حكايات من هذا الزمن - سلسلة شهادات سورية #5 تأليف: دلير يوسف
"إن سألني أحد، لمَ تكتب هذه النصوص؟ لن أعرف أن أجيب. قد أقول إنها انفصامات اليأس والأمل تصيبني أنا المنتمي إلى جيل الثورة والغياب. ثم أستفيض في الحديث وأقول: لأن اليأس خيانة........."
النصوص التي تتضمنها هذه الشهادة، ورغم كل الحزن الذي يعتصرها، صرخة أمل يطلقها شاب يعشق الحياة، ويؤمن بأن للكلمات "صوتا يقض مضجع الظالم" وبأن "الحرية ليست مصادفة".
ربما ليس هذا من أفضل الأجزاء التي تم كتابتها ضمن سلسلة شهادات سورية، على الرغم مناقترابه من المطقة الحميمية التي أفضلها في النصوص. لكن أحد الأزمات ان الكاتب يحاول دائمًا ان يهرب من وطاة المأساة السورية بتصوير حياته الشخصية التي اضطربت خلالها، وهو أمر أظن أنه غير مقبول أو ليس في محله بدرجة كبيرة، خصوصًا أن الكاتب يميل إلى تصوير الأمور بشكل ذاتي للغاية في سياق واقعي مفجع، لا ياخذ الثورة برومانسية فقط، وإنما يغوص في ذاتته ويفرط فيها. أتذكر ان احد أسباب رواج التيار الواقعي، هو مأساسة الحرب العالمية ، وفداحة ادراك ان الوجود البشري مهدد من البشر انفسهم، وأنا الرواح الفردية والفردانية لا تعد ذات قيمة في خضم هذا الصراع، ربما سيشكل الربيع العربي هذا الأمر، ربما فيما بعد، لاننا ما زلنا تحت وطاة الهروب من الواقع، ولكنأظن ان الرؤية الحالمة للواقع، لم يعد لها مكان.
لا اشكك في مأساة دلير، التي لا يعلم مأساتها إلا نفسه و والإله من فوقه، ولكن النص الحالم الذي يحاولالهروب من الواقع بشكل رومانسي حالم، لم يرق لي