شباب الـ«يوتيوب»

وفّر موقع «يوتيوب» مع شبكات التواصل الاجتماعي بديلاً أكثر سهولة ومرونة وحرية لأعمال الشباب الفنية، مكنهم من إبراز مواهبهم في الإنتاج والأداء والإخراج، والملاحظ أن هناك مواهب لافتة تستحق العناية والاهتمام في مختلف مجالات العمل الفني.

توافر الموهبة في بعض هذه المجموعات الشبابية لا يعني بالضرورة توافر القدرة على التقاط القضايا الأهم والأجدى لهم وللمجتمع وأفضلية المعالجة، نعم هناك نماذج متباينة، لكن السائد محاولات تائهة تخبر عن مواهب، ومحاولة الإبهار بالإثارة الفنية وحدها لا تقنع إذا لم تتضمن فكرة جديرة بالاهتمام مقرونة بثراء أسلوب العرض.

ولا شك أن معظم هؤلاء الشباب ينتظرون عملاً أو رعاية وهم هنا يخبرون عن إمكانياتهم، لكن في المشهد السائد لدينا القدرة على التسويق أهم من القدرات الفنية، والموهوبون الحقيقيون أبعد الناس عن تسويق أنفسهم أو أعمالهم.

ورغم أن الأفكار «الخام» في المجتمع كثيرة، إلا أنك ترى بعض الأعمال تجنح إلى الإثارة والإبهار دون اهتمام بنتائج سلبية تترسخ في ذهن المشاهد، من ذلك ما أرسلته لي إحدى الأخوات عن عمل بعنوان: (الأسبوع الجاي دوام)، شاهده حتى الآن أكثر من 700 ألف بحسب أرقام «يوتيوب»، وهو عمل فني جيد، والأداء والإخراج فيه يستحقان الإشادة، والفكرة فيه بسيطة «شاب صغير حانق من اكتشافه أن الأسبوع القادم بداية الدوام أو المدرسة»، ويمكن معالجتها بأكثر من أسلوب مضحك أو مثير، إلا أن العمل تشبّع بمشاهد تفحيط وسرقة سيارة وعنف بلغت ذروتها في استخدام السكين لطعن آخر! حتى ولو كانت هواجس هذا لا تبرر، بل إنها تشير إلى ضعف لا يتوافق مع القدرة الفنية. إن أهم ما في الأعمال هو ما تتركه من أثر مفيد.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 02, 2012 17:42
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.