التفحيط وهيبة الدولة
لنترك المفحطين على جنب، لننظر إلى المسالمين الغادين والرائحين في الطرقات، ما ذنب هؤلاء في مفرمة القتل المتحركة؟ وأين حقوق أمنهم وطمأنينتهم على الدولة والحكومة، وهم الكتلة الكبيرة والمفصل الأهم؟
في آخر جريمة تفحيط قتل رجلان، كانا يسيران بهدوء في سيارتهما للوقوف على قطعة أرض، خبطتهما سيارة المفحطين المسرعة فماتا على الفور، وبحسب «سبق» كشف «مصدر خاص بمرور الرياض»، أن المفحط معروف!
تحول المرور إلى نشرة أخبار طقس المفحطين في غروب البعارين والتشاليح، غروب الأرواح، يصف ويعلق على الحدث، النتيجة خمس وفيات وإصابة سادسة حرجة، مع ترويع آمنين، وبعدها في الشرقية دهس مفحط عشرة أشخاص ثلاثة منهم في حالة خطرة.
إن ما حصل ويحصل في قضايا التفحيط النازف ليس إلا اختراقاً للهيبة الأمنية وهيبة الدولة، التهاون ضخّم القضية لتكبر، أكبر من جهاز مرور، والذي يهون من هذا قائلاً «وغدان» وصغار سن لا يتحسبون للعواقب، نقول له ما ذنب الآخرين؟ والذي يقول افتحوا ميادين لهم نرد عليه بأن في هذا رائحة «استغلال» تجاري مخجل تعافه النفس الكريمة، في كل الأحوال سيتسلل لهذه الميادين صغار ويتعلمون التطبيق في الشوارع على رغم أنف أسرهم.
من العجب أن علماء لدينا لم يتحركوا لتنظر في هذا الأمر الجلل، فهل من اللازم أن تحدث كارثة واحدة ينتج منها أكبر عدد من الوفيات؟ هل أصبح لدينا سقف أعلى من القتلى يضغط على جرس الاهتمام؟
كثيرون يتحدثون في شؤون الخارج ويفتون، لكن لا يهمسون همساً في قضية قتل متحرك مثل هذه، لا يضعون النقاط على الحروف، تحولت المركبة إلى آلة قتل مسرعة. والأمر يحتاج إلى تغليظ العقوبة بشكل رادع وتطبيقها بصرامة، فتوى من هيئة كبار العلماء يبنى عليها قانون، يشمل كل أطراف القضية من المفحط ومن معه، إلى من يؤجر السيارة أو يسرقها. تم التهاون بسرقة السيارات ودكاكين تأجيرها وتزييف اللوحات، فأنتجت لنا خبزاً محروقاً برائحة الدماء.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

