نات عدن
ونحن صغار اُفتتح في شارع رئيسي مجاور لحينا، مطعم صغير «بوفيه» يحتوي على بعض وسائل الترفيه، مثل تنس الطاولة وما شابه. إلى هنا والأمر عادي، لكن صاحبه حرص على إطلاق اسم «الجنة العذراء» على مطعمه، في تلك الفترة كانت قناة التلفزيون الوحيدة «غصب واحد» تعرض مسلسلاً مصرياً بالاسم نفسه، وما هي إلا أيام، حتى أُقفل محل «الجنة العذراء» من الجهات المختصة!
تذكرت ذلك وأنا أقرأ خبراً تعلن فيه شركة استثمارية سعـودية «متعـددة الجـنـسية أو التحالفات بحسب العربية نت» عن مشروع سيـاحي عبارة عن مـجموعة جزر تتكوّن من أبراج سكنية وفلل وفنـادق وشـاليهات وبـحيــرات اصـطناعية ومـراكـز تجارية ومنشأة عمرانية وحدائق سياحية ومصانع متنوعة وغيرها باسم جزر «جنات عدن» في محافظة عدن في اليمن، برأسمال 20 بليون دولار لا غير، 75 في المئة منها سـيطرح للاكتتاب، والأولوية لليمنيين، سواء مسـتثـمرين أو أيـادي عامـلة، وفق المصدر نفسه… إلى هنا والأمر شبه عادي، ما لفت انتباهي إضافة إلى اسم المشروع «جنات عدن»، أسماء بعض الجزر «تـحت الاكـتتاب»، مثل جـزيرة النعيم، الفردوس، الخلد.
وأنا أقرأ توقّعت أن تهل أسماء مثل جزيرة «عليين» وجزيرة «الفردوس الأعلى»، وجزيرة «جبال الحجر الأسود»، فالأسماء ببلاش. لكنها بأمانة لم تكن ضمن أسماء جزر «جنات عدن» الجديدة. تأملت في الفارق ما بين زمنين، زمن إقفال بوفيه «الجنة العذراء» في السعودية، وزمن طرح جزر «جنات عدن» للاكتتاب في اليمن، بما فيها من النعيم والفردوس والخلد، فارق الزمن ورأس المال وإقفال… الاكتتاب.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

