تقاذفوا… تقاذفوا
أحوال الإدارة الحكومية على «طمام المرحوم»، بعيدة عن المد المتصاعد لمطالبات واحتقانات، وأبعد عن سرعة الاستجابة والمبادرة، مع مرحلة حرجة نعيشها.
القارئ ليس بحاجة لدليل، إنما في سبيل مزيد من الكشف عن مناطق رمادية يغرق فيها الناس، ألخص لكم قصة نشرتها «الحياة» عن غرق الشابة مها العنزي «رحمها الله» في مستنقع قرب عرعر، الزميل خالد المضياني اتصل بمديرية المياه فقذفت المسؤولية على الزراعة، قام خالد بالاتصال بالزراعة فأعادت المسؤولية إلى المياه، هذا التوأم السيامي جرى فصله قبل سنوات. المياه قالت إن الزراعة لديها قسم خاص لمتابعة هذا الأمر، ردت الزراعة بقولها «ملف السدود والأودية أحيل للمياه، أما الزراعة فتنحصر مهمتها بمتابعة النباتات الرعوية»!
قلت «من كثر هالنباتات، الله يجيب المطر»! لكن مدير الزراعة في عرعر كشف بأسلوب غير مباشر، من دون قصد في ما يبدو، أن وزارة النقل لها «تحويلة» في القضــية، فهي المسؤولة عن مخلّفات مقاولي الطرق وحفر يحدثونها قبل رحيلهم تتحول إلى مصائد خطرة. مؤكد أن وزارة النقل ستحصر مسؤوليتها في الطريق وحرمه المصون! وهكذا يغرق من يغرق وتجد الإدارة الحكومية للهروب من ازدحام الأسئلة أوسع مخرج في «تدني وعي المجتمع وثقافته»، ولا أحد يفتح ملف وعي المسؤول والجهاز ولا يحاسبه، وزارة النقل مشغولة برعاية معرض سيارات يمجد السرعة فيعرض أسرع سيارة في العالم!! لنا؟ وكأننا ناقصون، إنه الوعي إنها القدوة.
***
الشاب المرحوم يوسف العوفي ضحى بنفسه لإنقاذ سيدات احتجزتهن سيول رابغ وحاول إنقاذ آخرين، لكن السيل تمكن منه على رغم إجادته السباحة، شقيقه ياسر الذي نجا من الغرق روى قصته، ولم يحدث هذا العمل العظيم صدى مستحقاً، لست أعلم أين كل تلك المنتديات والمؤتمرات عن التطوع والإنقاذ، لم تتذكره جهة واحدة! لو كنا نهتم بالإنسان اهتمامنا بالتبريرات لكنا في وضع أفضل… إنسانياً.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

