«انضبطوا» يرحمكم الله!
في أيام مثل الاحتفال باليوم الوطني تبرز أهميّة الانضباط في السلوك العام أكثر، الصورة نفسها نراها تتكرّر بعد مباريات كرة قدم في النهائيات ومشاركات المنتخب، أيضاً يمكن رؤية انفراط السبحة عند حصول حوادث كبيرة كانفجار سيارة الغاز الشهير.
ودعوت هنا أكثر من مرة إلى العمل لفرض الانضباط واستعادة جزء كان موجوداً وتبخّر مع تراخ عايشناه، الاستعادة مرحلة للبناء عليها، ولا يمكن الوصول لهذا الهدف إلا بتطبيق القوانين، تكون البداية بعدم التهاون مع المخالفات البسيطة أو تلك التي نراها بسيطة، أول مؤشر على صورة الانضباط العام هو حركة المرور والتعامل مع مخالفيه، ولو ركّز المرور على الوقوف الخاطئ، لحقق أثراً إيجابياً في انضباط الحركة نفسها في هذا دفع بشحنة إيجابية تغرس في السلوك العام لاحترام الانضباط.
حضور تطبيق القانون للحدّ من سلوكيات سلبية تحولت إلى عادات لدى البعض يعطي مؤشراً لحضور في غيرها أكبر وأخطر.
أمامنا فرصة ذهبية لتعديل السلوك بفرض الانضباط ثم المحافظة عليه، لأن الحضور الأمني المكثف كما حدث مساء اليوم الوطني بكل إيجابياته لا يتعدى إطفاء الحرائق بدلاً من السعي للوقاية منها.
الفرصة الكبيرة تحتاج للعمل عليها باكراً لاستثمار حملة تصحيح أوضاع العمالة مع قرب انتهاء المهلة الأخيرة، وهي حملة تقول عنها الأجهزة المعنية إنها ستكون مشدّدة مكثّفة، واقترح أن تبدأ تلك الأجهزة بغرس روح الانضباط في منسوبيها أولاً. الحاجة لقدوة لا تخفى ولا تنهى عن فعل وتأتي مثله، فهم من سيقوم بالمهمة. واستثمار هذا الحضور النظامي الميداني المكثّف «المتوقع» لفرض الانضباط باحترام الأنظمة يتعدى المرور والنظافة والتسوّل إلى احترام حقوق الآخرين، المهمة لا تقع على الأجهزة الأمنية فقط، بل تتعداها للأجهزة الأخرى من بلديات أو وزارات، كما أنها فرصة للأجهزة التي تشكو من ضعف رقابي، وتتعذر بقلة مراقبين.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

