الثابت والمتحول والسابق واللاحق :)

ده مش بوست حاجة يعني بقدر ما هو مجرد ملاحظة عامة عشان أخونا أدونيس. الكتاب الضخم صادر من السبعينيات وبالتالي كمية النقد والسجال والمناقشات عليه أكتر وأفيد وأهم من إني أضيف ليها أي حاجة جديدة بأي معنى من المعاني، اللهم بس في وقوفي في جانب رفض الطرح اللي استخدمه أدونيس، ناهيك عن المنهج وناهيك حتى عن طريقة استخدامه للمنهج ده حتى.. فهو سريعا يعني كده بيقول إنه هيستخدم المنهج الظاهراتي في تحليل الثقافة العربية، وسريعا يمكن وضع ملاحظتين، إن دراسة الثقافة بمعزل عن واقعها المادي والتاريخي والموضوعي هو تجريد غير منتج في الحقيقة. النقطة التانية إن حتى المنهج الظاهراتي، بقدر معرفتي البسيطة جدا، هو تحليل للمعرفة في وعينا وخبرتنا وأيضا للوجود، يعني الفكرة والواقع. بس نرجع للموضوع نفسه تاني، إيه هي فكرة أدونيس في مشروعه الثقافي الضخم "الثابت والمتحول" إن الثقافة العربية بكل عناصرها (حتى على مستوى اللغة اللي بيدعي للتحرر منها والقطيعة معها بصياغتها القديمة البالية) هي ثقافة ثبوت وجمود وتخلف وغياب تام للعقل.. طيب إيه الحل يا سيد أدونيس؟ الحل هو القطيعة المعرفية التامة مع هذا التراث وهذه الثقافة، احنا بنمارس وبنعيش في جنة الحداثة يوميا، أكل وشرب ومواصلات وركوب عجل.. لكن بنخاف ناخد المبادئ العقلانية اللي أنتجت هذه المنجزات.. المشكلة في الطرح ده على بعضه، أو اللي زيه، أو اللي عكسه بمعنى القبول التام بالتخلف ورفض كل ما يأتي من الغرب، هي إنها أطروحات تتغافل عن الواقع والتاريخ وتجرد الثقافة بشكل مثالي متعالي؛ وبالتالي بتبقى مغتربة وعاجزة عن أي فعل يمكن أن يؤدي إلى التغيير فعلا، التغيير في حدود الواقع ومنطلقا منه ومن معطياته، الثقافة والمعرفة هي "سابق ولاحق" :). وبمناسبة إن أدونيس استخدم منهج هوسرل اللي أشرت إليه في البداية، فممكن التطرق-من عندي المرة دي- لكانط اللي بيضرب مثال في كتاب "نقد العقل المجرد" بين الحتمية والغائية، بين نظرة الميتافيزيقي والعلمي لكن مش دي نقطتنا. بيضرب مثال لعصفور وأن العصفور، أي عصفور، وجد على هيئته التي نعرفها لكي يطير، من أول البنية العظمية لجناحيه، والشكل البيضوي لجذعه، والخفة القصوى لرأسه ورقبته وتحكمه في ريش جناحيه.. يقوم هذا العصفور بالطيران حتما من خلال بنيته تلك ومن خلال ضربه للهواء بجناحيه.. يتخيل أدونيس "المسكين" في طرحه إنه بدون هذا الهواء يمكن للعصفور أن يطير بشكل أسرع..
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 07, 2017 18:09
No comments have been added yet.