مكانِه كما وضعَهُ وإلّا فالعالم حوله سينهار.
... لا يستطيعُ النَّوم إنْ لمْ يكنْ قد رتّب المكانَ ونظّفه حتّى لو لم يكنْ متّسخاً بالأساس.
مشهد معجون الأسنان مفتوحاً كانَ يحفرُ في أعصابِهِ حرفيّاً، كذلك استعمالي لمعجونِ الأسنان بالضَّغطِ من المُنتَصف وليس من النّهاية.
... شككتُ دوماً أنّه كانَ يعيدُ تنظيفَ الشّقّة بعد أنْ أنظّفها أنا، حتّى سريري كانَ يعيد ترتيبَه لأنّه كانَ يطوي الغطاء والشّراشف بطريقةٍ معيّنة."

3- "في حياتي ما تصوّرت أن يجتمعَ كارل ماركس مع الشّاورما في جملةٍ واحدة."

4- "أصلاً ما هو الحبّ من وجهةِ نظر علم النّفس؟
غالباً ليس سوى مجموعة من العقد ومشاعر اللّا أمان الّتي تجتمعُ لتجعلَنا نتمسّك بالقربِ من شخصٍ ما لأنَّ القربَ من هذا الشّخص يحفّز سيّالات عصبيّة معيّنة في أدمغتِنا وهذه السّيّالات بدورها تجعلُنا نشعر بالسّعادة."

5- "هل يمكنُ أنْ أسألكِ عنِ الأسباب؟
- أسباب الزّواج أم الطّلاق؟
الاثنين!
- السّبب الرّئيسيّ للطّلاق واحد في كلّ الحالات.. الزّواج طبعاً.. لكن دعني أسألكَ إنْ كنتَ حقّاً لا تعرف أنّي مطلّقة، لأنّ لو كانَ هذا صحيحاً فهذا يعني أنَّ العربَ في ألمانيا كفّوا عن النّميمة، وهذا إنجاز."

6- "... أخذتُ الإيمانَ وراثةً كما يفعل الجميع.
الشّعائرُ كانت أهمّ من تفاصيل الإيمان في نشأتي. كان الأمر مثل الحبّ الّذي يأتي بعد الزّواج. أقمِ الشَّعائرَ أوّلاً؛ والإيمانُ سيكونُ تحصيلاً حاصلاً."

7- "في تلك الفترة لجأتُ إلى كتبِ علم النَّفسِ لأفهمَ دوافعَ أبي في اختيارهِ لتلكَ المرأةِ لتكونَ زوجته الثّانية، وبحثتُ في دوافع سلوكِ أمّي تجاهَ ما أظهره أبي من سلوك، بعض الأمور كانت واضحةً جدّاً، والبعض الآخر كانت أقلّ وضوحاً، والدتي كانت تذكّر أبي دوماً بأنّها "شاميّة" تزوَّجت من ديريّ، لم يكنْ هذا يحدث في حالاتِ الغضب أو النّزاع فقط، بل حتّى في فتراتِ الصّفاء، كانت تستخدم هذه الورقة للضّغط عليه، ... استمرّت تطالبه بتقديمِ التّنازلات، ... لا تقلْ هذه الكلمة أمام أهلي، لا تطلبْ شاياً أمامهم، قهوة بس. سادة أو وسط، لا يشربُ القهوةَ حلوةً إلّا مَن لا يعرفُ طعمَ فمه، لا تتحدَّث ديري مع الأولاد، لا تلبسْ هذه الألوان"

8- "صارحتُ أبي بتحليلي هذا ... لمْ يعارضني على التّحليل، ... ثمَّ قالَ: المشكلة فيكم أنتم الجيل الثَّاني، لا هنا ولا هناك، لا أنتم من الدّير، ولا أنتم منَ الشّام."

9- "لستُ شاميّاً مئة بالمئة، لذلكَ حرصتُ دوماً أنْ أبذلَ جهداً أكثر من أقراني لكي يقبلَ بي النّاس من حولي، أدرسُ أكثر، أتفوّقُ أكثر، أكونُ مطيعاً ومهذّباً أكثر، متديّناً أكثر...
هل كانَ لذلك نفع؟ لا. للأسف لا.
يمكنُ أن تكونَ محترماً جدّاً ومحبوباً جدّاً، حتّى أفضل بنظرِهم منْ "شامي أصيل" لكنْ ستبقى "مانك شامي".
كانتْ هذه الكلمةُ تبدو لي أحياناً كما لو كانَتْ إهانة، رغم أنَّ ذلك غالباً لم يكنْ مقصدُ قائلها."

10- "لاحقاً عرفتُ الكثيرَ عنه، جدّه كانَ معارضاً للنّازيّة أيّام هتلر، أي أنّه ألمانيّ بمواصفاتِ جوّات السّور."

11- "تعلّمت أنّ الوصولَ على الوقتِ المحدّد حسب المواصفاتِ الألمانيّة يعني أنّك متأخّر، أيّ تأخّر ستجدُ نفسكَ محاصراً بنظراتِ تشبه نظرة مانك شامي، الّتي عشتُ في الخوفِ منها طيلة عمري، لكنّها مقصودة مئة بالمئة هنا.
مانك ألمانيّ، مانك متشرّب بثقافة العمل الألمانيّة. في الشّام ربّما كانت مجرّد أوهام ومخاوف لا أساس لها من الصّحّة.
هنا النّظرات صريحة وواضحة جدّاً."

12- "أنا رماديّ محايد يا دكتور هاينز، جدّكَ كانَ معارضاً لهتلر؟ وبقي حيّاً؟ لا يحدث هذا عندنا.
أفضِّلُ أنْ أشيحَ بوجهي إلى الجهةِ الأخرى مهما رأيت، أنادي كلَّ من يتزوَّج أمّي يا عمّي.
بالتّأكيد أناديه عمّي. ماذا أناديه إذاً؟"

13- "عناصر الأمنِ عموماً يتنافسونَ في السّفالة، بحيثُ إنّنا نعتبرُ أقلّهم سفالةً جيّداً، بل كنّا نحبّه فعلاً، كانَ سافلاً قذراً، لكنّ سفالته كانَتْ أقلّ بقليلٍ جدّاً من البقيّة، وكانَ هذا كافياً لجعلِنا نعتقدُ أنّنا نحبّه، واحدةٌ من العلاقاتِ الغريبةِ الّتي تربط بين الضّحيّة وجلّادها."

14- "... لكن لو فكّرنا قليلاً بالأمر لوجدنا أنّنا نتعامل مع فئاتٍ بشريّةٍ كثيرةٍ -أحياناً من ضمن مجتمعاتِنا نفسها- بالطّريقةِ نفسها، ببساطة نعتبرهم أقلّ، أقلّ منّا.
نفعلُ ذلك لاعتباراتٍ مناطقيّةٍ أو دينيّةٍ أو طائفيّةٍ أو عرقيّةٍ أو طبقيّة.
نستطيعُ أن نتّهم الغربيّين بما نشاء، لكنّنا نفعلُ الشَّيء ذاته.. نعتبر أنَّ فئة معيّنة هي دوننا.
... قد لا يجعلُنا نرتكبُ جرائمَ ضدّهم بالضّرورة، لكنّ هذه النّظرة قد تجعلنا أقلّ اكتراثاً عندما نرتكبُ جريمةً ضدّهم."

15- "أسوأ ما حدثَ لي بعد خروجي كانَ موقفَ النَّاسِ منّي، كنتُ مخطوبةً عندما اعتُقلِتُ، خطيبي فسخَ الخطبة، سألني إنْ كنتُ قدْ تعرّضتُ لشيءٍ منْ هذا عند اعتقالي.
ما كانَ من الممكنِ أنْ أنكر. انتشرَ الخبرُ في كلّ مكان.
مَنْ سيتقدَّمُ للزَّواجِ مِنْ فتاةٍ تعرّضتْ للاغتصاب، اللهُ وحدهُ يعلمُ كم مرّة؟"

- خلفَ كلِّ اقتباسٍ تمَّ ذكرُه قدْ تجدُ نفسَك، فإنْ لمْ يشملك الأوّل، جرّب الثّاني!

- الرّواية تفتحُ عينيكَ على الكثيرِ من أفكارِنا السّوريّة عنِ الزَّواجِ والمدنِ والنّساءِ والدّينِ والحبِّ والطّبقيّةِ والسّياسةِ والإيمان، إنّها تنبشُ كلَّ ما فينا مِنْ مشاكلَ بطرحٍ مميَّزٍ ومثير.

- فيها الكثيرُ مِنْ خبايا النّفس، تشعرُ أنَّكَ اكتشفتَ شيئاً كبيراً بعدَ النِّهايةِ منها، تشعرُ أنّكَ قد فُضِحتَ وتعرّيتَ أمامَها، تجعلُكَ تفهمُ مجملَ ما حدثَ وما يحدثُ ودوافعَه وأسبابَه، وتدركُ أنَّكَ ما عدتَ كما كنتَ قبلَها.

- الشّهادات الحقيقيّة للمعتقلين وما عايشوه وما رأوه مخيفةٌ مأساويّةٌ مرعبة، قَدْ تبكي بعدَ كلّ شهادة، وكثيراً ما ستُصابُ برعشةٍ في جسدِك، ستتألّمُ كثيراً أيضاً، وستشردُ بعد قراءتِها يوماً أو يومين أو عمراً كاملاً ربّما!

#ثابت_خانكان

[Bashar Alhrami · Rating 5 out of 5]

فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي كفقاعة وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر بين يديك بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح

_ يوماً ما يا وطني.

[Ramzy Alhg · Rating 5 out of 5]

"لا أنصح بقراءته"
كمية الألم النفسي في هذا الكتاب أعتقد أنها ستصيبك بأحد الامراض النفسية المذكورة فيه.
احمد خيري العمري تخطى سقف الإبداع الى ماهو أبعد، ليتنى لم التقي به في هذا الكتاب.
دخلته شخص وخرجت منه ٱخر ، فعلاً بعض الألم يجعلك تتخيله حد أن تعيشه.
مازالت في مرحلة الانكار التي تحدث عنها الكاتب وهي خط الحماية الأول في اللاوعي .
قراءة مدمية حد النزيف .

[Manal JD · Rating 5 out of 5]

أختي فسخت خطوبتها بسبب هذه الرواية.
لم نذهب إلى سوريا في حياتنا، ولا خطيب أختي ذهب
قرأت الرواية وقالت له عنها
فقال لها أنه مع النظام ويستحق أعداء النظام ما حدث لهم
وفسخت الخطبة، وتقول غير ماسوف عليه

[لوك النباتي Luke Daniels · Rating 1 out of 5]

لا تنخدعوا بالتقييمات المرتفعة، الرواية فاشلة لأبعد الحدود
بإختصار تتكلم الرواية عن حال السوريين المغتربين
الشخصية الرئيسية يزن طبيب نفسي يعيش في المانيا و ولد خالته أنس ايضاً يعيش في المانيا لكن في مدينة اخرى
ينتحر أنس لأسباب مجهولة و ينصدم يزن من الموقف لأن أنس شخصية اجتماعية و محبوبة من الجميع و بعيد كل البعد عن الانتحار
في البداية لما شاف يزن منظر ولد خالته و هو منتحر صار يصرخ و دخل في حالة من عدم التصديق و الحزن مقطع قلبه و بعدها بكم ساعة يروح كنتاكي يشرب مشروب غازي! -_- من جد لهالدرجة وصلت التفاهة؟
بعدين في اليوم الثاني على طول بعد وفاة أنس يلتقي بفتاة اسمها نور كانت على معرفة ب أنس و طبعاً البطل الساذج يوقع في غرامها و يغازلها و ولد خالته لسه كان منتحر الليلة اللي فاتت!
يعني ما قدرت استوعب كمية السطحية و التفاهة في الشخصية الرئيسية ان عادي عنده بكل بساطة يتمشى و يغازل بعد ما كان راح ينفجر من الحزن على وفاة ولد خالته قبل يوم واحد!؟؟
طبعاً تفاهة يزن ما توقف هنا، لأنه يروح و يكمل بالمشوار و يطلب رقم واتساب البنت عشان يتعرف عليها بحجة انه حاب يسألها عن ابن خالته أنس! كذاب!
و طبعاً البنت شخصيتها غريبة يعني ساعة تصير متحفظة و تحط حدود بينها و بين اللي حولها و ساعة تصير متفتحة و فري على حسب مزاجها
و هو عنده هدف انه يغازلها لا اكثر! و المصيبة في احد المحادثات بينه و بينها يقوللها ممكن أسالك شي متبوع مع قرد مغطي عيونه !! اه والله كذا كان وصف الكتاب !

بعدين البنت ترسله مقاطع عن ضحايا التعذيب في المعتقلات السورية، كانت مقاطع مؤلمة و لكن قصيرة للغاية بحيث ما قدرت اعيش الجو. و كانت مقاطع التعذيب على شكل فصول قصيرة متبوعة بالغزل و التفاهة الخاص ب يزن مع البنت !

طريقة تنسيق الكتاب مشتتة بشكل مزعج، تتغير كل شوي بين احداث انتحار أنس و دفنه، بين الغزل و محاولات يزن التافهة في جذب انتباه الفتاة! بعدين يطرح الكاتب افكار مبعثرة و مشتتة هنا و هناك عن السياسة و الدين اصابتني بالإنزعاج. حتى الحجج المستدلة كانت هشة و ضعيفة جداً

احس ان هالرواية للأسف اخذت تقييمات عالية بسبب انها تناولت قضية السوريين و التعذيب، لكن انا ما اشوف ان الكاتب استطاع انه يعرض القضية بشكل سليم. كانت كتابته مبعثرة و مزعجة و الشخصيات تافهة و سطحية للغاية.

[Shaikha Alkhaldi · Rating 3 out of 5]

منذ أحداث الثمانينيات أصبح السوريون يتجنبون ذكر أي خبر يتعلق بسياسة الدولة تجاه معارضيها. كان الناس يتساءلون همساً في حال اختفاء أحد معارفهم، لكن لا أحد كان يقول "اعتقلوه" لأنها أصبحت مُخيفة، وأصبح الناس يقولون فلان في بيت "خالته" راح إلى بيت خالته وهي الإشارة إلى المعتقل، والتي تعني أحياناً أنه لن يعود أبداً من بيت خالته.
أوضح الكاتب أن بيت خالة السوريين هو نسخة محدثة من معتقل أوشفيتز النازي، بتحديثات تجعله أشد سوءاً، ليس بالصدفة بل عن سابق قصد وتصميم.


رواية استمدت مادتها الدرامية من أحداث واقعية لا تنسى.. يعيبها كثرة التفاصيل المملة الغير مهمة، كما بدت مبعثرة وتحتاج إلى ترتيب أكثر.

[غُفْرَان · Rating 1 out of 5]

يا غفران للمرة الالف تتأثري بالتقييمات المرتفعة للكتب
قلت لكِ مرارًا وتكرارًا أن لكل منا رؤيته وحكمه وفكره !

العمى .. ما هذا الذي كنت اقرأ شي بحط العقل بالكف !
ماذا أراد الكاتب من هذه الرواية ؟؟
القضية السورية ؟؟
سحقًا أهكذا يتم تناول قضايا الأمم وألام الشعوب!
أهكذا يحكى عن الظلم والأنظمة الفاسدة والمعتقلات !
أهكذا يحكى عن الثورات الموؤدة ؟!

أم أردت أن تحكي عن الثوريين وأصحاب القضية ؟
ألم تجد في سوريا إلا منتحر لكي يتصدر الحكاية الخلفية لروايتك ؟!

أم أردت أن تحكي عن المعتقلات والتعذيب ؟!
فجاءت المشاهد تقريرية منزوعة من السياق قبلها مُحن وبعدها واحد ينتظر ظهور حبيبته أون لاين بعد مشاهد التعذيب التي قرأها ويفكر كيف سيبدأ معها الحوار

أم أردت أن تحكي عن الرماديين أصحاب الفكر المحايد فجعلت منه بطل الرواية
" يعني ينزل ابن خالته من على حبل المشنقة منتحر وميت من يومين وبعدها بساعات يعجب بواحده من أصدقاءه ويحاول يتواصل معاها
ده مش رمادي ده حيوان !! "

بالله عن أي شيء اردت أن تحكي ؟!!

في النهاية رواية سطحية اتسمت بتفاهة منقطعة النظير
شخصيات فارغة حاولت أن تمثل العمق ففشلت فشل ذريع
سرد مهترىء وربط أحداث مفكك كأنها صفحات متعددة من روايات شتى
على رأي أخوتنا السوريين
عم يحكي شروي غروي !
رؤية سطحية وهزيلة لواحدة من أهم قضايا الأمة العربية
ما هكذا نرى سوريا ولا ثورة سوريا ❤️