واجهات رخامية إلكترونية!
أكملنا عشرة أعوام على صدور قرار التحول إلى «الحكومة الإلكترونية»، ولأن «التيسير» أحد الأهداف، جاء اسم برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية «يسر»، الذي أكمل ثمانية أعوام.
بنظرة عامة لا ترى تطوراً مشهوداً سوى في جوانب محددة، الأول في خدمة التسديد، والمحفز هنا واضح. ويمكن القول إن بعض خدمات وزارة الداخلية نجحت مقارنة بغيرها، لكنها أيضاً تركزت على التسديد وشؤون المقيمين، من إصدار أو تجديد إقامة لا يتمتع بها الجواز السعودي. كما لم يتطور الأمر إلى البلاغات، والتفاعل في القضايا الأمنية، وغيرها من جهات لها علاقة متواصلة مع الجمهور.
في الجانب الخدمي الإلكتروني، تبدو صورته لدى الأجهزة الحكومية الأخرى معتمة إلى حد بعيد، صحيح هناك بعض البقع البيضاء، لكنها قليلة ومحدودة، بل إن فرعاً لوزارة النقل في الشمال نشر خبراً صحافياً عن إنشاء بريد إلكتروني على الـ«هوتميل» قبل أسابيع للتواصل مع الجمهور! ولا ملامة، موقع الوزارة مع وزارات أخرى في الحقيقة هي مواقع دعاية رسمية، واجهات إعلانية، بالنون أو بالميم، بحسب ما يراه القارئ.
الحقيقة أن الأجهزة الحكومية نسيت أو تناست، غرض المشروع، أي التيسير والتعاملات، وفضّلت عليه الدعايات وأخبار الاجتماعات والاستقبالات، واستغرب احتلال أخبار المسؤول وكلمات كتبها أو كتبت له واجهات مواقع الأجهزة الحكومية على الإنترنت، لكن الاستغراب يتبخر إذا علمت أن وزارة الاتصالات هي المعنية بالإشراف على مشروع التعاملات الإلكترونية، فمن يرى لها حضوراً مريحاً يحقق التيسير للجمهور في تعاملات تخص شؤونها الأساسية؟ والأبرز هنا بحكم الاستخدام هو تغول شركات الاتصالات، لكن في الظل هناك شركات البريد «السريع»، وخدمات لا تليق برسوم تفرض.
بعد أعوام طويلة، مشروع التعاملات الإلكترونية الحكومية بحاجة إلى إعادة تقويم لمعرفة إلى أين يتجه، بما يشمل ما صرف عليه وإيضاح أسباب الإخفاق؟
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

