انضبطوا «يرحمكم الله!»

في قضية التدافع حول بوابات قطار المشاعر في حج هذا العام، ومع تأخر ظهور بيان لجنة التحقيق نتأمل الأسباب المعلنة من جهات رسمية مختلفة. تلخصت التبريرات بهجوم حشود من حجاج غير مرخصين، لا يحملون تذاكر القطار، وكلام عن عدم تأهيل بعض موظفي مشغل القطار، يضاف إلى ذلك اتهام شركات حج بتفويج حجاجها قبل الوقت المقرر لهم بحسب فؤاد أبو طربوش مدير مشروع قطار المشاعر والمدير التنفيذي للتفويج إلى الجمرات.

الشركات رفعت دعوى بحسب ما نشرت الصحف مطالبة بتعويضات ضخمة، يبدو أننا أمام قضية ستطول في المحاكم!

تتركز الكاميرات على موسم الحج، أيامٌ تتسم بالحساسية، لكن واقع ما حدث «أياً كانت أسبابه» أمام بوابات القطار هو واقع عام في بلادنا المعطاء.

إنما هو متناثر على مساحة مترامية الأطراف، فلا تتركز عليه الكــاميرات، وينقل مباشرة إلى فضائيات العالم، أيضاً هو يحدث خلال فترة زمنية تمتد طوال العام!

فوضى المرور، والعمالة «غير المرخصة» والسائبة، ومجهولي الهوية من المتسللين وموظفين اعتادوا توافر من يعمل عنهم، كل هؤلاء مع رجال أمن وموظفي شركات، نقلوا ثقافة وسلوكاً تعودا عليهما طوال العام إلى بوابات قطار المشاعر في لحظة حرجة.

المشهد الصغير جزء لا يتجزأ من المشهد الكبير، عبر عنه أصدق تعبير، حتى ولو تناثرت أجزاء المشهد الأكبر على مساحة البلاد، واعتاد عليه العباد… مجبرين كانوا أو متفرجين!

هذا المشهد اليومي يفتت كل قيمة للتنمية، وتتبخر أمامه أرقام تعلن عن مشاريع ونوايا تطوير، دخانه أعمى العيون وغرز حسرة في القلوب… وهو أيضاً بحسب أولويات البعض منا، يسيء إلى صورتنا في الخارج بعد ما أساء إلينا ولا يزال في الداخل.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 10, 2012 13:05
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.