عن «مقلب» الربيع العربي!
لا يزال هناك من يصرّ على الشرب من «مقلب» الربيع العربي على رغم الانكشاف المتتابع في لونه وطعمه، ورائحة أصبحت تزكم الأنوف، ويُتبع هذا الإصرار بدعوة آخرين للشرب معه!
وليبيا نموذج بائس توارى إلى الخلف. الإهمال الإعلامي هنا لم يأتِ مصادفة، والنموذج الليبي غير محفز لاستمرار الترغيب في المقلب! لم تعد وسائل الإعلام تهتم بما يجري في ليبيا. الأمر انقضى بالنسبة لها، لكنه بالنسبة للمواطن الليبي وصل إلى أن الحكومة الممثلة للثورة الجديدة لم تعد موجودة إلا في العاصمة، وفقدت السيطرة حتى على موانئ تصدير النفط لتصبح في أيدي جماعات مسلحة.
والغرب في وضع مريح ينتظر الطبخة، ولا يمانع من الإضافة والتذوق من هنا وهناك. إنه يجني من كل مرحلة محصولاً مختلفاً.
كما لا يُتوقع انقضاء سريع لموجة القلاقل وعدم الاستقرار التي أحدثها زلزال الربيع العربي، فالمتوقع أنها ستطول لأن الأسباب والمغذيات قائمة، كما وأن آثارها ستمتد مختلفة باختلاف كل دولة من دول المنطقة. القاسم المشترك بينها هو الاتجاه السريع إلى التشظّي.
تقسيم الشعوب خطوة لتقسيم الأوطان، لذلك تجد الآن أن الشعوب العربية لم تصل إلى مرحلة انقسامات فكرية معلنة وطافية على السطح – في التاريخ الحديث – كما هو واقع الآن، لكن البوابة الكبيرة التي دفعت الكثير من العرب إلى التصديق بمقلب الربيع العربي أنها خاطبت الأحلام والتطلعات، حتى أصبحوا من الأدوات الموقدة لهذا الحريق. البوابة كانت شعوراً عاماً بالظلم وعدم توافر العدالة الاجتماعية، وهذا يعيدنا إلى المربع الأول «الفساد وسوء الإدارة».
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

