عروس في المهد

نزفُّ العروس وهي لم تفطم بعد، ثم نبدأ في الحديث المبالغ فيه «أو المتفائل حسب البعض» عن أبنائها وإنجازات ستتحقق على أيديهم. هذه هي حالنا مع كثير من المشاريع، يخيّل إليك أحياناً أن توقيع العقد ليس أهم مرحلة فقط بل والمرحلة الأخيرة، لذا تئن مولدات الكهرباء من سطوع الأضواء.

المدن الاقتصادية المتعثرة «مع اكتتابات» والاستثمار الأجنبي بوضعه المقلوب في مرحلته السابقة، ليسا إلا نموذجاً على استغلال الإعلام/ ن، في الترويج لعروس في المهد… وهي عروس أحياناً لا يعرف أصل لها، المعلومات في بطاقة الدعوة مبهمة، وبعد انفضاض الحفلة واكتشاف أن لا فرح هناك بل أسف بالتقسيط الهامس، لا يسأل أحد عن من «قحش» المهر. ومن اعتاش على تكاليف الحفلة، ومن ومن؟

لدى هيئة مكافحة الفساد قوة على الموظفين الحكوميين كما قالت في آخر تصريح لها، وهي التي نأت بنفسها عن اكتشاف بدايات مشاريع متعثّرة متعذرة بتواريخ إنشاء سبقت ولادتها، على رغم أن الآثار المترتبة على «التعثر» إن جاز الوصف…لا تزال قائمة، وهي جزء من حمولة ضغوط أثقلت كاهل المواطن والاقتصاد. فوق هذا شكلت هذه «الممارسات» سوابق وقدوات.

يحفل الإعلان عن المشاريع بكل وصف إنشائي متاح، ولا يذكر شيء عن آليات المتابعة والتقويم، وحين يتم الإعلان عن إنشاء مصنع أو مصانع سيارات لا يمكن القبول بالقول المعمم إن هناك صناعات أخرى ستستفيد منها! المفترض ولجلي صدأ – أو صديد إن شئت – أفرزته مشاريع المجسمات الكرتونية وأبطالها، المفترض هنا أن يختلف التعامل الإعلامي الرسمي حين الحديث عن مشاريع، ليذكر بكل شفافية عدد الوظائف للمواطنين حال قص شريط الإنتاج، والمنتجات الفعلية المحلية التي ستستخدم، ثم تجمع هذه لتطرح مما حصل عليه المستثمر من فوائد، ليعرف المجتمع المثقل حقيقة الواقع والوجهة، هذا ما سيجلو الصدأ فيعزز الصدقية، وربما يستعيد بعضاً من ثقة فرط فيها البعض وخرجوا سالمين!؟


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 11, 2012 19:34
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.