فرصة ذهبية ضيّعتها قطر!
كان بإمكان الديبلوماسية القطرية اصطياد مجموعة عصافير بحجر واحد، إلا أن هذا لم يحدث، ولا يعرف السبب.
وبعيداً عن اتجاه السياسة القطرية الخارجية ومواقفها تجاه المستجدات في المنطقة العربية، وما أحدثته من تباينات واختلافات، فهذا ليس موضوع المقالة، بل شأن آخر.
قبل أيام نجحت الديبلوماسية القطرية في فك أسر الرهينة سيلفاني إبراهاردن، وهي معلمة من سويسرا تعمل في اليمن، اختطفها تنظيم القاعدة العام الماضي من منزلها في الحديدة غرب اليمن. وصلت الرهينة المحررة بالسلامة على طائرة خاصة إلى مطار الدوحة.
أيــن الفـــرصة التــي فاتت على قطر أو فوّتتها؟
كان بإمكان الديبلوماسية القطرية، أن تضع قضية نائب القنصل السعودي عبدالله الخالدي المخطوف في اليمن من تنظيم القاعدة قبل عام ضمن المفاوضات، الخالدي «رده الله تعالى سالماً إلى أسرته ووطنه»، والذي خُطف من مجموعة باعته إلى تنظيم القاعدة، تخضع قضيته للابتزاز المالي والسياسي من الخاطفين، لكن المال هو السيد المطاع، مع استمرار تجفيف مصادر التمويل، بل ربما لم تحتج قطر إلى زيادة دولار واحد فوق ما دفعته لتحرير السويسرية.
تخيل المكاسب التي فرطت فيها الديبلوماسية القطرية خليجياً وعربياً وإنسانياً، لو اهتمت بهذه القضية قدر اهتمامها بالمعلمة السويسرية، خصوصاً والسعودية الشقيقة والجارة الكبرى في وضع محدد مع مواجهة دموية طويلة مع تنظيم القاعدة، وضع لا يسمح بالتنازلات والمفاوضات. تخيل كم التقدير الذي لم يلتفت إليه المفاوض القطري، أو لم يضعه في حسبانه، أقلها في قلوب أبناء مجلس «التعاون» الخليجي! لا شك في أنه سيكون «لو حدث» أكبر من أية حملة علاقات عامة فضائية وشبكات اجتماعية.
ولا يعرف حتى الآن كم دفع لتنـــظيم القاعدة من أموال في مقابل صـــفقة السويســرية، لكن المتـــفق عليه أن التنظيم بحـــاجة ماسة للأمـــوال والفــــدية غير المعلنة، لا شك ستضخ الدماء في عروقه إلى حين.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

