التغيير يختلف عن «التحويس»!
انتظر وزير الحج الدكتور بندر الحجار قرابة العام ليفتح ملف مؤسسات الطوافة.
والحقيقة أنني استغربت عدم ظهور بوادر إعلامية لتحرك الوزير كل هذه المدة لفتح ملفات كانت الشغل الشاغل للمهتمين، ثم أعدت النظر، فوجدت أن الدكتور بندر الحجار كان أكثر حكمة، انتظر استيعاب أول موسم حج، وهو ذروة عمل الوزارة، ومن الحكمة حينما تتولى مسؤوليات جديدة، أن تستوعب الواقع أولاً قبل إحداث أي تغيير. لا تنفع هنا آراء الأصدقاء ومستشارين أو مكاتب الدراسات، خصوصاً في وزارة مثل الحج معنيّة بموسم يتطلع إليه كل مسلم، والمطلوب الآن أن يجتهد الوزير لفتح ملف ارتفاع كلفة الحاج، وهل هو واقعي أم لا؟ حساب ذلك ليس بالأمر العسير.
ومما أعجبني في تحرك الوزير، أن الملاحق الإعلانية وبعض مقالات وأخبار «مدائحية» نشرت في صحف، لم تفتّ في عضده، تعودنا أن تحدث الإعلانات الموجّهة للمسؤول في شكل مباشر أو غير مباشر، أثراً سلبياً في الغالب، وحينما رأيت ملحقاً صحافياً «سميناً» من هذا النوع قبل موسم الحج، توقّعت «جرياً على العادة»، أن «تبنشر» مركبة الإصلاح، لكن الوزير خيّب ظني، وهي خيبة تمنيتها مثلما أتمنى أن يلمس كل حاج أثراً إيجابياً في عمل الوزارة.
يختلف المسؤولون الجدد، بعضهم لا تعلم هل تم تعيينه بالفعل أم لا، وبعض يهتم بتغيير ديكور مكتبه ليحضر معه ثلة من الموظفين السابقين من عمله الأول، وبعض ثالث يبدأ بالتغيير قبل معرفة موقع مخارج طوارئ بجوار مكتبه، هذا النوع التغيير عنده مطلوب لذاته ولو أدى إلى «حوسة» في عمل منتظم مهما كانت الملاحظات عليه، ومع احتمال هطول أمطار، أتوقّع حدوث «حوسة» في أمانة مدينة الرياض، فإذا هطلت أمطار غزيرة، أنصحك بعدم الاقتراب من الأنفاق وتجمعات السيول مهما كان الشارع فارهاً، وإذا كنت غير مقتنع بكلامي، فتذكر تجربة «وزارة النقل» في شفط الأنفاق.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

