عبدالعزيز السويد's Blog, page 70
December 20, 2015
جائزة المسافرين
قررت هيئة الطيران المدني أن يدفع المسافر المغادر والقادم 87 ريالاً على الرحلات الدولية ابتداءً من 1-1-2016، واستثنت الركاب الذين يمكثون في الطائرات، فالمبرر أو السبب في دفع الرسوم بحسب تعميم هيئة الطيران هو أجور «استخدام مرافق المطار»، واعتبرت تغيير الطائرة ونزول الركاب منها في مطار ما «محطة وصول» وعليه يتم احتساب القيمة.
هذا أبرز ما جاء في تعميم الطيران المدني الذي ألزم الخطوط الناقلة بتحصيل هذه الأجور.
وطوال عقودٍ كان المسافرون هم في الواقع الجائزة الثمينة التي تقدمها هيئة الطيران المدني للمحال التجارية في المطارات، مع سوء أوضاع المرافق من تكييف ودورات مياه وأماكن انتظار. والمحال التجارية سواء أكانت أكشاك وجبات خفيفة ومشروبات أم محال بيع هدايا وغيرها، ظلت محتكرة لعدد محدود من الأسماء التجارية، تفرض الأسعار وشكل الخدمة التي تحددها هي دون اهتمام بمصالح المستهلك أو «المسافر»، وما بين محدودية هذه المحال يكون المسافر مضطراً إليها، ولاسيما مع شروط الحضور المبكر للرحلات الدولية. خلال هذه الفترة الطويلة لم تفكر هيئة الطيران المدني في حقوق المسافرين. ولا يذكر للهيئة تعويضاً قُدم لمسافرين تأخرت رحلاتهم بسبب تردي إدارتها لمرافق المطارات، غالباً ما يتوقع المسافر أن المسؤولية في التأخير رحلة ما أو إلغائها هي مسؤولية الناقل مع اتفاق صمت بينه وبين إدارة المطار، والذي يرى أحوال مرافق المطارات لا يتوقع تغييراً سريعاً في أوضاعها، مع أن تاريخ بدء التحصيل على الأبواب، كما أن الاكتظاظ للمسافرين ومحدودية استيعاب صالات الانتظار وضيق الممرات بسبب التمدد التجاري، كلها تحد من راحة المسافر، ومن ثم هي مرافق لا تستحق أن يُدفع في مقابلها رسم جديد.
ولو انتظرت الهيئة إلى حين تحسن مرافق المطارات مع تحسن إدارتها لربما تفهمنا فرضها للضريبة على السفر، وهي ضريبة حتى ولو أطلق عليها اسم «رسم». إن «تنويع مصادر الدخل» لا يمكن أن يكون على حساب المسافر إلا إذا قدمت له خدمة تضاهي أو تماثل ما يحصل عليه في مطارات أخرى في دول مجاورة، وأسهل الأمور على الإدارات هو فرض الرسوم، أما أصعبها فهو تحسين إداراتها وتقليص نفقاتها التشغيلية، وهو ما كان واجباً أن تبدأ به إدارة هيئة الطيران المدني، أما لماذا 87 ريالاً بالتحديد فالعلم عند «الطيران المدني».
December 19, 2015
قنوات الظل
مثلما أن لكل شيء ظل، هناك قنوات فضائية في الظل.
كان الإعلام التقليدي هو من يسلط الضوء فأصبح بعضه بسبب العجز يبحث عن الضوء، والوصف بـ«قنوات الظل» من تجليات الصديق عبدالرحمن العتيبي.
وقنوات الظل هي قنواتنا التلفزيونية، ولم يكن لها أن تقبع في الظل إلا لأسباب مهنية وإدارية، وهي لم تعد وحدها في الظل، أتوقع أن تلحق بها صحف ورقية، وليس للورق علاقة بهذا المآل والنتيجة، بل علاقته السببية بالإدارة، ولا يعني هذا الرأي أن تلك الصحف ستتوقف، بل ستسمر ولكن من دون أي تأثير يذكر، ما قيمة الإعلام إذا لم يكن قادراً على الجذب والتأثير؟ إنه يقدم شكلاً مثل مجسم «جمالي» يعطي انطباعاً خاطئاً بسد فراغ احتلته «مجسمات» أخرى.
أما الصحف الإلكترونية فهي في الغالب منذ نشأتها بحال لا يسر، نتيجة فوضى النشأة وطبيعتها وعدم توافر كوادر مهنية، الأكثر انتشاراً منها هو ناقل أكثر من صانع للأخبار، صناعة الأخبار في هذا الصنف من الإعلام تعتريها الكثير من الأخطاء المهنية و«التوظيف» لأخبار أو تقارير، مع اختلاط الإعلام بالإعلان بشكل يبعث على الأسف.
واقع الظل هذا حقيقة حتى لو لم يرغب البعض في الاعتراف بها، في حين تتطور وتتوالد القنوات والوسائل الإعلامية الأخرى من حولنا وأغلبها موجه لأهداف سياسية وفي نسبة أقل تجارية.
غلب المزاج على وسائل الإعلام المحلية لعقود من مزاج رئيس التحرير إلى مزاج المدير الإداري أو الإدارة، والأمر ينطبق على القنوات الرسمية التي خضعت لأنظمة بيروقراطية فأنتجت موظفين، والقصة ليست بالرقابة فقط كما يتعذر البعض، بل بحسن الانتقاء للعناصر والتدريب، وإعلاء شأن المهنية، المزاج هو المعمل الذي أنتج كل هذا ومع الكثير من المديح، ولا بأس بشيء من المدح والمديح إذا كان هناك ما يستحق فعلاً، استحقاق الحاضر الملموس والمنجز، الشرط الجوهري ألا يكون المديح مصطنعاً حتى لا تتبدد الثقة ليصبح للكلمة معنى وللمصدر قيمة!.
December 18, 2015
الذئاب المنفردة .. من غسل المخ؟
مع تعدد الهجمات «الفردية» الإرهابية وآخرها ما حدث في أميركا واحتمال تكرارها وأيضاً تداعياتها، مثل تصريحات ترامب العنصرية، والاعتداءات المتكررة على مسلمين ومساجد وتعاظم الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين والعرب منهم بوجه خاص، تذكرت مقالاً نشر قبل عام للكاتب جاك جوزيف أوسي عن الذئاب المنفردة، وأهميته تكمن في معلومات أوردها، بعد أن عرف الكاتب بالمصطلح أورد صفات وخصائص الذئب المنفرد، ليأتي بالأهم، هنا يذكر «أوسي» بداية انتشار هذا المفهوم «ترافق انتشار مفهوم الذئب المنفرد في الإعلام العالمي مع بدء التداول بمصطلح (التشدد الذاتي) الذي يهدف إلى (شيطنة) سكان الشرق الأوسط، وهو وليد طموح قديم للمحافظين الجدد الذين يعتبرون سكان هذه المنطقة حاملين لفايروس الإرهاب، الأمر الذي سيبررون به حربهم عليها». ويضيف الكاتب: «والذئاب المنفردة قد تكون تتويجاً لمشاريع سرية استخدمتها الحكومة الأميركية في النصف الثاني من القرن الـ20، استدرجوا فيها بعض الحمقى من ذوي السوابق أو من لديهم ميول للعنف، إذ تم إخضاعهم لعمليات غسل دماغ تستعمل فيها حبوب الهلوسة، كتلك التي كشفت عنها جريدة (النيويورك تايمز) سنة 1974 فيما بات يعرف بفضيحة مشروع (MK-Ultra) الذي تورطت فيه الاستخبارات الأميركية (CIA)، وشاركت فيه أكثر من ثلاثين مؤسسة للدراسات والأبحاث أميط اللثام عنها بعد إنشاء لجنة تقصٍ داخل مجلس الشيوخ الأميركي (Church committee)». انتهى.
وغسل المخ لأفراد واستغلال طموحات أقليات، لا يحتاج إلى دليل، ولعل الدهشة التي أصابت الجميع مما تفعله «داعش» باسم الإسلام والسنة تحديداً، من استجلاب العداء والكراهية من كل جنس ولون وفعلته «القاعدة» قبلها يجيب على ذلك، كما أن نقاط الضعف في المجتمعات العربية والإسلامية من الكثرة بحيث يمكن استغلالها بالمخططات طويلة الأجل، في مقابل جمود في إصلاحها.
ولإنعاش ذاكرة القراء نسترجع أنه أول ما بدأ التجهيز للغزو الأميركي للعراق بدعاوى وجود أسلحة دمار شامل وإنشاء واحة ديمقراطية في العراق، ظهرت ردود فعل تحذر من «احتلال وتقسيم» فكان أن جوبهت بموجة عاتية من السخرية والاستهزاء تتهم كل من اتخذ موقفاً مندداً بذاك الاحتلال بأنه خاضع لنظرية المؤامرة، والحقيقة الماثلة أمامنا الآن في العراق وسورية واليمن أن الذين وصموا الآخرين بنظرية المؤامرة، إما أنهم كانوا جزءاً منها أو كانوا غارقين في مستنقع أو «نظرية» البلاهة.
December 16, 2015
كيف نستفيد من التحالف الإسلامي؟
الحقيقة أننا تأخرنا كثيراً في السعي للإمساك بزمام المبادرة في ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، لقد مكثنا فترة طويلة في الدفاع عن أنفسنا وعن المسلمين ومع الدفاع انكفاء، وحين أعلنت السعودية مبادرة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب مقره الرياض لم تجد هذه المبادرة الدعم والمساندة المنتظرة من القوى الكبرى الصديقة، مما لا شك فيه أن هذه القوى وخصوصاً واشنطن تقوم بتوظيف مكافحة الإرهاب أو الحرب على الإرهاب لمصالحها، على رغم رائحة الإرهاب العفنة إلا أن الزعم بالحرب عليه دجاجة تبيض ذهباً للغرب بالدرجة الأولى، بل يمكن القول إن واشنطن تعمل على ألا يتم اجتثاث هذا «الشبح» نهائياً لتحقيق أكبر استفادة سياسية واقتصادية منه. مسؤولون سابقون في الإدارة الأميركية اعترفوا أخيراً بالصوت والصورة بما وصفوه «أخطاءهم» في قرار غزو وتدمير الدولة العراقية. هذا الاعتراف ليس إلا من قبيل الضحك على الذقون، تهيئة لخطط جديدة.
إن واشنطن التي سلمت العراق لإيران وزرعت المحاصصة الطائفية في بلاد الرافدين تعلم العلم اليقين بالمنتوج و«الغلة» المتوقعة لهذه الزراعة، واستعادة فترة حكم «بريمر» للعراق بتفاصيلها وما بعدها لا تسمح للمراقب إلا بسوء الظن في كل الخطط والرؤى و«النصائح» الأميركية.
والتحالف الإسلامي لا شك يمكنه تحقيق الكثير في الدفاع والهجوم ضد الإرهاب وأيضاً للحد من استغلال «الحرب» على الإرهاب من الغرب وحتى روسيا، كسوط مسلط على الدول العربية والإسلامية والمسلمين في كل أصقاع العالم، إنما في جانبه المعلوماتي والاستخباراتي والدبلوماسي السياسي والفكري والإعلامي، إن الصوت الإعلامي الإسلامي ضد الإرهاب ككل ضعيف فهذا العالم يستقبل ما يبث إليه قانعاً بردود فعل آنية متلاشية الأثر.
أما احتمال التدخل العسكري في سورية كما ألمح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير فهو محفوف بالمخاطر، الصراع في سورية ليس بين طرفين بل أطراف مختلفة متباينة، وروسيا وإيران حاضرتان، في حين أن الناتو يقف على الحدود السورية منذ بداية الأزمة ولم يحرك ساكناً حتى بعد التدخل الروسي؟ والأتراك سحبوا قواتهم أو بعضها من شمال العراق بعد أيام قليلة من دخولها! المعنى أن سياسة الولايات المتحدة معروفة بالتوريط ونصب الفخاخ، التحالف الإسلامي ضد الإرهاب سيحقق مساهمة كبيرة في تحجيم الحركات الإرهابية مثل «داعش» وغيره بحصره بصيغته التنسيقية الاستخباراتية والسياسة الإعلامية، وهو كاف في هذه المرحلة. إن من الواجب علينا الانتباه والحذر من مسايرة حليف سابق يفتح صفحة جديدة مع خصم إقليمي شرس، وحامي حمى عدو هو أساس كل الكوارث في المنطقة العربية، فمن ينسى السفيرة في بغداد «أبريل غلاسبي»، ومن ينسى «محور الشر»، الذي تبخر مع تحول «الشيطان الأكبر» إلى ملاك!
December 15, 2015
حول الاختطاف الإعلامي!
لا يهم أن تكون لديك أدوات إعلامية، بل المهم أن تكون أدوات مؤثرة، أول التأثير في محيطك ثم في خارجه، وأزعم أن هناك سطوة إعلامية لوسائل أجنبية وعربية على الرأي العام السعودي، ولم ينتج هذا إلا لأسباب يمكن وضع عنوان لها هو «فشل الاستثمار في الإعلام»، الفشل في نوعية الاستثمار وانتقاء طاقات العمل وتحديد التوجهات، وفي مقالة الأمس مررت بانتقائية قنوات فضائية غربية ناطقة بالعربية أو الفارسية، على خلفية اضطرار موقع السي إن إن العربي للاعتذار من خبر «استهدافي» نشره عن السعودية. ومع تبدل أدوات الوصول إلى الأخبار وتطورها السريع مع انتشار استخدام الجوال ضعف تأثير الوسائل المحلية أو شبه المحلية، والسوق الرحبة التي تلتهم كل شيء جديد ومحترف دفعت إلى دخول وسائل إعلام محلية ضعيفة تعتمد على الإثارة أو «التجارة»، ما زاد الطين بلة في افتقار هذه الوسائل إلى الصدقية وبالتالي عدم اعتمادها كمصدر للمتلقي.
وخلال السنوات الماضية لم ينشأ استثمار حقيقي في وسائل الإعلام محلياً، على رغم أن السعودية من أوائل البلاد العربية التي توصف بالقوة الإعلامية، قنوات فضائية وصحف دولية نشأت قبل عقود، وتوقف الأمر عند هذا الحد، في حين توالدت العديد من وسائل الإعلام المختلفة لكثير من البلاد العربية والأجنبية، وإذا بحثت عن موقع إعلامي سعودي قوي ويمتاز بتوازن واحترافية يحقق التأثير المطلوب والحضور الواعي المسؤول من النادر أن تجد.
ولا ينحصر الأمر في المواقع الإخبارية المهتمة أكثر بالجانب السياسي، خصوصاً مع الصراعات القائمة الآن، والمتوقع ازديادها مستقبلاً، بل حتى يتعداه إلى المواقع الخاصة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
والسوق الفضائية العنكبوتية الآن ساحة للحروب والاستقطاب أكثر من أي وقت مضى، والأهداف واضحة لكل عاقل حريص، إن من أول الأهداف خلخلة المجتمعات وتقسيمها بالاستقطابات بتعظيم المختلف عليه مهما صغر شأنه أو قلت أهميته، وخلف هذا بالطبع دولاً وأحزاباً واستخبارات لكل منها هدف أو أهداف، ليس من الصعب معرفتها، ومواجهة ذلك تستدعي عملاً دؤوباً ومنظماً، إن ترميم المتوافر من الوسائل التقليدية لن يحقق المراد، لأن بنيتها أصابها الصدأ، وعملت فيها البيرقراطية بكل مفرزاتها، كما أن الصورة الذهنية عنها تنمطت ورسخت في قرارة النفوس ومن الصعب تغييرها، لذلك لا بد من جهود جديدة تستفيد من أخطاء الماضي، وإلا سنفاجأ بأن الرأي العام في الداخل يدار من الخارج، وصورتك في الخارج يرسمها ويشكّلها آخرون أقل ما يقال عنهم إنهم مغرضون.
December 14, 2015
الأكبر والأعلى مختطف
موقع القناة الفضائية على الشبكة العنكبوتية جزء منها، يعبر عن رؤية إدارة القناة ومواقفها؛ إذ لا يمكن فصل الموقع عن القناة، فمن يدير هذا هو من يدير ذاك. ومن الواضح أن القنوات الفضائية الغربية الناطقة باللغة العربية مثل «سي أن أن» و«الفرنسية» وغيرهما قد أوكلت الشأن العربي بالباطن إلى مجموعات محررين منحازة من العرب أو المستعربين، ولم يأت هذا اعتباطاً ولا مصادفة، بل هو بسبب «التوظيف الأمثل» الذي يجيده الغرب.
قبل أيام اعتذر موقع «سي أن أن» باللغة العربية عن إساءة إلى السعودية، إذ ربط اسمها مع بهارات «الوهابية» بتفجير حدث في سورية. ويبدو أن إدارة تحرير موقع القناة كانت مشغولة و«مشغوفة» بدفع عجلة «هاشتاغات» على «تويتر» مخصصة للهجوم الإعلامي المركَّز على السعودية، و«الخطأ» الذي اعتذرت منه القناة بتغريدة كشف «لب» العمل الممنهج. ومن طرائف هذه القناة خبر نشر قبل أيام عن السعودية، بعنوان ظريف يقول بالنص: «السلطات السعودية تستمر في حصار مراكز المساج والحمام المغربي وتغلق تسعة منها». لاحظ كلمة «حصار»، والخبر منقول من صحيفة إلكترونية سعودية، إذ نشرت موضوعاً أقرب إلى الشكوى منه إلى الخبر، لكن موقع الفضائية العالمية أضاف بهارات عليه. موضوع الخبر بسيط فهو عن حملة لأمانة الرياض على مراكز مساج وحمامات غير مرخصة أساساً أو لديها مخالفات نظامية، كما يجري للمطاعم وصوالين الحلاقة. الأكثر طرافة أن خبر موقع «سي أن أن» بالعربية عن «حصار» المساج جاء من مراسلها في المغرب ومن الرباط!
في مقابل هذا، يخبرني من وراء الخليج صديق من الأهواز، وهو متابع جيد لوسائل الإعلام أن قناة «بي بي سي» الناطقة بالفارسية والموجهة إلى إيران تخصصت في الإساءة إلى السعودية والإمارات باحترافية، عبر أخبار مغرضة ومنحازة، وكأنها قناة فارسية، «تعددت اللغات والاستهداف واحد».
ما علاقة كل هذا بعنوان المقالة «الأكبر والأعلى مختطف»، العلاقة في جانب آخر له صلة جوهرية بالتأثير الإعلامي.
تصريحات لمختصين مثل مدير في «غوغل»، وتقارير إحصائية تنشر كل فترة، تقول إن السعوديين هم الأكثر زيارة ومشاركة للمواقع الشهيرة على الشبكة من «يوتيوب» إلى «فايسبوك» في «تويتر» وغيرها، ومنها مواقع صحافية قنواتية وغير قنواتية، وهو ما يعني أن جزءاً مهماً من الرأي العام هو في الحقيقة الأكثر تأثراً وليس تأثيراً. إنهم في حالة اختطاف إعلامي له ما بعده.
December 13, 2015
رفع سقف الوعود
قبل أن يتسلم وزير التعليم الجديد مهمات عمله بدأت تتشكل نذر عاصفة مناوئة له، هذا من دون شك سيضيف صعوبة إلى المهمة الملقاة على عاتقه.
هناك صورة وتصنيف للوزير الجديد لدى البعض جاءت من خلفيات عمله السابق في كلية اليمامة وكتابه عن التعليم المعنون «إصلاح التعليم في السعودية… بين غياب السياسة وتوجّس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية».
ربما يكون الدكتور أحمد العيسى الوزير الوحيد الذي له رؤية مفصلة ومنشورة عن شؤون الوزارة التي عيّن على رأس هرمها، مع لقاءات ومقالات حول قضايا التعليم، كلها تكشف الاهتمام والانشغال بهذا المرفق الحيوي ورؤية حول سبل إصلاحه. وفي لقاء نشرته «الاقتصادية» أمس، وبعد تعيينه، استعرض الوزير الجديد أهم الخطوات التي ينوي العمل عليها في شكل خطوط عامة.
وحول ما جاء في كتابه عن التعليم وإصلاحه قال العيسى: «في مرحلة التنظير ينظر الشخص بصورة ربما مختلفة عن الواقع، وعندما يكون في موقع المسؤولية فقد تتغير النظرة، لكن بلا شك في أن الخطوط العامة لما طرح في الكتاب لا تزال صالحة للنظر في إصلاح النظام التعليمي».
ومحاولة التوازن والواقعية هنا جيدة، وهي ملموسة في مختلف إجابات الوزير عن أسئلة طرحت في التصريح القصير، وإن كانت لفرملة نذر العاصفة المحتملة. منصب الوزير يجمع بين التنفيذي في الاختصاص والسياسي الديبلوماسي حين التعامل مع الرأي العام، وهو، في صورة من الصور، إدارة أمزجة ليس بالخضوع لها بل بالتفهم والإدارة. وعليه الآن التعامل مع «توجس الثقافة الدينية». ومن المهم لأي وزير ألا يرفع سقف الوعود والإنجاز الموعود. لقد أدى هذا التوجه خلال الفترة الماضية لدى بعض المسؤولين من وزراء وغيرهم إلى إضعاف الثقة في الجهاز الحكومي ومن يديره.
هل يحاول وزير التعليم الإمساك بالعصا من المنتصف؟ ربما، وهذا على كل حال جيد ومفيد للمهمة التي تم اختياره لها وقبل بها، والأهم أن يستطيع المرور والتمرير للحلول العاجلة وغير العاجلة التي وعد بها.
هناك الكثير مما يمكن عمله في التعليم والإمكانات متوافرة، إنما أسلوب الخطاب الرافد لتحقيق نجاح محاولات الإصلاح، له أهمية كبيرة عند التعامل مع الرأي العام.
December 12, 2015
من القعود إلى دهن العود
في الأمثال الشعبية «ما بعد العود قعود»، والعود هنا هو البخور طيّب الرائحة، يقدم للضيوف وهو ما يعني نهاية المناسبة وضرورة الانصراف حتى لو كان هناك «تلزيم» بالبقاء. أما الغسل بدهن العود فهذه حال استثنائية لم يذكر لها مثيل، وربما الاستثنائية هنا سبّبت طلباً «لقعود» استثنائي في الذاكرة!
أحسن الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء بالتعليق على مقطع «مغسلة دهن العود»، مضيف يغسل أيدي ضيوفه بما قال إنه دهن عود وعلبة الملكي المعدنية على سطح المغسلة ربما للإثبات. بعد ما انتقد الشيخ المطلق تصرف المضيف مشيراً إلى التبذير ومحذراً من العقوبة، اعتبر ما فعله صاحب هذا التصرف «من التخوض في المال بالباطل، فيما هناك أناس في حاجة ماسة إلى كل ريال، وآخرون مسجونون في مبالغ بسيطة بالآلاف كان يمكن لهذا المبلغ المنفق أن يفك كربتهم» انتهى.
وعلى رغم انتشار المقطع بسرعة من الواتساب إلى وسائل التواصل الأخرى، لم أجد أحداً يثني عليه مع أننا تعودنا على من يحب عكس السير، والمشكلة في فهم ماهية الكرم والتكريم والتقدير للضيف والصديق، النية هنا نعتقد أنها سليمة لكنها ضيّعت الطريق لتحدث نتائج عكسية، ومن الظواهر الصحية في المجتمع انتقاد هذا السلوك والإجماع على ذلك. تعليق الشيخ المطلق أبرز افتقادنا الطويل لحضور العلماء والمشايخ ضد المظاهر والظواهر السلبية، خصوصاً في ما يتعلق بالعادات المرتبطة بالإسراف، ولدينا أمثلة مذهلة من الصحون الضخمة بأكوام الأرز واللحوم إلى استخدام دهن العود كصابون للغسيل.
وللأسف تعودنا ألا يأتي الحضور الوعظي هنا إلا متأخراً وبعد ما تصبح الظاهرة واقعاً يقلده آخرون، ولتراجع هذا الحضور أسباب في تقديري منها ما هو ناتج من صناعة الأسئلة، الذين يديرون برامج الحوارات مع الفقهاء عند استقبال الأسئلة هم من يتحكم بالسؤال، وقد يخضعون لما تأتي به الاتصالات والمراسلة، على رغم أن إعداد مثل هذه البرامج يستلزم إحاطة بما حدث ويحدث في المجتمع، ثم انتقاء ما يحتاج إلى استعراض لكونه تحوّل إلى قضية رأي عام واهتم به شريحة كبيرة، بعدها يمكن استقبال الاتصالات، مثل هذه البرامج تحتاج إلى تخطيط وتحديد هدف لكل حلقة مع تماس مباشر بما يحدث في المجتمع لتحقق هدف التنبيه والتهذيب.
المظاهر «الدهنية»
لم يأتِ اسم الشيخ «مدهن» من باب الصدفة، فالعلاقة بالدهن علاقة راسخة قديماً وحديثاً، تربى عليها وتمسك بها، بالنسبة له هي من الثوابت الصالحة لكل زمان ومكان، شعاره «الدهن هو الحل»، ولكل زمان دهنه ولكل مكان الدهن المناسب، لذلك يمكن القول إن له من اسمه النصيب الأوفر من الدهن!
علاقة الدهن بالكرم علاقة موروثة، سواء دهن الحيوانات أو دهن النباتات، كانت لتلك العلاقة أسباب وجيهة في وقتها زمن الفقر والفاقة، إلا أنها بقيت ثابتة مع تغير الواقع من حولها، حتى الثابت هنا أيضاً طاله تغير منتقى، تنوع الدهن وطفحت أغراضه، فمن دهن السير إلى تدسيم الشوارب واللحى، الدسم هو الدهن وإن اختلف المسمى.
وعلى رغم أن الشيخ مدهن يحمل في جيبه حبوباً لخفض الكلسترول وتحذيرات أطباء تحتم عليه الاحتياط لصحته، لم يستطع الفكاك من حالة دهنية تحولت إلى حالة ذهنية، هو ليس استثناءً، فالمجتمع نفسه ينتقد الدهن والمستدهنين وكذا المداهنة، لكنه يغرق فيهما ليعلي من شأن الدهون، كما أن لسان المجتمع الناقد اللوام لن يترك أحداً فرط أو «ارتد» عن الدائرة الدهنية، الخطاب المعلن والاتفاق الظاهري يشبه خطاً وهمياً لا يغير من حقيقة المغروس في النفوس، ينهار هذا الخط عند أول اختبار.
المفارقة في ألوان لوحة الحالة الدهنية التي يرسمها الشيخ مدهن ويعيش منتشياً داخل إطارها، أن هذه اللوحة المبهرة تخفي تحتها بخلاً وشحاً يرقى لدرجة الظلم، على رغم كل هذه الوجاهة لا يتورع الشيخ عن غمط حقوق الناس، من الإرجاء إلى التسويف، لكنه ينتقي الهدف باحتراف، أكثر من يغمط حقوقهم هم ممن حوله سواء كانوا يعملون أو يتعاملون معه، وكلما كان الشخص أكثر قرباً، أو «تحت العباءة» كما يقولون، كان الغمط أقوى وأطول نفساً.
في قرارة نفسه يؤمن الشيخ مدهن بالمثل القائل «اكرب وجهك وارخِ يديك» مجرد دعاية للجذب مخصصة للبعيدين عن العباءة، أما القريبون منه ومن تحت الخيمة فهو يعكس المثل ليكون «ارخِ وجهك واكرب يديك».
December 9, 2015
ومن «البصل» ما قتل!
كتب أحدهم على «تويتر» أنه يلتزم توزيع آلاف من «الحبوب» على المدارس إذا ثبت أن اللاعب محمد نور استخدم المنشطات، بعدها تدخل حساب مكافحة المخدرات على الموقع الشهير رداً عليه بالقول: «إنه مسؤول عن هذه التغريدة» وطالبه بحذفها وفعلاً تم الحذف. موقف المكافحة بالرد جيد، لأن استسهال الاستظراف والتنكيت عن المخدرات ضرره عميق وبعيد الأثر.
وفي كل أسبوع تقريباً يعلن عن ضبط ملايين الحبوب المخدرة. لم يترك شيء إلا واستخدم للتهريب بما لا يمكن حصره من رفارف السيارات وخزانات وقودها إلى قوائم الطاولات والأنابيب وأخيراً البصل. شاهدنا رجل جمارك يقطّع بصلاً أحمر لتظهر أكياس حبوب الكبتاغون أو بنت عمها. كثرة عدد حالات الضبط تعني تكاثر محاولات التهريب، واحتمالات أن ما وصل إلى البلاد كميات أكبر، هذا المتوقع، إلا إذا ذكرت لنا مكافحة المخدرات أسباباً أخرى.
ومنذ زمن يُتداول أن مصادر هذه الحبوب تأتي من «معامل» في لبنان وسورية بدرجة رئيسة، إما أن تكون عمل عصابات أو متنفذين مستفيدين أو خليطاً بين هذا وذاك، وكانت العلاقات السياسية المعلنة وقتها «ربما» دفعت إلى عدم الإعلان عن مسؤولية هذه الدول أو الضغط على حكوماتها، وكان بالإمكان ذلك، وحتى حينما كشفت السلطات اللبنانية عن معمل وآلات لصناعة وتعبئة المخدرات لمحسوبين على حزب إيران في لبنان، لم يصدر ما يشير إلى اهتمام من السلطات في السعودية والخليج.
وكما حدث في المجاملات السياسية، تكرر هذا.
الآن الأوضاع اختلفت، وحرب تهريب المخدرات ضخمة. هي محاولة اجتياح تبرز صورتها في نجاحات رجال المكافحة والجمارك في الضبط والقبض، لكن، هل سيحقق هذا التأهب الهدف المطلوب، أم لا بد من ساند له؟
الساند الذي أطالب بتفعيله هو الضغط على حكومات الدول التي اشتهرت كمصادر للمخدرات، والتهديد بـ…، ثم منع السلع التي تستخدم للتهريب، ليكون لهم نصيب في المكافحة والحد منها، بدلاً من الضغط الحاصل على أجهزتنا الأمنية وضياع شبابنا.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

