What do you think?
Rate this book
على مقهى الحياة
جلس كاتب هذه السطور على مقهى منذ أن كان شاباً يافعاً، أو ربما صبياً في الخامسة عشرة من عمره...اختلف منذ البداية الى "قهوة عبد الله" الشهيرة التي توسطت يوما ما ميدان الجيزة وكانت مركزاً للحركة الأدبية والثقافية في أواخر الخمسينات، ثم اختلف بعدها الى سائر المقاهي الأدبية الشهيرة في تلك الفترة، وحتى النصف الأول من الستينات... "صان سوسى"، و"انديانا"، و"ريش"،... وحتى "كافيتريا سميراميس" القديم، وبعدها في سنوات البعثة بالخارج. هذه بعض من أوراقي... أو قل بعض من أيامي... أضعها بين يديك... ولتغفر لي إن كنت قد نسيت أو أخطأت .. فعذري الوحيد أني اكتبتها بكل الحب لمن فيها من أبطال ومن أحداث وبالكثير الكثير من الصدق.
283 pages
First published January 1, 1998
1 person is currently reading
58 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 5 of 5 reviews
August 29, 2025
♦ كتب السيرة الذاتية من امتع ما تقرأ لأنها تحكي قصة حياة كاتبها ، وايضا تقترب كثيرا من فترات زمنية هامة وشخصيات عامة وخاصة عاشت بقرب كاتبها أو تفاعل معها .
إذن تعد شهادة ولو من منظور كاتبها عن فترة من تاريخ امة .
استمتع بكل كلمة كتبها د سرحان ، كتاب ممتع وجميل حقا .
إذن تعد شهادة ولو من منظور كاتبها عن فترة من تاريخ امة .
استمتع بكل كلمة كتبها د سرحان ، كتاب ممتع وجميل حقا .
December 31, 2017
كتب سيد محمد قطب
عنوان سمير سرحان ذاته اغترابي.. فالحياة توازي جلسة على المقهى.. ويلاحظ القارئ أن المقهى مكان الغرباء.. إنه خارج البيت.. خارج مكان البيات.. في الطريق.. في الشارع.. فرحلة الإنسان من وجهة نظر الكاتب فيها الاغتراب الذي قد يكون ممتعا في بعض الأحيان لأن حواس المغترب وعقله ووجدانه يقظة دائما.. ترى وتسمع وتفكر وتتألم.. المغترب في حالة فكر.. قلق.. تأمل.. إنه يجلس في أكثر من مكان في الوقت ذاته.. عالم خارجه يشده ويهرب منه.. وعالم داخله يقاومه ويهرب إليه.
ويتميز سمير سرحان في هذه الترجمة بسمة جميلة ومفيدة وممتعة بالنسبة للقارئ.. إنه يربط بين حياته النفسية الاجتماعية والأدب العالمي بحس المبدع المثقف الذي يعرف فن قراءة الحياة والناقد المبدع الذي يتقن فن قراءة الآداب والفنون.. وهذا ما يجعل كتاب (على مقهى الحياة) نصا أدبيا حافلا بالمختارات الإبداعية الرائعة.
كان كل عمل إبداعي يستحضره سمير سرحان هو المعادل الموضوعي الذي يتحدث من خلاله عن تجربته الإنسانية.. ولكن لهذا البناء الإبداعي دلالة تتصل بنفس سمير سرحان ذاته.. إنه إنسان يعيش مع الآخرين ببعض نفسه.. ويعيش مع الأدب و الفن ببعض نفسه.. ويعيش مع نفسه ببعض نفسه.
إنه يكاد يحيا في عالم الإبداع أكثر من حياته الاجتماعية.
ومن القصص الجميلة التي عرضها سمير سرحان قصة (العم جول) للكاتب الفرنسي جي.دي.موباسان.. وها هو ذا يروي حكايتها ودلالتها:
"كانت القصة..واسمها.."العم جول" تتحدث عن أسرة فرنسية صغيرة.. عن أب وزوجته الكادحة وبناته اللاتي بلغن سن الزواج.. وكانت الأسرة تتذكر في ليالي الشتاء الطويلة القارسة البرد قريبا لها رحل منذ زمن بعيد إلى أمريكا.. عشرون عاما أو يزيد انقضت منذ رحيله وانقطعت أخباره تماما.. لا بد أنه قد صادفه الحظ في القارة الجديدة فأصبح من الأثرياء.. وذات يوم مطير.. وصل ساعي البريد ليطرق باب الأسرة الفقيرة الصغيرة وفي يده رسالة من العم جول.. قفز قلب الأب من المفاجأة.. وبيد مرتعشة فتح الرسالة ليجد مفاجأة أخرى.. لقد أرسل العم جول يقول إنه سوف يصل على الباخرة التي تصل ميناء مرسيليا بعد أسبوعين.. جلست الأسرة كلها لاهثة من المفاجأة.. ها هو العم جول الذي عاش في أمريكا يعود إليهم.. ولابد أنه يعود محملا بثروته التي جمعها من بلاد الغربة.. وهاهي أبواب الأمل والسعادة تتفتح جميعا أمام الأسرة على مصراعيها..
كان أول خاطر خطر للأب هو أنه قد آن الأوان لتزوج بناتها..
وراح الأب يحدد شكل المنزل الجديد الذي سينتقلون إليه جميعا بعد وصول العم جول..
وفي الموعد المحدد ذهبوا جميعا إلى الميناء. ارتدوا أفضل ما لديهم من ثياب.. ووصلت الباخرة تتهادى في البحر.. ومضت الساعات ولم ينزل أي إنسان يستطيعون أن يتعرفوا فيه على شخص العم الغائب.. وطلبت الأم من زوجها أن يصعد إلى قبطان الباخرة ويسأله.. وبلا مبالاة أشار له القبطان إلى رجل عجوز مهدم يجلس على الرصيف.. يبع في سلة صغيرة قذرة حبات البندق.. وعاد جول.. وجلس منزويا على رصيف الميناء يبيع حبات البندق للمسافرين والمستقبلين..
كانت هذه القصة الجميلة شفاء لروح الفتى بعد ليلته التي عانى فيها من خيبة الأمل وانكسار الحلم.. وأدرك انه مهما تكن الحياة قاسية فالفن جميل.. جميل."-سمير سرحان:على مقهى الحياة ص80-86
الكاتب عاش تجربة ضياع حلمه وهو شاب بأن يصبح سكرتير التحرير في إحدى المجلات الأدبية الوليدة.. وتغلب على هذه المحنة بالحياة في عالم الإبداع.. فتجاوز أزمته.. وأدرك أن الأحلام الضائعة ليست نهاية العالم.. وأن مواصلة العمل لتحقيق الأحلام هو الفعل الإيجابي الذي يحفظ للإنسان أحلامه.
وبالطبع سمير سرحان لا يقدم القصة لنفسه فقط وإنما يقدمها للقارئ الذي تتوارى كثير من الأحلام بعيدا عنه.. وعليه أن يعمل حتى يجد ذاته.. بل إن العمل هو الذي يحقق له ذاته.. والحلم ذاته علينا في بعض الأحيان أن نعده عملا.. إنه مثل الإبداع الذي يضيف إلى حياتنا النفسية نوعا من الثراء نستثمره في العمل من جديد.
إن الحلم لا يتحقق من خارج الذات وإنما يتدفق نوره من داخلها كالفجر الذي يشرق.. هكذا تقول القصة.. هكذا يصل العم محطما وتواصل الأسرة كفاحها وتحقيق حلمها بنفسها.
عنوان سمير سرحان ذاته اغترابي.. فالحياة توازي جلسة على المقهى.. ويلاحظ القارئ أن المقهى مكان الغرباء.. إنه خارج البيت.. خارج مكان البيات.. في الطريق.. في الشارع.. فرحلة الإنسان من وجهة نظر الكاتب فيها الاغتراب الذي قد يكون ممتعا في بعض الأحيان لأن حواس المغترب وعقله ووجدانه يقظة دائما.. ترى وتسمع وتفكر وتتألم.. المغترب في حالة فكر.. قلق.. تأمل.. إنه يجلس في أكثر من مكان في الوقت ذاته.. عالم خارجه يشده ويهرب منه.. وعالم داخله يقاومه ويهرب إليه.
ويتميز سمير سرحان في هذه الترجمة بسمة جميلة ومفيدة وممتعة بالنسبة للقارئ.. إنه يربط بين حياته النفسية الاجتماعية والأدب العالمي بحس المبدع المثقف الذي يعرف فن قراءة الحياة والناقد المبدع الذي يتقن فن قراءة الآداب والفنون.. وهذا ما يجعل كتاب (على مقهى الحياة) نصا أدبيا حافلا بالمختارات الإبداعية الرائعة.
كان كل عمل إبداعي يستحضره سمير سرحان هو المعادل الموضوعي الذي يتحدث من خلاله عن تجربته الإنسانية.. ولكن لهذا البناء الإبداعي دلالة تتصل بنفس سمير سرحان ذاته.. إنه إنسان يعيش مع الآخرين ببعض نفسه.. ويعيش مع الأدب و الفن ببعض نفسه.. ويعيش مع نفسه ببعض نفسه.
إنه يكاد يحيا في عالم الإبداع أكثر من حياته الاجتماعية.
ومن القصص الجميلة التي عرضها سمير سرحان قصة (العم جول) للكاتب الفرنسي جي.دي.موباسان.. وها هو ذا يروي حكايتها ودلالتها:
"كانت القصة..واسمها.."العم جول" تتحدث عن أسرة فرنسية صغيرة.. عن أب وزوجته الكادحة وبناته اللاتي بلغن سن الزواج.. وكانت الأسرة تتذكر في ليالي الشتاء الطويلة القارسة البرد قريبا لها رحل منذ زمن بعيد إلى أمريكا.. عشرون عاما أو يزيد انقضت منذ رحيله وانقطعت أخباره تماما.. لا بد أنه قد صادفه الحظ في القارة الجديدة فأصبح من الأثرياء.. وذات يوم مطير.. وصل ساعي البريد ليطرق باب الأسرة الفقيرة الصغيرة وفي يده رسالة من العم جول.. قفز قلب الأب من المفاجأة.. وبيد مرتعشة فتح الرسالة ليجد مفاجأة أخرى.. لقد أرسل العم جول يقول إنه سوف يصل على الباخرة التي تصل ميناء مرسيليا بعد أسبوعين.. جلست الأسرة كلها لاهثة من المفاجأة.. ها هو العم جول الذي عاش في أمريكا يعود إليهم.. ولابد أنه يعود محملا بثروته التي جمعها من بلاد الغربة.. وهاهي أبواب الأمل والسعادة تتفتح جميعا أمام الأسرة على مصراعيها..
كان أول خاطر خطر للأب هو أنه قد آن الأوان لتزوج بناتها..
وراح الأب يحدد شكل المنزل الجديد الذي سينتقلون إليه جميعا بعد وصول العم جول..
وفي الموعد المحدد ذهبوا جميعا إلى الميناء. ارتدوا أفضل ما لديهم من ثياب.. ووصلت الباخرة تتهادى في البحر.. ومضت الساعات ولم ينزل أي إنسان يستطيعون أن يتعرفوا فيه على شخص العم الغائب.. وطلبت الأم من زوجها أن يصعد إلى قبطان الباخرة ويسأله.. وبلا مبالاة أشار له القبطان إلى رجل عجوز مهدم يجلس على الرصيف.. يبع في سلة صغيرة قذرة حبات البندق.. وعاد جول.. وجلس منزويا على رصيف الميناء يبيع حبات البندق للمسافرين والمستقبلين..
كانت هذه القصة الجميلة شفاء لروح الفتى بعد ليلته التي عانى فيها من خيبة الأمل وانكسار الحلم.. وأدرك انه مهما تكن الحياة قاسية فالفن جميل.. جميل."-سمير سرحان:على مقهى الحياة ص80-86
الكاتب عاش تجربة ضياع حلمه وهو شاب بأن يصبح سكرتير التحرير في إحدى المجلات الأدبية الوليدة.. وتغلب على هذه المحنة بالحياة في عالم الإبداع.. فتجاوز أزمته.. وأدرك أن الأحلام الضائعة ليست نهاية العالم.. وأن مواصلة العمل لتحقيق الأحلام هو الفعل الإيجابي الذي يحفظ للإنسان أحلامه.
وبالطبع سمير سرحان لا يقدم القصة لنفسه فقط وإنما يقدمها للقارئ الذي تتوارى كثير من الأحلام بعيدا عنه.. وعليه أن يعمل حتى يجد ذاته.. بل إن العمل هو الذي يحقق له ذاته.. والحلم ذاته علينا في بعض الأحيان أن نعده عملا.. إنه مثل الإبداع الذي يضيف إلى حياتنا النفسية نوعا من الثراء نستثمره في العمل من جديد.
إن الحلم لا يتحقق من خارج الذات وإنما يتدفق نوره من داخلها كالفجر الذي يشرق.. هكذا تقول القصة.. هكذا يصل العم محطما وتواصل الأسرة كفاحها وتحقيق حلمها بنفسها.
September 24, 2012
احسن حاجة انك بتقرا عن ناس تانية كتير ف الكتاب ده غير مؤلفه :)
June 23, 2025
ابن المدينة
الحالم بإنسانية مترامية وعميقة
الساهر في المقاهي يراقب أشباح الأفكار
وهي تتصاعد في البخار من أكواب الشاي والدخان الحارق للأذهان
ابن الجيزة ونموذج شباب الستينيات
المتطلع لعالمية يعايشها في البر الغربي
ويمارس علاقنيتها في حجرات أكاديميته
عاشق الصداقة والدراما والإدارة
أخلص لطفولة تحتضن المدائن
فأصبح مسئولا عن صناعة الكتاب
وأدخله معظم البيوت بقروش قليلة مخلصا للمشروع الستيني
عرفته بدرجة ما ورأيته مفعما بإنسانية يقيدها عمله الإداري
تتمنى أن تجلس في قهوة عبد الله التي اختفت
لكن الجيزة حافلة بالمقاهي
ومازالت آثار كازينو النور
أنت بالقرب من كرمة ابن هانئ التي نشأت فيها الشوقيات
أنت قرب أنديانا التي لحقنا أيامها في الثمانينيات
أنت تسير مع النيل
الذي تعلمنا حوله فن الحياة
الحالم بإنسانية مترامية وعميقة
الساهر في المقاهي يراقب أشباح الأفكار
وهي تتصاعد في البخار من أكواب الشاي والدخان الحارق للأذهان
ابن الجيزة ونموذج شباب الستينيات
المتطلع لعالمية يعايشها في البر الغربي
ويمارس علاقنيتها في حجرات أكاديميته
عاشق الصداقة والدراما والإدارة
أخلص لطفولة تحتضن المدائن
فأصبح مسئولا عن صناعة الكتاب
وأدخله معظم البيوت بقروش قليلة مخلصا للمشروع الستيني
عرفته بدرجة ما ورأيته مفعما بإنسانية يقيدها عمله الإداري
تتمنى أن تجلس في قهوة عبد الله التي اختفت
لكن الجيزة حافلة بالمقاهي
ومازالت آثار كازينو النور
أنت بالقرب من كرمة ابن هانئ التي نشأت فيها الشوقيات
أنت قرب أنديانا التي لحقنا أيامها في الثمانينيات
أنت تسير مع النيل
الذي تعلمنا حوله فن الحياة
Displaying 1 - 5 of 5 reviews