ألو.. ماذا؟
أصبح للغباء والبلاهة والتفاهة ثمن باهظ يدفع لصاحبها، ولا ينال منها كما يُفترض ان يحصل. فبعد انتشار «نجمات اللاشيء»، مثل باريس هيلتون وكيم كارداشيان عالميا، ونسخ مكررة ومشوهة عنهما عربيا، أصبح الغباء سبيلا للشهرة والمال والجاه.
المذكورتان أعلاه وشبيهاتهما العربيات، ليستا فنانتين، ولا مطربتين، ولا رياضيتين، وهما بالتأكيد ليستا مفكرتين ولا عالمتين ولا مبدعتين. سألتموني اذن بماذا اشتهرتا، وجوابي هو لا اعرف. اسألوا المكنة الاعلامية التي تصنعهما. كل ما اعرفه ان واحدة منهما مقوماتها الجسدية مثيرة، والأخرى صورت فيديوهات منزلية مثيرة. هذا كل ما هناك. يعني ما تقدمه الاثنتان للمجتمع لا يتعدى حدود جسديهما ونتوءاتهما البارزة.
نأتي للأسوأ. منذ شهور، ظهرت فتاة - جميلة طبعا - على برنامج تلفزيوني فرنسي من فئة تلفزيون الواقع. الفتاة اسمها نبيلة من أب جزائري وأم إيطالية. ومن ضمن أسئلة البرنامج المفروضة على المتسابق، سئلت الفتاة سؤالا أجابت عليه بعبارة بلا معنى ولم يفهمها أحد، حين قالت: «ألو ماذا؟ فتاة بلا شامبو ليست فتاة». هذا كل ما قالته.
طبعا، كالنار في الهشيم طارت العبارة الغبية، وأصبحت على كل لسان، وحديث الصحف والمجلات ومصدرا للسخرية والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الفتاة الغبية، لم تكن بهذا الغباء. راحت الآنسة بعد أيام، وسجلت عبارتها العبقرية لدى جمعية حقوق المؤلفين، لتمنع أي احد من استعمالها إلا بإذنها، وعملت لعبارتها حملة دعائية جمعت من خلالها المال لحق استعمال «ألو.. ماذا»؟
أصبح الحظ صديقا نبيلا لنبيلة، فأطلقت المدام برنامجا تلفزيونيا خاصا بها تحت مسمى «ألو نبيلة»، وأصبحت نجمة تلفزيونية مشهورة تتقاضى الملايين. لكن انتظروا المأساة لم تنته عند هذا الحد. فلقد انتقلت الأخت إلى أميركا، حيث وضع تحت تصرفها قصر فخم لها ولعائلتها، تقيم وتسرح وتمرح فيه. سألتموني مقابل ماذا؟ وأجيبكم. مقابل أن يتم تصوير كل كلمة وهمسة وغفوة وصحوة تقوم بها على مدار الساعة.
المصيبة ليست في فتاة طرق الحظ بابها وتحولت إلى مليونيرة في يوم وليلة. الكارثة هي انه لولا وجود جمهور «فاضي»، مستعد ان يجلس لساعات ويتابع فتاة، وهي تأكل وتشرب وتضحك وتبكي وتصحو وتنام، لما وجد سوق لمثل هؤلاء، ولما أصبح الغباء سلعة مطلوبة.
يقول البعض إن الغباء لا يدر الأموال، لكن للأسف انظروا حولكم، ستجدون معظم من اشتهر واغتنى وأصابته العظمة من حيث لا يدري، لا يكاد يتحلى بأدنى نسبة من الذكاء، بل وتفوقت البلاهة على الذكاء بمراحل.
•رجاء كفوا عن جعل الأغبياء مشاهير.
دلع المفتي
مقال الخميس ١٣/١١/٢٠١٤
جريدة القبس الكويتية
http://www.alqabas.com.kw/node/911218
المذكورتان أعلاه وشبيهاتهما العربيات، ليستا فنانتين، ولا مطربتين، ولا رياضيتين، وهما بالتأكيد ليستا مفكرتين ولا عالمتين ولا مبدعتين. سألتموني اذن بماذا اشتهرتا، وجوابي هو لا اعرف. اسألوا المكنة الاعلامية التي تصنعهما. كل ما اعرفه ان واحدة منهما مقوماتها الجسدية مثيرة، والأخرى صورت فيديوهات منزلية مثيرة. هذا كل ما هناك. يعني ما تقدمه الاثنتان للمجتمع لا يتعدى حدود جسديهما ونتوءاتهما البارزة.
نأتي للأسوأ. منذ شهور، ظهرت فتاة - جميلة طبعا - على برنامج تلفزيوني فرنسي من فئة تلفزيون الواقع. الفتاة اسمها نبيلة من أب جزائري وأم إيطالية. ومن ضمن أسئلة البرنامج المفروضة على المتسابق، سئلت الفتاة سؤالا أجابت عليه بعبارة بلا معنى ولم يفهمها أحد، حين قالت: «ألو ماذا؟ فتاة بلا شامبو ليست فتاة». هذا كل ما قالته.
طبعا، كالنار في الهشيم طارت العبارة الغبية، وأصبحت على كل لسان، وحديث الصحف والمجلات ومصدرا للسخرية والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الفتاة الغبية، لم تكن بهذا الغباء. راحت الآنسة بعد أيام، وسجلت عبارتها العبقرية لدى جمعية حقوق المؤلفين، لتمنع أي احد من استعمالها إلا بإذنها، وعملت لعبارتها حملة دعائية جمعت من خلالها المال لحق استعمال «ألو.. ماذا»؟
أصبح الحظ صديقا نبيلا لنبيلة، فأطلقت المدام برنامجا تلفزيونيا خاصا بها تحت مسمى «ألو نبيلة»، وأصبحت نجمة تلفزيونية مشهورة تتقاضى الملايين. لكن انتظروا المأساة لم تنته عند هذا الحد. فلقد انتقلت الأخت إلى أميركا، حيث وضع تحت تصرفها قصر فخم لها ولعائلتها، تقيم وتسرح وتمرح فيه. سألتموني مقابل ماذا؟ وأجيبكم. مقابل أن يتم تصوير كل كلمة وهمسة وغفوة وصحوة تقوم بها على مدار الساعة.
المصيبة ليست في فتاة طرق الحظ بابها وتحولت إلى مليونيرة في يوم وليلة. الكارثة هي انه لولا وجود جمهور «فاضي»، مستعد ان يجلس لساعات ويتابع فتاة، وهي تأكل وتشرب وتضحك وتبكي وتصحو وتنام، لما وجد سوق لمثل هؤلاء، ولما أصبح الغباء سلعة مطلوبة.
يقول البعض إن الغباء لا يدر الأموال، لكن للأسف انظروا حولكم، ستجدون معظم من اشتهر واغتنى وأصابته العظمة من حيث لا يدري، لا يكاد يتحلى بأدنى نسبة من الذكاء، بل وتفوقت البلاهة على الذكاء بمراحل.
•رجاء كفوا عن جعل الأغبياء مشاهير.
دلع المفتي
مقال الخميس ١٣/١١/٢٠١٤
جريدة القبس الكويتية
http://www.alqabas.com.kw/node/911218
Published on November 13, 2014 00:17
•
Tags:
مقال-القبس-غباء-دلع-المفتي
No comments have been added yet.
لكلٍ هويته
مجموعة من المقالات التحقيقات واللقاءات التي نشرت لي في القبس الكويتية.
- دلع المفتي's profile
- 138 followers

