هل طلب «ساهر» الحماية؟
تكشف القرارات عن رؤية الإدارة الصادرة عنها، مثلما يكشف اختيار الأشخاص للوظائف عن أفق من اختار، وحدود تطلعاته.
كانت الصبات الخرسانية وما زالت من أدوات «المرور» في إدارة الحركة! لذلك ترى الانسيابية «متفشية» في طرقاتنا، إذا لم تتوافر صبة خرسانية تزن أطناناً، يستفيد رجل المرور من سيارته بعرضها في مداخل الطرقات ومخارجها. بضع نقاط من جملة نقاط تبيّن حدود الرؤية، لذلك لا يستغرب أن تصدر إدارة المرور قراراً بمخالفة من يستخدم التنبيه بالإشارات «الفليشر»، لتحذير السائقين عن مواقع سيارات ساهر! ومن دون تركيز على قانونية هذا الإجراء، وهل يحق لإدارة المرور «حشر» هذه التصرفات ضمن عنوان مطاط مثل «مخالفات تنظيمات السير على الطريق»، لتفرض على السائق غرامة تبدأ من 150 ريالاً ويمكن مضاعفتها؟ وبحسب ما نشرته صحيفة «الوطن» منسوباً للمتحدث باسم مرور المنطقة الشرقية.
والخبر يشير إلى التفسير القانوني للمرور حول تلك السلوكيات، وأنها تدخل ضمن ما بين قوسين أعلاه، لكنه – أي الخبر – لا يشير إلى بداية التطبيق إن كان هناك عزم عليه، حتى ولو بدأ خبر الصحيفة بـ«أقرت إدارة المرور…». لأن حديث المتحدث اختزل في توضيح أن «المرور» يرى في ذلك مخالفة تدخل ضمن نطاق معين.
وللعلم كان السائقون في الطرقات الطويلة منذ ما قبل «ساهر» يتبادلون الإشارات الضوئية للتحذير من تربص دوريات، ولم تهتم «المرور» أو أمن الطرق بهذا، لكن «ساهر» قطاع خاص مرن وسريع التأثير.
بالجملة لم تستطع إدارة المرور في السعودية فرض احترام الأنظمة، بل إن مسألة إشارات التنبيه الضوئية، انقرضت، انظر إلى نسبة من يستخدمها عند الانعطاف يميناً أو يساراً، إنه يتضاءل يوماً بعد يوم، قيادة السيارات في طرقاتنا تخضع لقدرتك على التنبؤ، بما يمكن أن يفعله «أو يقترفه» الآخرون، وإذا كنت سائقاً قديماً في طرقاتنا، تنبت لك قرون استشعار في لا وعيك، تتحوّل إلى حسسات تنجح أحياناً، وتخطئ أحياناً أخرى.
عجزت «المرور» عن حماية الأنظمة التي تعلمها «أو مدارس القيادة طيبة الذكر» للسائقين قبل الحصول على الرخصة، لهذا هي تعتمد على الصبات والغرامات، بدلاً من أن تتحوّل إلى صديق للسائق، تتحوّل «المرور» إلى خصم متربص بهم.
إن أسهل الأمور هو فرض الغرامات، بدلاً من الحضور الميداني، و«ساهر» لم يتحول إلى صديق، بسبب شعور الناس بأنه برنامج جباية، نتج ذلك من أسلوب التطبيق، وترك إدارة الحركة للبركة، وقد قيل: «الرمح على أول ركزة»، والكاميرات كذلك.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

