الحب في الزمن الصعب
ده مقال للكاتبة نورا أمين وكان تم نشره بجريدة القاهرة، الثلاثاء ١٨ أغسطس٢٠١٥
لكن قبل كده ممكن نكتب كلمتين.. أنا مؤمن جدا بالكلام اللي كتبه نجيب محفوظ في مقال مبكر له، لما قال إن: نوع الحب الذى يمنحه قلب الشخص يدل أقوى الدلالة على نفسيته وأسلوبها فى الحياة، ويكشف عن شخصيته وما فيها من قوة أو ضعف، سمو أو انحطاط، فالحب على هذا مفتاح سري نستطيع -مع التأمل وحسن الفهم- أن نلج به مغلق النفوس. المجلة الجديدة - أكتوبر 1934
وده كلام عام ومبدئي وصحيح جدا.. لكن في التفاصيل، ولأن إحترام منهج المادية التاريخية يجعلنا نراعي ظروف الزمن والمتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في أي قراءة جادة، بل وظروف كل علاقة وظروف اطرافها، وكذلك مراحلها، وأيضا مراعاة أننا في عالم أسرع وأكثر قسوة وأنانية وتفاوت طبقي.. وقول للصبح على التشوه اللي بتعمله الرأسمالية، التشوه جنب التقدم اللي بتعمله وبتقدمه عشان نكون منصفين. وعشان كده فإن ظهور نظريات جديدة للأخلاق يبدو شيئا مهما جدا؛ فظهور أفكار مثل أخلاق العناية، وتعنى الحفاظ على الإنسانية في حدودها المقبولة وسط هذا البرد القارس للحضارة الإنسانية في مرحلتها الحالية، ووسط هذا الخواء الإنساني... وهي أخلاق عملية وواقعية ومرنة، مش لازم تحب الناس كلها، ولا لازم برضه تبقى شخص أناني وفقط، هناك وسط ثالث، فكر في الحب والاعتناء-ولو بمعنى مصلحي حتى يا سيدي (ومن هنا فهي واقعية)- بدائرتك الصغيرة ، أخلاق العناية تعني"هؤلاء الذين يعتنون بضمير حى وحس بالمسئولية لا ينشدون بصورة مبدئية تعزيز مصالحهم الفردية، فمصالحهم مترابطة مع مصالح من يعتنون بهم، وهم أيضا لا يقدمون على ذلك من أجل كل الآخرين أو الإنسانية جمعاء، إنهم بالأحرى يسعون إلى حفظ وتطوير علاقة إنسانية واقعية بينهم وبين أفراد آخرين بعينهم" لمراجعة العرض كاملا: https://www.goodreads.com/review/show...
ومن باب التذكير وسد الثغرات، من المفهوم أن أخلاق العناية، والتي ترفض في أحد الجوانب ، الأنانية الصرفة، لاترفض فقط أنانية الأفراد، لكن أنانية كل مجموعة اعتنائية بسيطة، معتبرة أن لكل جماعة بعد تكونها، ارتباط بجماعات أخرى.. وهكذا يسود الاعتناء بين الناس.
ومع كل ما ذكرت سابقا، سواء هنا أو في كل حرف كتبته من قبل، ممكن نضيف كمان إن تجربة الحب والارتباط ، زي أي تجربة، هي تفاعلية بين أطراف يعني مش بيبقى كل شخص داخل بينفذ كتالوج ولا أفكار مجردة، والنبي لو حتى كان المسيح شخصيا وراح ارتبط بواحدة بنت ستين في سبعين ؛هيتحول ويتف عليها، ولو السيدة خديجة نفسها ارتبطت بواحد ابن ستين في سبعين هتنزل تبيعه في سوق العبيد أو تسمه وتخلص منه :).. مش بس على حد الأطراف، لكن كمان ظروفهم المحيطة والضاغطة، وكمان قوة علاقتهم ومدى تماسكها، ناهيك عن جدية أطرافها. القصد إن العلاقات بتكون معقدة ومفيش حاجة اسمها أخلاق مطلقة بتحكم تصرفات البني آدم، من ذكر أو أنثى.. وعلى جانب آخر كل بني آدم بيتطور وبينضج في حياته مع المزيد من الخبرات والتجارب والوقعات اللي بتحصله، والصحي تماما إنه يتعلم ويطلع خطوة لقدام بسبب الخبرة اللي بتحصله، مهما كانت مؤلمة.. وفي نضج بتعمله العلاقات بشكل عام في الناس . الحب هو عكس الوقوع، الحب هو النهوض، هو تواضع ورقة وإنسانية، هو تأمل وتعلم مستمر، الحب هو التحضر بألف لام التعريف، الحب هو ممارسة وطوبى لمن يجد من يستحق حبه وتقديره ومشاعره واحترامه. من يساعد على تحفيز كل طاقات الإنسانية بداخلنا لا من يطفئها بأنانية مقيتة.. الحب، أخيرا للتأكيد، ممارسة وفعل تبادلي واعتنائي..
------------------------------------
ما سبق مجرد مدخل ومقاربة بسيطة، فيما يلي نص مقال الأستاذة نورا أمين
"الحب ليس بريئا. نحن نريد أشياء. و الحب يقع تحت طائلة ما نبتغيه. إنه يقع داخل ديناميكية ما نريد أن نكونه و ما نريد أن نحصل عليه. نحن واهمون. نحيا في عالم سابق الصنع حيث كل شيء تم تقريره سلفا. نحن أيضا قد قررنا لأنفسنا كل الأشياء سلفا بمجرد أن أصبحنا عبيدا لما نريد.
العقل مراوغ و القلب عليه غشاوة و العين أسيرة صناعات إستهلاكية قد باتت جزء من هويتنا الفريسة. أين إذن تكمن الحقيقة و أين يمكن أن يولد النقاء؟
نحن في محاولات يائسة للقياس: قياس أشيائنا وفقا لأشياء الآخر، قياس نجاحاتنا وفقا لمكتسبات مادية، قياس صداقاتنا و أمجادنا الإجتماعية وفقا للصرعات السائدة. نحن في عصر السرعة، عصر الميكنة، عصر التحفز و التلاعب و السيطرة، عصر الجماعات الصغيرة التي تتسلى بإختراق نفسيات أعضائها و الإحتفال المتواصل بمحبة زائفة هي قناع لألعاب السيطرة العصرية. نحن نسير على حبل مشدود و نستمتع بسرديات ملفقة لعالم على حافة الهاوية. لم يعد بالإمكان أن نتنفس. نقف في وسط الضجيج و العدوان و نحاول أن نفلت من الموت بأن نكون الجلاد القادم. دوما سوف يخلو مكان و سوف تتاح لنا لعبة تبادل الكراسي الموسيقية مجددا. و إن لم يخل مكان فسوف نخليه قسرا. لم يعد الإغتيال المعنوى قاصرا على الكيانات المسيسة. فنحن نمارسه يوميا. لقد أصبح العالم يضيق بنا أكثر فأكثر بينما تزايدت دعاوى المودة و مزايدات المحبة الأكروباتية.
الطبيعة على كوكبنا تنتحر و نحن نسهم في الإجهاز على فرصها بشكل مطرد. حتى الطبيعة الناجية أصبحت مادة للإستهلاك الحي و السياحة النفسية التدميرية.
"أنا أحبك لكنني لن أعطي شيئا"، "أنا أحبك لكنني سوف أفضل عليك كل أصدقائي"، "أنا أحبك لكنني قد أختفي في أية لحظة دون عودة"، "أنا أحبك لكنني سوف أدهسك لو لم تفعل لي ما أريده أو لو لم تقبل أن تكون على شاكلتي"، "أنا أحبك بالقدر الذي تسمح لي به طموحاتي في الآخرين من حولك"، "أنا أحبك لكنتي لن أدافع عنك أبدا"، "أنا أحبك لكن عليك أن تكون دميتي و ألا تتكلم"!
لم يتغير شيء منذ مجموعتي القصصية "حالات التعاطف" الصادرة في عام ١٩٩٨ لتسرد ألعاب الحب العصرية، فقط أصبحت الأشياء أسوأ.
أتساءل متى تكون النهاية؟ أو هل هناك نهاية؟ كيف نقلع عن إدمان المسكنات و أوهام الحب؟ كيف نتخلص من هذا السباق المحموم لإزهاق الروح بداخلنا؟ متى نكف عن إبتغاء الأشياء و المطامع و المكتسبات؟
يقول جبران خليل جبران في كتابه الخالد "النبي": "إنكم أنتم السبيل، و أنتم أيضا سالكوه". نحن طريقنا، إن ما نفعله يشكل مسيرتنا، و مسيرتنا تلك هي التي تشكلنا بدورها. ليست هناك وجهة، إن السير هو نفسه الوجهة. إننا إذ ندمر أنفسنا و روحانيتنا ندمر بذلك سبيلنا و ندمر أنفسنا. دعونا نبحث عن أنفسنا في سبيل تخلقه أرواحنا الحرة و لا تتعثر خلاله في شيطاننا الكامن بالداخل. ربما نصل في النهاية إلى لاشيء، لكنه سوف يكون ثمينا بدرجة مذهلة لأن فيه نقاء الروح و التخلى بدلا من الطبقات التي نظنها غنائم بينما هي سلاسل تكبل الروح و تعرقل السبيل و تنتهي بنا إلى الوقوف محلك سر. ذلك السبيل المتجرد هو نحن كأفضل ما نكون."
جريدة القاهرة، الثلاثاء ١٨ اغسطس٢٠١٥
لكن قبل كده ممكن نكتب كلمتين.. أنا مؤمن جدا بالكلام اللي كتبه نجيب محفوظ في مقال مبكر له، لما قال إن: نوع الحب الذى يمنحه قلب الشخص يدل أقوى الدلالة على نفسيته وأسلوبها فى الحياة، ويكشف عن شخصيته وما فيها من قوة أو ضعف، سمو أو انحطاط، فالحب على هذا مفتاح سري نستطيع -مع التأمل وحسن الفهم- أن نلج به مغلق النفوس. المجلة الجديدة - أكتوبر 1934
وده كلام عام ومبدئي وصحيح جدا.. لكن في التفاصيل، ولأن إحترام منهج المادية التاريخية يجعلنا نراعي ظروف الزمن والمتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في أي قراءة جادة، بل وظروف كل علاقة وظروف اطرافها، وكذلك مراحلها، وأيضا مراعاة أننا في عالم أسرع وأكثر قسوة وأنانية وتفاوت طبقي.. وقول للصبح على التشوه اللي بتعمله الرأسمالية، التشوه جنب التقدم اللي بتعمله وبتقدمه عشان نكون منصفين. وعشان كده فإن ظهور نظريات جديدة للأخلاق يبدو شيئا مهما جدا؛ فظهور أفكار مثل أخلاق العناية، وتعنى الحفاظ على الإنسانية في حدودها المقبولة وسط هذا البرد القارس للحضارة الإنسانية في مرحلتها الحالية، ووسط هذا الخواء الإنساني... وهي أخلاق عملية وواقعية ومرنة، مش لازم تحب الناس كلها، ولا لازم برضه تبقى شخص أناني وفقط، هناك وسط ثالث، فكر في الحب والاعتناء-ولو بمعنى مصلحي حتى يا سيدي (ومن هنا فهي واقعية)- بدائرتك الصغيرة ، أخلاق العناية تعني"هؤلاء الذين يعتنون بضمير حى وحس بالمسئولية لا ينشدون بصورة مبدئية تعزيز مصالحهم الفردية، فمصالحهم مترابطة مع مصالح من يعتنون بهم، وهم أيضا لا يقدمون على ذلك من أجل كل الآخرين أو الإنسانية جمعاء، إنهم بالأحرى يسعون إلى حفظ وتطوير علاقة إنسانية واقعية بينهم وبين أفراد آخرين بعينهم" لمراجعة العرض كاملا: https://www.goodreads.com/review/show...
ومن باب التذكير وسد الثغرات، من المفهوم أن أخلاق العناية، والتي ترفض في أحد الجوانب ، الأنانية الصرفة، لاترفض فقط أنانية الأفراد، لكن أنانية كل مجموعة اعتنائية بسيطة، معتبرة أن لكل جماعة بعد تكونها، ارتباط بجماعات أخرى.. وهكذا يسود الاعتناء بين الناس.
ومع كل ما ذكرت سابقا، سواء هنا أو في كل حرف كتبته من قبل، ممكن نضيف كمان إن تجربة الحب والارتباط ، زي أي تجربة، هي تفاعلية بين أطراف يعني مش بيبقى كل شخص داخل بينفذ كتالوج ولا أفكار مجردة، والنبي لو حتى كان المسيح شخصيا وراح ارتبط بواحدة بنت ستين في سبعين ؛هيتحول ويتف عليها، ولو السيدة خديجة نفسها ارتبطت بواحد ابن ستين في سبعين هتنزل تبيعه في سوق العبيد أو تسمه وتخلص منه :).. مش بس على حد الأطراف، لكن كمان ظروفهم المحيطة والضاغطة، وكمان قوة علاقتهم ومدى تماسكها، ناهيك عن جدية أطرافها. القصد إن العلاقات بتكون معقدة ومفيش حاجة اسمها أخلاق مطلقة بتحكم تصرفات البني آدم، من ذكر أو أنثى.. وعلى جانب آخر كل بني آدم بيتطور وبينضج في حياته مع المزيد من الخبرات والتجارب والوقعات اللي بتحصله، والصحي تماما إنه يتعلم ويطلع خطوة لقدام بسبب الخبرة اللي بتحصله، مهما كانت مؤلمة.. وفي نضج بتعمله العلاقات بشكل عام في الناس . الحب هو عكس الوقوع، الحب هو النهوض، هو تواضع ورقة وإنسانية، هو تأمل وتعلم مستمر، الحب هو التحضر بألف لام التعريف، الحب هو ممارسة وطوبى لمن يجد من يستحق حبه وتقديره ومشاعره واحترامه. من يساعد على تحفيز كل طاقات الإنسانية بداخلنا لا من يطفئها بأنانية مقيتة.. الحب، أخيرا للتأكيد، ممارسة وفعل تبادلي واعتنائي..
------------------------------------
ما سبق مجرد مدخل ومقاربة بسيطة، فيما يلي نص مقال الأستاذة نورا أمين
"الحب ليس بريئا. نحن نريد أشياء. و الحب يقع تحت طائلة ما نبتغيه. إنه يقع داخل ديناميكية ما نريد أن نكونه و ما نريد أن نحصل عليه. نحن واهمون. نحيا في عالم سابق الصنع حيث كل شيء تم تقريره سلفا. نحن أيضا قد قررنا لأنفسنا كل الأشياء سلفا بمجرد أن أصبحنا عبيدا لما نريد.
العقل مراوغ و القلب عليه غشاوة و العين أسيرة صناعات إستهلاكية قد باتت جزء من هويتنا الفريسة. أين إذن تكمن الحقيقة و أين يمكن أن يولد النقاء؟
نحن في محاولات يائسة للقياس: قياس أشيائنا وفقا لأشياء الآخر، قياس نجاحاتنا وفقا لمكتسبات مادية، قياس صداقاتنا و أمجادنا الإجتماعية وفقا للصرعات السائدة. نحن في عصر السرعة، عصر الميكنة، عصر التحفز و التلاعب و السيطرة، عصر الجماعات الصغيرة التي تتسلى بإختراق نفسيات أعضائها و الإحتفال المتواصل بمحبة زائفة هي قناع لألعاب السيطرة العصرية. نحن نسير على حبل مشدود و نستمتع بسرديات ملفقة لعالم على حافة الهاوية. لم يعد بالإمكان أن نتنفس. نقف في وسط الضجيج و العدوان و نحاول أن نفلت من الموت بأن نكون الجلاد القادم. دوما سوف يخلو مكان و سوف تتاح لنا لعبة تبادل الكراسي الموسيقية مجددا. و إن لم يخل مكان فسوف نخليه قسرا. لم يعد الإغتيال المعنوى قاصرا على الكيانات المسيسة. فنحن نمارسه يوميا. لقد أصبح العالم يضيق بنا أكثر فأكثر بينما تزايدت دعاوى المودة و مزايدات المحبة الأكروباتية.
الطبيعة على كوكبنا تنتحر و نحن نسهم في الإجهاز على فرصها بشكل مطرد. حتى الطبيعة الناجية أصبحت مادة للإستهلاك الحي و السياحة النفسية التدميرية.
"أنا أحبك لكنني لن أعطي شيئا"، "أنا أحبك لكنني سوف أفضل عليك كل أصدقائي"، "أنا أحبك لكنني قد أختفي في أية لحظة دون عودة"، "أنا أحبك لكنني سوف أدهسك لو لم تفعل لي ما أريده أو لو لم تقبل أن تكون على شاكلتي"، "أنا أحبك بالقدر الذي تسمح لي به طموحاتي في الآخرين من حولك"، "أنا أحبك لكنتي لن أدافع عنك أبدا"، "أنا أحبك لكن عليك أن تكون دميتي و ألا تتكلم"!
لم يتغير شيء منذ مجموعتي القصصية "حالات التعاطف" الصادرة في عام ١٩٩٨ لتسرد ألعاب الحب العصرية، فقط أصبحت الأشياء أسوأ.
أتساءل متى تكون النهاية؟ أو هل هناك نهاية؟ كيف نقلع عن إدمان المسكنات و أوهام الحب؟ كيف نتخلص من هذا السباق المحموم لإزهاق الروح بداخلنا؟ متى نكف عن إبتغاء الأشياء و المطامع و المكتسبات؟
يقول جبران خليل جبران في كتابه الخالد "النبي": "إنكم أنتم السبيل، و أنتم أيضا سالكوه". نحن طريقنا، إن ما نفعله يشكل مسيرتنا، و مسيرتنا تلك هي التي تشكلنا بدورها. ليست هناك وجهة، إن السير هو نفسه الوجهة. إننا إذ ندمر أنفسنا و روحانيتنا ندمر بذلك سبيلنا و ندمر أنفسنا. دعونا نبحث عن أنفسنا في سبيل تخلقه أرواحنا الحرة و لا تتعثر خلاله في شيطاننا الكامن بالداخل. ربما نصل في النهاية إلى لاشيء، لكنه سوف يكون ثمينا بدرجة مذهلة لأن فيه نقاء الروح و التخلى بدلا من الطبقات التي نظنها غنائم بينما هي سلاسل تكبل الروح و تعرقل السبيل و تنتهي بنا إلى الوقوف محلك سر. ذلك السبيل المتجرد هو نحن كأفضل ما نكون."
جريدة القاهرة، الثلاثاء ١٨ اغسطس٢٠١٥
Published on December 16, 2015 05:16
No comments have been added yet.


