• «عند هيثم الورداني نوع من الشفافية الروحية تتنقل بسلاسة ما بين العالمين الاجتماعي والنفسي، مرتدية ثوبًا علميًّا مجردًا، فيتتبع ويتقصى ظواهرَ غير مرئية لتفسير الواقع، ليصل بها إلى أقصى تسامٍ فكري لها» علاء خالد
• «هذا، فيما أزعم، مصنَّف غير مسبوق في الكتابة العربية... يكتب الورداني، بدأبه المينيمالي المعهود، فقرات شديدة الإلهام، يفتح فيها صندوق النوم المظلم، ليطلق الظلام من عقاله، مازجًا الخبرة الشخصية بالسياسة والشعر» ياسر عبد اللطيف
• «لم أقرأ فقرة في «كتاب النوم» إلا وفكرت في اللغة العربية من جديد. كيف يستطيع الورداني أن ينفض التراب عن الكلمات، أن يُسكنها أسئلته وصمته بهذه الخفة، بهذا الجمال!» إيمان مرسال
«كتاب النوم» هو بحث أدبي ممتع وعميق في الوقت نفسه، يقارب النوم من خلال ثلاثة محاور عريضة، هي: الهوية، والسياسة، واللغة، ساعيًا للاقتراب بحذر من النوم من دون إيقاظه، متلمسًا في ذلك الأمل الذي يتشكل في قلب الظلام ويجعلنا قادرين على بدء يوم جديد، وطامحًا إلى رسم صورة تفي بتعقيدات النوم بعيدًا عن اختزاله في الأحلام، أو الاكتفاء بوصمه بالسلبية أو الزيادة عن الحاجة.
· مواليد 1972 الجيزة. · حاصل على بكالوريوس هندسة كهربائية من جامعة القاهرة 1995. · يعيش حاليا ما بين برلين والقاهرة، ويعمل كمحرر في موقع دويتشه فيله باللغة العربية. · نشر عددا من النصوص المتفرقة في عدد من المجلات والدوريات الثقافية (أمثلة: أمكنة، زوايا، أخبار الأدب، Starship). وصدرت له مجموعتان قصصيتان، احداهما مشتركة (خيوط على دوائر – شرقيات 1995) والأخرى منفردة (جماعة الأدب الناقص – ميريت 2003). · قام بعمل بعض الترجمات عن الألمانية (أمثلة: فالتر بنيامين، فولفجانج هيرمان)، وصدرت ترجمات لبعض أعماله. · ينشط من حين لآخر في مجال الفيديو، وله بعض الأفلام القصيرة المشتركة. شارك مؤخرا في تنظيم معرض فني يدور حول امكانية الحياة على هامش الاقتصاد الحديث، عُرض في جمعية NGBK (الجمعية الجديدة للفنون البصرية) - برلين 2004 .حلم يقظة"مجموعة قصصية" دار ميريت 2011
#كتاب_النوم #لهيثم_الورداني موضوعه تناول النوم كنشاط إنساني من زوايا مختلفة، مثل النوم واليقظة، غياب الوعي أثناء النوم والغياب الصوفي والإدراك، الحلم والتغيرات الفسيولوجية في الجسم أثناء النوم، والنوم والأرق .. فكرة كهذه جديرة بأن تجعل قراءة عمل كهذا تجربة تعد بمغامرة فكرية لطيفة، ولكن لأسباب كثيرة كانت تجربتي في قراءة هذا الكتاب غاية في الإرهاق، ليس فكريا ولكن بسبب الملل الشديد الذي اعتراني عند قراءته. هذا الملل يرجع إلى : ١. كون لغة الكتاب مفرطة في الاستعارات والمجازات اللفظية والتشبيهات غير المألوفة التي جعلت فهم المعنى المراد عملية شاقة وعسيرة. ٢. كون هيكل الكتاب غير واضح، حيث لاحظت أن الموضوعات التي تناولها الكتاب غير مرتبة ولا مترابطة. ٣. بعض الموضوعات في الكتاب لم يتضح لي علاقتها بالنوم؛ موضوع الكتاب الأساسي. ٤. ٤. كون أسلوب الكتابة غير واضح ما إذا كان مقاليا، قصصيا، أم تجارب شخصية. قد يرجع ذلك الانطباع السلبي لي وقد يرجع إلى الكاتب وأسلوبه وهو ما لا أستطيع الجزم به لأنني لم أقرأ أعمالا أخرى لنفس الكاتب. هو إجمالا كتاب غير مسلي، ولم يلفتني فيه سوى بعض الاستعارات والعبارات القليلة التي لفتت انتباهي لوضوح معناها وسط أسلوب الكتاب غير المألوف. أعطيه نجمة واحدة من أصل خمس نجوم.
إحساسي بالظبط بعد ما خلصت قراية ، إني كنت في رحلة طويلة محظور خلالها النوم نهائيا فضلا عن الشرود ، إلا إن النوم مش بالخُطر وبناء عليه نمت او شردت وكان عليَّ إني أرجع وأقرا تاني اللي فاتني ، خلال الشرود ما كنتش بعيد عن الكتاب لأني شردت بفضله ، شردت فيه وفي حالي وفي حال العباد ، في هاني ونادين و.. ، مبسوط خلال الرحلة لكني تعبان ، يمكن تعبان لأن بناء الجمل كان متيقظ بطريقة مرعبة ، خلينى أقول التيقظ ، بدل الدقة ، أو الدقة المتيقظة ، أنا حاسس إن هيثم كتب النص وهو بيتتأرجح بين مفهوم " سابع يقظة" ومفهوم " سابع نومة " ، زي ما ورد في الكتاب ، واقدر أقول إن مفهوم التعب ده رايح جاي ، أقصد إن هو ما يخصش القارئ بس ، لأ أنا شايف تعب الكاتب كمان . التعب هنا فيما يبدو معناه إن الجملة أو المفهوم أو التوصيفات الكتيرة مش هتسبيك تمشي لحال سبيلك بعد ما تقراها ، إنت مضطر ترجع مرات لجمل أو مقاطع قريهتا قبلًا ؛ عشان تبقى قادر تتخيل النقط المترامية المحكومة بمحوري النوم واليقظة . الكتابة بتحاول تقرب من المفاهيم دي بالدخول عليها من أكتر من اتجاه ، من اتجاه تأمل النوم واليقظة في فكرة الثورة ، أو من اتجاه الأب والاصدقاء المتيقظين حاليا بعد اختفائهم المفاجئ ( الناس نيام فإذا ماتوا ...... ) ، أو من اتجاه ضبط المفاهيم دي في فضائها المجرد ، والتجريد بالمناسبة مش غريب في النص ده ، لكن أساسي ... عاجبني التنويع بين ملاحقة الفكرة في عالمها التجريدي ، وبين مقاربتها على نحو ملموس بأحداث( حتى لو كانت أحلاما ) أو شخصيات بعينها ( الأب /هاني / نادين ../ أسامة/ وائل ) ، المسألة دي ( التنويع ) اللي هي محور البناء بتخفف من التجريد أو لنقل بتعيد الاعتبار ليه وبتخليني أقراه تاني باستمتاع وتفهم أكتر ، بتعمل فسحة محببة و غير مقطوعة الصلة ، وبالنسبة لترتيب المجرد ثم الملمو س( اللي هو مش ملموس قوي ) ، في الأول قلت طب هو ليه ما بدأش بمقطع سردي ، ولكن في الآخر استريحت للترتيب ده رغم إن المذكور ثانيا هو مصدر وملهم المذكور أولا . عايز أقول كمان إني كنت باستنى المقاطع دي : الأب والأم وهاني ونادين......
ورا الدقة في النص فيه طاقة شجن بتحاول تسحب المجرد لأرض الملموس – سواء شخصي وعام ، أو بتأشَّر على أنه مش مجرد " مجرد " لوجه الله ، ورغم الشجن فمن رحلوا حاضرون في النص بلا أسى ، الموت بقى سهل بعد الثورة إلى درجة أنه طال ناس في بيوتهم بعد أن انفضت المظاهرات ، رغم أنهم كانوا في المظاهرات نفسها ! النص بيتكلم عن أحياء ليس بالمعنى المجازي المطروق بتاع جملة فلان لسه عايش ، لأ ، النص شايفهم موجودين كلحم ودم ، أو زي ما قال الكاتب : "ذراع نادين لم يكن قبض الريح " اللغة في العمل إنجاز حقيقي ، باحس إن لغة الكاتب ( مش في الكتاب ده بس ) لغة تقدر تقول " سرها هادي " رغم إنها لا تسير إلا في مناطق شديدة التوتر ، طيب سرها هادي إزاي ؟ يمكن لأنها شايفة كويس ، يمكن لأن هدفها الكشف مش التعبير بالذات ، طبقة الصوت اللي وصل لها الكاتب مش بس خاصة ، لكنها تفعل ما تفعل بكل هدوء ويسر ، غير مشغولة بذاتها ، هدفها تحديدا الملاحقة ، التفاهم مع مفهومات قيد التعريف .
طيب ، هل هو كتاب عن النوم ؟ عن الموت ؟ ربما يكون كتابا عن الثورة ، ربما يكون كتابا كتب بعد ثورة ، بعد ربيع! ، بعدما انحسر جبرا واختيارا زمن الشهادات العامة – إلى حين – التي تروي ما رأت وما فاجأها من مشاعر ، ومن ملموسات لم تكن قبلا ملموسة ، ما كان سابقا قيد الكتب والافلام والأغاني ، ما كان مراوحا بين النوم واليقظة ، هذا المراوحة أنتجت كلاما كثيرا كثيرا ، كلاما يعلمك بكل تواضع فضيلة الصمت ، سواء ممن يرى النوم طويلا ونهائيا ، أو ممن قرر أنها نومة قصيرة إن شاء الله واليقظة آتيه لا ريب فيها . إلا أن كتاب النوم اختار طريقا ثالثا ، أن يفتح كلاما أو لنقل يبدأ كلاما ، أن يتجول بين النوم واليقظة بلا مقصد سوى الفهم أو فتح المجال لكلام غير الكلام ، اختارا راويا محددا ليحكى ، اختار فردا بعد جمع ، حدث في الماضي القريب جدا أن تحول أفراد كثيرون – لوقت معلوم وبفرح بالغ وحقيقي – إلى جماعة كبيرة ، ثم جرى ما جرى ، عادوا أفرادا ، السير في الشوراع لمسافات طويلة والمبيت - نوما ويقظة - في الميادين ليس لعبة. . عندما يتفرق الجمع يصير لكل واحد حكايته الشخصية عن الثورة ( كلمة ثورة في هذا السياق والظرف تحتاج إلى جهود جبارة ومخلصة كي نستبدل بها كلمة أوقع ) ، يصير لكل واحد حكايته الشخصية ، وإن شئت التأويلية وإن شئت التأملية التي تبتعد بالمشوار عن ( الثورة ) ، لتراها وترى نفسها ، أو بالأحرى لترى ما تود أن ترى من زمن الزمن ، إن لم يكن بوسع الكرب العظيم أو الفرج المأزوم ، سمه ما شئت ، . أن يساعد في إدارك ما هو أبعد منه ، فمن يساعد ؟!
"نودِّع العالم ونحن نعرف أنه باقٍ من دوننا. لا شيء سيتوقف من أجلنا، ولا شيء سيتأثر بغيابنا. لقد بذلنا قصارى جهدنا لكن أفعالنا لم يُكتب لها الاكتمال، وها هو اليوم ينقضي سريعًا. لكننا لا نودِّعه ونحن حزانى وإنما ونحن مفعمون بالأمل. فهناك، في قلب الظلام، سرعان ما سنتلقى أملًا ينمو بهدوء، أملًا يقوى عوده كلما أوغلنا في الليل، أملًا في الاستيقاظ، أملًا في أن ينجلي الظلام، أملًا في الغد، أملًا في بداية جديدة، أملًا في أننا عندما سنفتح أعيننا غدًا سيكون كل شيء على ما يرام. هذا الأمل يونع في جوف الليل كثمرة، تنمو في الظلام، وتزداد حلاوتها كلما ازدادت حُلكة الليل. الوصول إلى تلك الثمرة هو هدية النوم، فكل نوم هو ممارسة حقيقية للأمل، تدريب طويل على الانعتاق والتحرر. لكن إلى ماذا يستند هذا الأمل؟ الأرجح أنه يستند إلى ثقة لا نهائية في المجهول بعد تجاوز الخوف منه، ثقة في الغياب بعد أن أسلمنا أنفسنا إليه. هي ثقة لا نهائية في العالم الذي نودِّعه كل ليلة ونحن مطمئنون إلى أننا في أيدٍ أمينة. هذه الثقة تنشأ بعد أن نفقد موقعنا المسيطر على العالم، ونستودعه أنفسنا ليفعل بها ما يشاء. لذلك فالأمل الكامن في النوم ليس كأي أمل، بل هو مبدأ الأمل. فهو لا ينبع من رغبة مرتبطة بموضوعها، وإنما ينبع من الرغبة الكبرى التي تتجاوز أي موضوع، الرغبة في العبور إلى الضفة الأخرى والانتماء إلى المجهول.". على نفس نُسُق النَصّ السابق ينساب باقي الكتاب.. مجموعة من النصوص شديدة العذوبة والجمال عميقة المعنى، واللغة جميلة تدخل القلب على الفور. أو كما تقول إيمان مرسال، هيثم الورداني ينفض التراب عن الكلمات ويُسكنها أسئلته وصمته بخفة وجمال. هيثم الورداني هنا يُقيم عمودًا جديدًا يُمكن أن أطلق عليه "فلسفة النوم". قرأتُ في أحد الأيام كتابًا عن "أسرار النوم" لكن لم أتوقع أن يأتي يوم ويكون للنوم فلسفة، لكن ها قد فعلها هيثم الورداني!
إصدارات دار الكرمة جميلة، وتستحق القراءة، أيًا كان المنشور، كل يوم يزداد يقيني بما أقول عن سابقه. هذه دارٌ لن تخرج من ذكر التاريخ لها.
One of the best books I've read in a long time. In a work that defies easy categorization, El Wardany employs philosophical, political, and fictional means to explore sleep, the sleeper, dreams and their relationships to our waking hours. Written during a time of increasing unrest in Egypt sleep is imagined and re-imagined in fresh and surprising ways over a series of short prose pieces certain to provoke personal reflections in the attentive reader.
- «كتاب النوم» لهيثم الورداني هو من أنواع الكتب التي تنطوي على كثافة تعبيرية مكتوبة بشكل تخمن أنه مقصود وفيه من الجهد ما يشعرك بالامتلاء وبفيض من الأحاسيس المتناقضة خلال دقائق متتالية. على أنَّ هذا التخمين أو الاستقبال لا يتعارض مع انسيابية النص ولا يعني ارتكازه على المتوقع أو يصدِّر إحساسًا كهذا. اللغة حاضرة، بل متوغلة، تن��ي نفسها وتؤكدها عبر تراكيب متتالية ثم تنفيها من جديد في لعبة تقصي شعرت شخصيًا بلحظيتها -كتضاد مع ثباتها- بشكل بيِّن. وربما هذا ما يجب أن يكون عليه هذا النوع من الكتب، أي أن تعبر عن التعقيدات بنفي ونفي مضاد بلا خلاصات ثابتة ومباشرة.
- أجد دائمًا فرقًا بين لغة هيثم ولغة أغلب الكتاب المصريين المعاصرين. لا أستطيع أن أحدد سببًا واضحًا لمثل هذا الشعور، لكنه على الأغلب آتٍ من تعرضي ل (وعلاقتي ب) اللغة في لبنان شعرًا وروايةً وصحافة. لم أقرأ للكثير من الكتاب المصريين المعاصرين، لكن يمكنني أن أضع لغة الورداني مع لغة ايمان مرسال في درج واحد، وهذا بالطبع محض استقبال شعوري للغتين.
- أتجنب أن أقرأ لأي كاتب يتهم آخر بالسرقة أو يُؤْمِن بمفهوم سرقة النص. برأيي أن الكتب الجيدة لا يمكن سرقتها، وأن الكتب التي يمكن تبسيطها إلى مستوى واحد مضموني أو لغوي لا يجب أن أضيع وقتي في تجربة قراءتها. كتاب الورداني يقع ضمن هذا الإطار، كتاب لا يمكن سرقته، ويزيد في كونه كتابًا تأسيسيًا حتى في المضمون ويحاول تقديم خلطة جيدة وجديدة باللغة العربية من الفلسفة واللغة.
- فلندع الشعر/ الروايات/النصوص العربية المكرسة والمسماة زورًا سياسية جانبًا، فهي كتابات ما بعد حدثية (حتى وإن ظهرت قبل انتهاء الحدث). عكسها، «كتاب النوم» هو كتاب سياسي جدًا. سياسي بحق. خلاصةً، كتاب الورداني كتاب حدثي تأسيسي لحظي سياسي لغوي ومتوغل، كل ذلك معًا. شخصيًا لا أطلب أكثر من قراءة مثل هذه الكتب وبخاصةً عند انعطافات تأسيسية في الحياة. قراءة هذه الكتب تصالحك مع تفاصيل كثيرة وتجعلك تكتشف ما لم تنتبه له في السابق، وتعيد تعريف الطريقة التي تنظر بها للأمور، والأهم من كل هذه التعريفات، الإلهام. مثل هذه الكتب تلهمك، ولا أتحدث هنا فقط عن الكتابة. فهل هناك أجمل من أن يلهمك كتاب بأي طريقة؟
- انحيازًا: عدنا من النوم، وذاهبون إليه.
("كتاب النوم" | هيثم الورداني | دار الكرمة | ٢٠١٧)
النوم... ما أسهل هذه الكلمة، ما أصعب الكلام عنه. إذ هو مثل ثقب أسود يبتلعنا لبضع ساعات ثم يلفظنا كأن شيئا لم يكن. أما كيف جعل هيثم من هذا الموضوع كتابا من ١٣٠ صفحة، فلا أقول إلا أنه أوتي أسرارا ما أوتي بها أحد غيره.
تتعدد تعاريف الكاتب للنوم حسب الزاوية التي ينطلق منها، ففي إحداها يعرفه بأنه: "النوم هو الحالة الغازية للواقع، يجعلنا أكثر خفة. هو لا يسهم في تغيير الواقع او إعادة إنتاجه و إنما يعمل على خداع القوة الجاذبة له"، وفي تعريف آخر: "النوم تدريب طويل على الاستسلام، على الضعف والهشاشة".
يحلل هيثم الورداني مظاهر النوم، أو يحاول أن يسقط مفهومه في ميادين أخرى. على سبيل المثال يقول عن ظاهرة النوم في وسائل المواصلات، أو في أماكن العمل: "النوم في الأماكن العامة هو رفض مضاعف للفعل الاجتماعي". كما يتحدث عن الشرود بوصفه نوعا من أنواع النوم: "هناك نوع من النوم لا نحتاج لإغماض أعيننا،ولا التخلي عن وعينا.. إنه تيار رفيع من الشرود يسري في الواقع، انسحاب يجري في قلب العالم.". ويبهرنا هيثم أكثر بربطه ثيمة النوم مع ثيمة الثورة، فيتحدث عن النوم في أماكن الاعتصام كمصدر قوة، وعن الاستيقاظ كمحاولة للقبول بفشل الثورة، استيقاظ يبني أمل جديد .
تتخلل التأملات الفلسفية، قصص قصيرة متكاملة الأركان، يغلب عليها الغرائبية، في أشارة إلى أنها أحلام الكاتب وقد ألبسها ثوب القصة. وفي هذا الشأن فهو أفرد نصا عن "سردية النوم"، وأوضح أن النوم لا يصلح أن تكون له سردية، لأن السرد يحتاج إلى شخصية وحبكة، وأثناء النوم يكون الإنسان مجرد جسم ممدد، لا يقول شيئا أو يفعل شيئا، إلا في حالة واحدة: إن كان الشخص يحلم، وهنا تظهر الشخصية والحبكة.
أسلوب الكاتب ينم عن مهارة وحذاقة لغوية كبيرة، وقدرة على الإفاضة في فكرة يندر أن يكون هناك من تطرق إليها. ينأى عن التبسيط ويميل للتعقيد، يرهق القارئ ويفقده تركيزه طول القراءة. ما جبرني على الاستمرار هو موضوعه الاستثائي والمتفرد.
"اليوم ينتهي فقط لمن ينام، أما من يسهر فهو يتشبث باليوم ولا يريده أن ينقضي."
بعض الفقرات كانت رائعة و"So Relatable" والبعض الآخر مشتتة للتركيز حد الملل. لكنه يظل من أفضل ما كُتب عن النوم
من أفضل الفصول التي استمتعت بها: - المطمَئن. - العنقاء. - طول السهر. - في قلب الليل. - بقعة ظل. - برزخ. - مسألة استماع. - بلا نجوم. - سحر البروليتاريا الخفي.
_ أسلوب مميز بالكتابة للحديث عن ملحمة النوم العظيمة ؛ إن الحديث عن النوم و ما في النوم و تجهيز طقوسه لشيء روتيني عظيم لا تمل منه أبداً فهو الوحيد القادر على ترتيب الذات. .
_تقول إحدى شخصيات الرسوم المتحركة : ( من يقول لك أن النوم يجلب المرض، أخبره بأن لا شيء يجلب المرض سوى وجهه ). هو الحل اﻵمن الفعال
-"نُودع العالم و نحنُ نَعرفُ إنَّهُ بَاقٍ مِن دوننا لا شيء سيتتوقفُ مِن أجلنا ولا شيء سيتأثر بغيابنا ، لقد بذلنا قُصَارَى جُهدنا لكن أفعالنا لم يكتب لها الكمال و هاهو اليوم ينقضي سريعاً,نُوَدِعُ و نضع رؤوسنا على الوسائد لكننا لا نودعه و نحنُ حزانى و إنما نحنُ مُفعمون باﻷمل."
أول مرة أقرأ كتاب وأقول عليه بمنتهى الثقة أنه عمل مكتمل خالي من الثغرات من وجهة نظري وذائقتي.
(كتاب النوم) للكاتب المبهر (هيثم الورداني)
صدر عام ٢٠١٧ وماوقعش في إيدي غير دلوقتي ومش عارفة إزاي كل ده كان فايتني لأنه أكتر كتاب مبهر وممتع قرأته السنة دي بدون مبالغة. هذا الكتاب صغير الحجم لا يجوز أبدًا التعامل معه ككتيب تفرغ منه سريعًا في جلسة واحدة. ده كتاب كل سطر فيه يستحق التأمل لأنه سيثير تساؤل فلسفي ويجعلك تعيد التفكير في شئ بنمارسه منذ عشرات آلاف السنين دون تدبر .. النوم. الكتاب مجموعة فقرات ومقاطع فلسفية مكثفة تطرح أسئلة وأفكار حول النوم واليقظة، الحلم والكابوس، النعاس والأرق، من زوايا غير معتادة وغير تقليدية بالنسبة لنا. اللغة مبهرة وكأن الكلمات خلقت ليستخدمها الورداني. بالنسبة لي، أسلوبه أكبر مثال للسهل الممتنع الحق. يعني الكلمات بتتسلل من صفحات الكتاب إلى فكرك وروحك بمنتهى السلاسة والجمال وبتفضل معلقة معاك بعد ما تنتهي من القراءة.
رحلتي مع كتاب النوم كانت ممتعة بشكل فاق تصوراتي وبرشح الكتاب ده بحماس مفرط لكل شخص بيحب هذا النوع من الخواطر الفلسفية الإنسانية. الكتاب مناسب لكل الفئات العمرية.
أكتر اقتباسات عجبتني:
☁️ "اليوم ينتهي فقط لمن ينام، أما من يسهر فهو يتشبث باليوم ولا يريده أن ينقضي. من يسهر يريد أن يبقى مشردًا، ولا يعود إلى بيته. فبيته أصبح الليل".
☁️ "هل يسبق النوم اليقظة أم يليها؟ هل تولد اليقظة من النوم أم تموت فيه؟ هل النوم هو شرط اليقظة أم العكس؟ سؤال الأصل يبحث عن مصدر ينسب إليه ما يليه، يبحث عن نقطة الصفر التي بدأ منها كل شيء".
☁️ "من هو النائم؟ عضو بتر من جماعة؟ ذات وحيدة؟ جماعة صغيرة تستريح؟"
☁️ "يظلم الليل فتبدأ الرحلة إلى العالم السفلي. كل ساعة من ساعات الليل هي حد يرغب الساهرون في تجاوزه. عالم بأكمله لا يعرف عنه النائمون شيئا. هناك ساعة النشوة، وساعة الشهد. ساعة السَّكرة، وساعة الفكرة".
☁️ "فالنائم الذي يبيت على أمل لا شفاء منه سرعان ما يستيقظ في أرض الواقع مستلهما حلمًا جديدًا".
”منذ القدم، لا تظهر الأمور ثباتًا النائم والميت توأمان ألا يرسم كلاهما صورة الموت ألا يتساوى الأمير والفقير عند الاحتضار؟“ — ملحمة جلجامش
واحدة من أقدم أساطير البشر هي حكاية عن النوم، تبدأ بمطاردة جلجامش الطويلة والمهزومة للخلود من مبدء الأرض إلى منتهاها، مدفوعًا بهلع الفناء بعد موت رفيقه إنكيدو. ولأن احتمال الموت عصي على الفهم بين سكرات الفتوة يتساءل جلجامش: ”أبعد جري البراري، وتطوافي/ أسند رأسي في باطن الثرى/ أنام السنين الآتية؟/ لا. دع عينيّ تصافحان الشمس، أعِش في النور/ الظلمة تتراجع أمام النور المنتشر/ فهل يرى من ذاق الموت، ضوء الشمس أبدًا؟“
في سؤاله ”أنام السنين الآتية؟“ يواجهنا النوم أول شيء كمجاز عن موت يستحيل تصوره. لكن خصوبة مجاز النوم/ الموت هي استدارته التامة، لأن النوم إذ يستعصي هو الآخر على الفهم الواضح، فإنه يُدرَك فقط كموت صغير، لتنغلق الدائرة على احتمالات لا تقر للخيال أمام هذا التماس الخفيف مع العدم، أو مع الوجود في اكتماله. في النصف الآخر من هذه الدائرة، حيث لا يُفهم النوم إلا بوصفه موتًا، يتساءل جلجامش محدثًا أوتنابشتيم، حائز سر الخلود، ”آه يا أوتنابشتيم، ماذا أفعل، أين أسير؟/ لقد تسلل البلى إلى أطرافي/ وسكنت المنية حجرة نومي/ وحيثما قلبت وجهي أجد الموت.“
تنتهي الأسطورة بهزيمة مسعى جلجامش أمام النوم والموت مجتمعين: يسأله أوتنابشتيم عما سيدعو الآلهة للاجتماع من أجل منحه الخلود، وللبرهنة على استحالة اجتماع كهذا يدعوه للامتناع عن النوم ”ستة أيام وسبع ليال/ وبينما جلجامش قاعد على عجيزته/ داهمه النوم كعاصفة مطرية/ فقال أوتنابشتيم لزوجته/ انظري الرجل القوي الباحث عن الحياة/ لقد داهمه النوم كعاصفة مطرية.“ تناظر يقظة جلجامش المأمولة بقاء أوتنابشتيم نفسه طافيًا على سطح الماء زمن الطوفان للفترة نفسها، أي ستة أيام وسبع ليال، وهو ما أهله لهبة الخلود، وهكذا تتكشف بنية مجاز النوم عن إحالات جديدة إلى أسبوع العمل ويوم الراحة، وإلى كل ما يخص دورة الحياة الأرضية، وتبدو الحياة اليقظة في الأسطورة مركبًا ضئيلًا تُقلِّبه أمواج تتوعد بالعدم. وفي النهاية يحصل جلجامش على فرصته الأخيرة، فيدله أوتنابشتيم على نبتة لتجديد الشباب يحملها إلى وطنه، ولكنها تضيع لمّا يشرد عنها لحظة، فيعود إلى مملكته في أوروك خالي الوفاض.
تتحرك أسطورة جلجامش داخل دائرة النوم/ الموت بإحالاتها اللانهائية إلى مفا��يم الشرود والراحة والعمل والعدم والاكتمال، وتنقب في مخزون احتمالاتها عن مفاتيح لفهم موقف الإنسان، وكذلك يفعل الورداني في كتابه، مستكشفًا الثراء العجيب لهذا الدال المصمت في ظاهره. يمْثُل النومُ للورداني إرخاءً لقبضتنا عن العالم، وانفلاتًا من هوسنا باليقظة في مزج للحضور يتحرر فيه الوعي من قصديته، ليطفو حرًّا في مجال غير مقيد بالحركة المنتبهة المركَّزة التي تنظُمُ العالم أشياءً، ولهذا يستدعي الشرود درجةً من درجاته، حيث يتيه الوعي لوهلة منخلعًا عن موضوعاته، ويستدعي اليقظة والعمل نقائضَ له، إذ عندهما ترتسم تفاصيل الوعي والعالم، وفي هذا التذبذب بين النوم واليقظة، تتلمس النصوص تخوم الوجود أحيانًا وقلبه أحيانًا أُخر.
يعتمد أدب الورداني حصرًا على ذكاء تصاويره، فتحشد نصوصه بالاستعارات التي يبدو أنها تجتهد لبلوغ لحظات من الكشف يتلو بعضها بعضًا، ويشكل نوع من المحتوى المعرفي بنية الكتابة وهيكلها العظمي، حاضرًا دائمًا كشبحٍ لمبرهنة فلسفية تخيم على نصوص مشغولة بإبلاج حقائق كبيرة من مساحات صغيرة. وهكذا نقرأ مثلًا: ”عندما يتحرر النوم من الثنائية التي تفرضها اليقظة [...] يصبح نقدًا لليقظة ولكل ما تطرحه من أنظمة ثنائية [...] النوم يُعلِّق عمل الجاذبية فيخلط المكان الداخلي بالخارجي،“ ليباشر الورداني بعدها تفصيل طبائع المكانين الداخلي والخارجي، وعلاقاتهما في كل من النوم واليقظة، وينتهي إلى تحديد موضع النوم في المكان الذي سقطت فيه الحواجز فلم يعد مكانًا، بل أصبح خليطًا من كل الأشياء.
لكن معظم هذه الكتابات تقع على حد دقيق بين الأدب والتأمل الفينومينولوجي، فلا تتحقق فيها الطاقة الشعرية للأدب ولا دقة الفحص الفلسفي، وتتقوَّى فقط بملحوظة ذكية هنا أو انكشاف ذكي هناك. هذا الطابع الذهني لكتابة الورداني هو موطن قوتها وضعفها معًا، إذ يستند غنى الصورة في نصوصه إلى هذه التأملات الطويلة والمذهلة أحيانًا في قدرتها على استيضاح الظاهرة، لكنه يعني كذلك جمعًا من المساوئ. يغيب عن نصوص الورداني من جهة أولى أي اهتمام بالسرد، فإذا أراد نفض عقلانيته قليلًا تنحل كتابته إلى رمزية ذاتية بسيطة وتفقد قدرتها على التواصل، كما في نصيه ”ننصب فخًا“ و”حياة جديدة،“ ولا عجب أن أجمل نصوص هذه المجموعة هي نصوص سردية غير رمزية كالقطع المعنونة ”حكاية قبل النوم“ و”الأسماء“ و”خيط.“
ومن جهة ثانية، يسقط الورداني بسهولة في فخاخ القوالب التعبيرية الجاهزة والكليشيهات اللغوية كأن يقول ”بحر الظلمات“ أو ”أدخنة كثيفة متصاعدة“ أو ”اختمار الأفكار،“ والكليشيه يقبل التوظيف في سياقات كثيرة، لكنه مع ذلك لا يفيد في نصوص الورداني إلا إبعاده عن مقصده، لأن الكليشيه مجاز كُرِّر إلى حد ملامسة التجريد ففقد قدرته على الكشف أو الإجلاء، وهي غايات النصوص ومنتهى أملها. وتنحسر قلة اهتمام الورداني باللغة لصالح المحتوى الذهني أحيانًا عن درجات مزعجة من الركاكة، فمن المعتاد أن تقع في نصوصه على جمل مثل ”موتانا الذين يزدادون يومًا وراء يوم يريدوننا فقط أن نتركهم يبقون بيننا لأن لا عالم آخر يذهبون إليه،“ أو ”لقد أقلع منذ زمن طويل عن توقع أن يحدث شيء هنا،“ وهي جمل يبدو من التواء بنائها واضطراب إيقاعها كأن لم تُراجَع منذ أول تسويد وحتى الطباعة.
تقاوم هذه الكتابة الذهنية السرد وتقاوم الاستسلام للشعر كمقاومة أوتنابشتيم للأمواج، فلا توظفهما في الأغلب إلا توظيفًا دقيقًا محسوبًا، والمحصلة كتابة يقظة عن النوم، ربما كان يحسن بها أن ترتخي قليلًا.
كتابة استثنائية الصّراحة، وكون إن النّصوص دي تفلسف النّوم فده بالنّسبة لي شيء عظيم. لغة جميلة وحية، تساؤلات جميلة، والأهم من ده كله؛ الكتابة عن أشياء بتعملها يوميًا من غير ما تاخد بالك إنك ممكن تبني كتاب كامل منها! ده لوحده يستحق الاحتفاء حقيقي! يعني مثلا مقطع النّوم في المواصلات العامة ده لوحده مكتوب بفلسفة ونظرة للأمور مكنش الواحد ممكن يتخيلها خالص! تعيش الكتابة الحلوة حقيقي.
كأن كتاب النوم هو لمتداد لكتاب كيف تختفي و لكنه كفكرة أكثر نضوجًا إلا أنه كان عشوائيًا في العرض قليلًا بحيث يخلو من التتابع أو تسلسل الأفكار.
يقدم الورداني النوم من ناحية فلسفة أو ناحية سياسية و شعرية حينًا، يشرحه و يختبر طبقاته العديدة.
اللغة بطل رئيس في الكتاب بجانب النوم، المفردات دقيقة و حادة كأنها تحمل معانها بقياسات، كأن الورداني قال لها تشكلي تشكلت في يديه بسهولة هادرة و عذبة و كثيفة و متوشحة أحيانًا بالغموض أحيانًا تقترب من النوم نفسه و أحيانًا تتناوله من داخل موضوعات، بحرص و سحرية تضيف جمالية و معان لمظهر يومي رتيب جدًا هو النوم و من شدة يوميته قد يخلو من ذهن الواحد مدى فرادة هذا السلوك، و رغم خمود و سلبية النوم مظهريًا إلا أن الورداني ينفي كون النوم نقيضًا لليقظة و أنما هو امتداد لها بترتيب جديد.
يتخلل الكتاب بعض المشاهدات الشخصية للورداني نفسه أو أحلامًا ربما، كأن الكتاب في وعيه الباطني إذ جاز التعبير يتعرض لنوع من الهذيان نوع من النوم و الغفوة عن سياقه الحقيقي عبر سرد بعض من القصص.
بيتكلم فيه يكتب الورداني عن النوم من ثلاثة محاور: الهوية والسياسة واللغة، في 86 فقرة قصيرة تتناول النوم والنائم والعلاقات التي تدور حول مفهوم النوم بكتابة مبهرة ولغة مرعبة مش بيبقى ��هل العثور على مثيلها في الأيام دي.
كتاب جميل وعجبني جدًا وأعتقد أنه هيبقى من ضمن الكتب إللي محتاجة أقرأها مرة كمان
لغة رائقة ومتجددة يمسك بها الكاتب تحدي كبير أن يمضي الكاتب طوال ١٣٠ صفحة في حصار زوايا النوم تلك الحالة اللا إنتاجية السكون التام تعودنا أن يتم تخطي النوم في السرد بوصفه اعتياديا وغير مُحرّك لكن الكاتب يحاصر جماليات النوم ويشير إلى ما أغفلته العيون لوقوعه في بحر العادة هناك تكرار لبعض الأفكار في محاولة الامساك بها في أكثر من زاوية مثل فكرة الولادة بعد النوم في حياة الجماعة وهناك أفكار كنت أترقب ظهورها أثناء المضي في القراءة -خاصة أن القاريء يستشعر أنها في متناول الكاتب الذي شق بالفعل طريقا في تحدي الكتابة عن النوم - لكنها لم تظهر عموما الكتاب يستحق القراءة
مرة أخرى، ينجح هيثم الورداني بقوة بعد (كيف تختفي) في استقراء الكثير من التجليات الخفية وغير المطروقة عن كل ما يعد يومي ومعتاد، وهذه المرة يخرج من فعل النوم كل التأويلات الممكنة في نصوص حرة للغاية لا تركن إلى تصنيف واحد بقدر ما تفتش وتبحث باستمرار عن فضاءات جديدة لقراءة فعل النوم: أدبيًا وفلسفيًا وسياسيًا وعلميًا وخياليًا.
ولأنه كتاب النوم، أنجزته قبل نومي في الليالي الأخيرة، وهي مفارقة تعمدتها بالطبع. كتاب رائع، قررت منذ صفحاته الأولى أن يكون بجواري دائما وأطلع عليه مرات أخرى كثيرة، لأن نصوصه أجمل من أن تترك مهملة بعد قراءة يتيمة !
من اكتشافات السنة ديه الحقيقة ان كتاب النوم من النصوص الجديرة بانها تحط قارئها قدام تحدي الا وهو كيفية قراءة فعل النوم لاول مرة من طريق الناحية الاجتماعية والسياسية و العلمية.
هيثم في اوقات كتيرة تحسه كان نايم في بعض الكتابات و بيكرر اجزاء و ديه كانت ميزة حلوة
نصوص نثرية قوية و بيفتحلك المجال امام اكتشاف الأفعال اللي بنعملها كل دقيقة و بنعتبرها أمور عادية لكنها في غاية الأهمية. هيثم بيقدملك لوحة مكتملة ونصوص لازم ترجعلها كل شوية لانها بتضرب جامد في وعيك و بتفتح وعيك قدام تساؤلات زي ليه الاعتصام ممنوع مش بس قانوني ولكن كفعل ولازم الدولة تقتله في المهد و ديه كانت نقطة من ضمن نقط مهمة في الكتاب
قفشت نفسي اكثر من مرة ببتسم لا إراديا وانا بقرأ الكتاب ده من فرط تأثري وإعجابي بلغته. براعة كتابية نادر أوي لما بلاقي زيها. تناوله للنوم والثورة وحتى أشد الأشياء عادية مبهر ومخليني مصدقة أكتر إن مفيش اتنين بيختبروا العالم بنفس الطريقة.
جميل فعلًا، واختيار النوم -مش الأحلام- علشان يكون فكرة الكتاب الأساسية اختيار ذكي. لغة هيثم الورداني جميلة، ولكن في بعض النصوص ماحسّتش إني فاهم معنى الكلمات أو سياقها وتُهت شوية. إجمالًا عجبني وفيه نصوص وأحلام أثّرت فيا.
كتابة جديدة وتجريبية، وده خلاني متحمس جدا كخطوة أولى، كمان فكرة الشذرات المتفرقة اللي بيجمعها موضوع واحد دي فكرة مثيرة للإهتمام جدا، والكتاب فيه فصول غاية في البراعة، وهي الفصول غير الذاتية زي المطمئن ورقة الراديكالية مثلا، فصول بيعيد تشكيل رؤيتنا للنوم، وبيخلينا نشوف فعل نمطي زي النوم في أوساط مختلفة زي المجال العام في الأوتوبيس أو المظاهرة وإزاي بيغير طبيعة الأوساط دي.
يمكن اللي محبتهوش شوية في الكتاب الفصول شديدة الذاتية، الفصول الذاتية المشوشة والمرتبكة دي أعتقد بيسرد فيها أحلامه خلال النوم، فكرتني بأحلام فترة النقاهة لنجيب محفوظ، الكتابات اللي زي دي يا هتلمسك وهتطير بيها لدرجة إن ناس شبهتها بالكتابات الدينية المتجاوزة، أو مش هتقبلها، انا متفهم إن فيها إبداع ما، بس مش ذوقي يعني.
مش عارف جالي منين تصوُّر قبل ما أقرا الكتاب إنه حاجة خفيفة كدة تخلص في يومين، بس أول ما مسكت الكتاب فهمت طبعًا إنه مش كدة خالص واتقفلت شوية بس للأمانة هو شدني جدًا. تجربة كتابة مختلفة تمامًا، واللغة المستعملة في منتهى الجمال والفشاخة، واللحظات التأملية اللي الواحد بيحصل عليها بعد قراءة كل مقطوعة من الكتاب تساوي كتير أوي، والنزعة الثورية اليناريجية لا يمكن إغفالها طبعًا. أول تجاربي مع هيثم الورداني وبالتأكيد مش الأخيرة.
كنت متردد في أول ٣٠ صفحة إني أكمله ولا اتوقف ولا يدخل معايا فرن القراية السريعة 😁 بدأ الكتاب بعد كدا يتحول لنغمة جميلة متصاعدة من المشاعر المضطربة والممزوجة بالحيرة والجمال الفائق!! الكتاب لا يُقرأ على عجل ولا راحة بل يُقرأ لمرات عديدة.. المشكلة الوحيدة إني كنت اقرأ كتاب يسحب كل الأمور والمواضيع إلى النوم في فترة أنام فيها مابين اربع ل خمس ساعات يوميًا 😅