نفق الربيع العربي!

محاولة رصد النتائج السلبية التي وصلت إليها موجة الثورات العربية أو الربيع العربي الذي أصبح حريقاً، ليس فيها – من قريب أو بعيد – تبرير لأوضاع عاشتها وتعيشها الدول العربية أيضاً ولا ترويج لها على أنها الأفضل مقارنة بما هو حاصل الآن، إنما الرصد غرضه التدقيق في مقدار الخسائر لكل الأطراف من النخب الحاكمة إلى الشعوب، نتائج جاءت بسبب الفساد وتعثر أو عدم الرغبة الجادة، وربما الإرادة الفاعلة للإصلاح في العالم العربي، وهو ما جعلها مجتمعات هشة يمكن لأية جهة منظمة فاعلة التأثير فيها وبها.

هذه الأسطر لا بد من التأكيد عليها، والطرق المسدودة التي وصلت إليها الثورات في بعض البلاد العربية وأحداث وصراعات قائمة الآن ومرشحة للاستمرار ربما لسنوات ليست مبرراً لتجاوز الحاجة للإصلاح أو التأخير في خطاه، خصوصاً من الدول العربية التي سلمت حتى الآن من أحداث مماثلة، خصوصاً دول الخليج العربي، لأن الأسباب التي دفعت بتلك الثورات قائمة ومعدية، وهي في ازدياد ونمو، لنطرح سؤالاً يقول ما الذي تغيّر منذ انطلاق شرارة بو عزيزي؟

المتغيّرات كثيرة، لكن المتغيّر الثابت الوحيد هو أن تلك الشرارة وما تبعها أحدثت موجة من التثقيف السياسي، الشعوب العربية لم تعد كما كانت، التطلعات اختلفت، بل وتصاعدت حتى الأدوات والوسائل تنوعت كماً وكيفاً. هذه التطلعات هي برسم الاستقطاب، سواء من الداخل أم من الخارج، ولاحظنا سهولة تنظيم موجات التمرد، تلك الموجات التي تستطيع الإزاحة، لكنها ما تلبث إلا أن تضعف وتتلاشى، لتصبح في حال سيولة يمكن إعادة استخدامها للأكثر تنظيماً وقدرة، والحال هنا أصعب وأخطر على الأنظمة والشعوب والدول في الاستقرار والأمن والتنمية، الحال هنا أحوج ما تكون إلى الحكمة للإسراع في خطوات إصلاح حقيقي يحقق تطلعات الشعوب، هذا ما يحصن ويزيد من قوة المناعة.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 26, 2013 14:31
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.