عبدالعزيز السويد's Blog, page 68
January 12, 2016
برنامج فحص الدلع
أدعو إلى طرح برنامج جديد اقتصادي اجتماعي وصحي ثقافي، وهو أيضاً برنامج وطني تنموي يتلمس ويجمع بين الطموحات والحاجات، مراعياً كل شرائح المجتمع.
لتبسيط الفكرة.. البرنامج المقترح هو مماثل مع اختلاف الغرض لبرامج الفحص المبكر لسرطان الثدي ومرض السكري وغيره من البرامج التي تستهدف تأسيس توعية مستدامة في مخيخ المواطن، لكن يجب أن يكون أكثر عملية من التوقف عند حد التوعية في أضرار الدلع على المدلع ومن دفع ثمن هذا الدلع، فيبحث عن أسبابه وطرق الوقاية والعلاج منه.
والملاحظ أن أول ما ننشغل به في معالجة قضية شائكة «وهي مزهرة للبعض» أننا نبدأ بالتوعية، ثم نستمر فيها إلى أن تصبح برامج التوعية هي الهدف النهائي المستدام لتقوم عليها ماكينة تحرسها، سواء حققت وصولاً وتأثيراً في وعي المستهدف أم لا، لذا يجب التفكير في عملية لسبر أغوار الدلع وعلاجه.
صحيح أن الفكرة حضرت متأخرة، أوقدتها -بالمناسبة- شرارة «كفاية دلع»، ولكن لا ننسى أن الحاجة هي أم الاختراع، وعلى قولة المتفائلين: «أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً»، حتى لو شطب المدير على دفتر التوقيع بالقلم الأحمر، وهذا البرنامج الذي أقترحه ينقسم إلى أقسام عدة «فكر، منظومة ودلع»، وعلى عكس ما يبدو للوهلة الأولى من تناقض بين منظومة الفكر والدلع فهي في واقع الأمر مترابطة بعضها ببعض كالجسد الواحد.
لا ينشأ الدلع إلا من فكر، ويحتاج أيضاً إلى منظومة مستدامة تكفل دورته الحيوية. وهناك أيضاً دلع مبكر ودلع متأخر، ولست أشك في أن ورش العصف الذهني التي ستناقش الفكرة ستجد توصيفاً دقيقاً لكل نوع أو مرحلة من مراحل الدلع، ويمكن الاستعانة ببيوت الاستشارات العالمية المنتشرة -ولله الحمد- في بلدنا المعطاء؛ لأن لديها خبرة «متكوِّمة» في هذا الشأن.
وحتى لا نقع في إشكالات بسبب طريقتنا في وضع العربة أمام الحصان فننشغل في البحث عن شجرة نسب الحصان قبل التأكد من لياقته في سباق القدرات الذي نعيشه وصلاحية العربة ولا نستشف مفاجأة محتملة عند خط النهاية. من المهم هنا التفريق بين الدلع والتدليع، فالأول أصيل والثاني مستحدث وقد يجتمعان، والدلع فيه من الطمع الشيء الكثير، أما التدليع فهو الطمع كله بشحمه ولحمه.
إن الاستجابة لهذه الفكرة ستحقق الكثير، ليس في التنفيس فقط، بل في بث روح التفاؤل والأمل بغد واعد، فمن عجائب اللغة العربية أن «دلع» تتكون من حروف «عدل» نفسها!
January 11, 2016
إنفلونزا «لبنان» المتصدع
التصويت والبيانات من الجامعة العربية ضد الاعتداءات الإيرانية موقف رمزي مهم، لكنه بالنظر للأحوال العربية لا يقدم سوى دعم «صوتي» ينتهي بانتهاء نشره في وسائل الإعلام، ولبنان هو الحلقة الأضعف في هذه السلسلة الضعيفة، لذلك لا يؤثر، لا يقدم، ولا يؤخر رفض وزير خارجية لبنان التصويت ضد الاعتداءات الإيرانية وتدخلاتها في الشؤون الداخلية العربية، لكنه يكشف مرة بعد أخرى الارتباط الوثيق الكامل بالمشروع الفارسي، إما عن عقيدة كما هو لدى «حزب الله» أو للابتزاز السياسي كما هو من حلفائه.
من يقف من العرب ضد الاعتداءات ومشروع الهيمنة الفارسية على العالم العربي أعلن موقفه بوضوح، إما موقفاً «كاملاً» أو «النصف» وأحياناً «الربع».
ولبنان الأكثر وضوحاً في هذا الصدد، لكنه بصورته الزاهية القديمة لدى أهل الخليج أحدث رد فعل خاصاً في وسائل التواصل. هذه الصورة الزاهية عن لبنان انتهت وتلاشت منذ زمن بعيد، لكنها ما زالت باقية بالأبيض والأسود لدى بعضهم، ممن يرون أنه عاصمة للثقافة والحرية، لكنك ترى معي أن لبنان ليس حراً، على رغم صورة الحرية هذه.
في لبنان، الحرية للقوة المسلحة تفعل ما تشاء، تأخذ البلد بساكنيه من دون مشورتهم إلى أي منحدر، ثم بعد الخراب تعتذر.
يجب على أهل الخليج ولاسيما السعودية التخلص من وهَم لبنان، فالبلد الذي يوصف بالتعايش هو في واقع الأمر بلد «يتعيش» ساسته على الصراعات الإقليمية والتوظيف السياسي الشخصي لها مع توزيع الأدوار، وجه هنا ووجه هناك. وإذا لم يكن هناك صراعات على السطح تصارعوا في ما بينهم في وسائل الإعلام. واللبناني المواطن في لبنان «الديموقراطي» لم يستطع حتى أن يقول لا أمام ميليشيات تحكمه في الشارع وفي البرلمان، تتلقى قرار الحرب والسلم والاغتيال من طهران، بل هو مجبر على الاحتفال بخراب وطنه.
وإذا أخذنا الأمور بعين المصلحة – بعيداً عن حب الخشوم والكتوف- فإن لبنان لا يمثل أهمية تذكر للسعودية أو دول الخليج المعنية بالصراع مع إيران بقدر اليمن أو العراق، فإذا كان ساحةً للصراع السياسي الإقليمي فمن المؤكد أنه ساحة خاسرة، والخسارة حدثت لأن الخيارات والأدوات لعقود من الزمن كانت خاطئة ولا نرى مبشرات إصلاح لها.
January 10, 2016
القوة «النائمة»
هناك شبه اتفاق لدى المختصين وغيرهم على أن إعلامنا ضعيف، العام منه، أي الرسمي، والخاص على اختلافه. ويبرز هذا الضعف في أوقات الأزمات أكثر من أي وقت آخر، وله أسباب سبق طرحها والتطرق إليها كثيراً.
وحينما وقعت أحداث أيلول (سبتمبر) انكشف هذا الضعف في مواجهة هجمة على السعودية والعرب والإسلام والمسلمين، ثم عشنا محطات من الاستهداف المباشر وغير المباشر تجلت أوضح صورها في استهداف الرسول (عليه وآله أفضل الصلاة والسلام)، من أفلام ورسوم كاريكاتورية يعاد ضخها كلما دعت الحاجة إلى التشويه. وقتها طرح كثير من المهتمين بهذا الشأن عدداً من الرؤى والاقتراحات لم ينتج منها شيء على أرض الواقع، لأسباب يبدو أنها تجتمع تحت عدم وجود رؤية واضحة للأهداف.
والآن نرى مع التوظيف الذي يمارسه الإعلام الغربي وإعلام فارسي ناطق بالعربية للأحداث في المنطقة العربية والصراع العربي – الفارسي واستغلال الطائفية بوصفها معول هدم في المنطقة، نرى أننا في حاجة إلى عمل كثير، وأن الأدوات التي بين أيدينا لم تستطع أن تقوم بالمهمة، ومع أن الإعلام الجديد تجاوز الإعلام التقليدي وأصبح بالإمكان صناعة منصات إعلامية مؤثرة إلا أننا لا نرى تحركاً منا في هذا التوجه.
وقبل ثلاث سنوات قام بعض المهتمين بإجراء دراسة معمقة عن سوق الإعلام الجديد ومستقبله وأثره المتوقع في العالم العربي ومنطقة الخليج تحديداً، قبل أن تصبح وسائل التواصل الاجتماعي بهذه السطوة. وخلصت الدراسة، التي اطلعت على نسخة منها، إلى اكتشاف فجوة كبيرة وحاجة أكبر إلى الحضور الفاعل في هذه الوسائل بأدوات جديدة مختلفة تتجاوز النمط التقليدي، ليتحقق منها التأثير المطلوب حماية ودفاعاً مع أرباح متوقعة. لكن هذه الدراسة اصطدمت بتردد الممولين من رجال الأعمال في المخاطرة بهذا الاستثمار الجديد تصديقاً للقول الشائع «رأس المال جبان» يبحث عن الربح والعائد قبل الدخول إلى الميدان. الآن أصبحت الحاجة إلى حضور نوعي حاجة وطنية مع الصراع المحتدم والمتوقع أنه لن ينتهي في المستقبل المنظور. الحاجة أكثر منها تجارية أو فرصة استثمارية، لكن ليس على الطريقة الحكومية المعتادة، التي لا تحقق، في الغالب، فوائد إلا لعدد محدود من العاملين فيها، وهو السائد للأسف.
January 9, 2016
أصوات عراقية مخنوقة
الأصوات العراقية الحرة ضد التغول الإيراني في العراق أصبحت أضعف من ذي قبل، والسبب أن إيران بسطت نفوذها على الكل فهي تدير اللعبة السياسية ورموزُها -أو عملاؤها- يتصارعون عليها، أي على طهران لا على مصلحة العراق. أما من يرتفع صوته ضد التغول الإيراني فإن الميليشيات المسلحة الطائفية تقف له بالمرصاد.
حتى إعلامياً، مازالت جرائم هذه الميليشيات مخفية وبعيدة من الاهتمام الدولي الذي تستحقه، وكل من يمسها يصنف بالإرهاب الـ «داعشي»، لأن المسموح به في العراق هو الإرهابي الحشد- إيراني.
في العام 2007 أصدر تجمع للعشائر الشيعية في جنوب العراق بياناً يناشد الأمم المتحدة، ونقلته «رويترز» وقتها بالنص: «استنكر بيان صادر عن تجمع لعشائر شيعية بجنوب العراق التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي، ودعا الأمم المتحدة إلى إيفاد بعثة لدرس ما ارتكبه النظام الإيراني وأياديه في المحافظات الجنوبية من الجرائم طوال السنوات الأربع الماضية». وجاء في البيان الصريح أن «أكثر الطعنات إيلاماً وأكثر الخناجر تسمماً، هي التي غرزها النظام الإيراني في خاصرتنا نحن الشيعة في العراق، عبر استغلال مذهب الشيعة وبشكل مخجل لتحقيق نواياه الشريرة». والبيان، كما نوهت الوكالة، وقّعه «14 رجل دين و600 شيخ عشيرة و1250 حقوقياً ومحامياً و2200 طبيب ومهندس وأستاذ جامعي و25 امرأة» انتهى.
هذه الأصوات العراقية الحرة استطاعت أن تعزل وتفرق بين التشيع مذهباً واستغلاله سياسياً من نظام طهران وعملائه في العراق، لكنها لاحقاً وجدت نفسها بين مطرقة الميليشيات الطائفية العملية بالاغتيالات والتهديد، وسندان السلطة التي تدار من طهران. كثير من العراقيين الأحرار، حتى خارج العراق، يحذرون من المساس بتغول إيران في وطنهم، ومن أبسط الأمور تهديد حياتهم وحياة من تبقى من عائلاتهم في العراق والاستيلاء على ممتلكاتهم، وإيران لا تكتفي بذلك، بل تلاحق العراقيين حتى خارج العراق، مثل الإعلامية العراقية نرمين جعجع التي تحاكم في المملكة المتحدة بعد أن جندت السفارة الإيرانية هناك محامين ورفعت قضية في المحاكم تتهمها فيها بـ «تقويض النظام الإيراني»، هذا النظام الذي يعمل بكل ما يستطيع من قوة لتقويض الدول العربية وتهجير مواطنيها على مسمع وبصر «المجتمع الدولي».
January 8, 2016
استثمار مأزق نظام خامنئي
في أسرع مبادرة من نوعها، عرضت كل من روسيا ووزير الخارجية العراقي الوساطة بين السعودية وإيران، هذه في تقديري أسرع مبادرة وساطة دولية، فلم تمر ســــــوى ساعات على رد الفعل السعودي ضد جريمة الاعتداءات على مقرات البعثة السعودية في مشهد وطهران.
الموقف السعودي الحازم بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع طهران كان مفاجئاً فيما يبدو لطهران وحلفائها.
لا يستغرب أن تكون مبادرة الوساطة من طرفي حلف معلن مع إيران، وهي محاولة عاجلة لانتشال نظام ولاية الفقيه في طهران من الســــقطة الدولية السياسية والدبلوماسية، وخصوصاً وهو يسعى لتجميل صورته بعد توقيع الاتفاق النووي، ويخطط لجذب استثمارات أجنبية وإعادة فتح سفـــارات غربية مغلقة، جهود التلميع السياسي هذه قادها روحـــــاني منذ وصوله إلى السلطة بمساعدة وزير الخارجية ظريف، الصورة الآن أن هذا النظام لا يمانع من استخدام مجنديه من الغوغاء ضد البعثات الأجنبية عند كل أزمة أو خلاف.
إن من المهم هنا للسياسة السعودية والخليجية عدم حصر المشـــــكلة في الاعتداءات الإيرانية على المقرات السعودية وإحراقها، بل يلــــــزم وضع تاريخ الإرهاب الإيراني واستغلال الحشود والعصابات الطائفية ضد دول الخليج وفي مقدمها السعودية، إن استغلال موسم الحج كل عام من نظام الملالي بالمســـــيرات السياسية وإحداث الاضطرابات عمل تحريضي وإرهابي موسمي يجب العمل على تجريمه دولياً، ولا ينســـــى ما تمارسه أذرع إيران الميليشياوية في العراق من تهديدات وتعبئة مسلحة معلنة.
إن الملفات التي يمكن فتحها في وجه إيران لتجريمها دولياً كثيرة وضخمة، وسورية في حصار المجاعة والمجازر حاضرة، كما العراق في القتــــــل الممنهج على الهوية الطائفية واستهداف المساجد وصولاً إلى تغيير البنية السكانية طائفياً.
وهناك ملف اللاجئين الأفغان وغيرهم ممن استغلت طهران أوضاعهم ليتحولوا إلى مرتزقة مسلحة تستخدمهم لتحقيق أطماعها.
ستحاول إيـــــران التعمية على المأزق السياسي الذي وقعت فيه وتسارع للحفاظ على ماء الوجه دولياً، لذلك تصدر قراراً بمنع المعتمرين وتعلن أنها ستحقق مع من اعتدى على السفارة السعودية، وربما تصدر الأحكام بشكل عاجل لغرض طي الملف، وهو ملف يجب أن لا يطوى.
January 6, 2016
كيف تشغّل مستشفى خاصاً؟
لمع اسم المسؤول التنفيذي في المستشفى الخاص مع لمعان صورة المستشفى، وكان له دور مشهود في تحقيق نجاح فريق الإدارة، في تلك الفترة لم يكن القطاع الطبي الخاص بهذا الانتشار والتمدد الذي نراه حالياً، أيضاً لم تكن له الحاجة الماسة كما نعيش الآن.
النجاح الذي حققه في مسيرته الإدارية دفع العديد من رجال الأعمال لمحاول استقطابه للعمل في شركاتهم، وغالبيتهم من القطاع نفسه، كانت المؤشرات إيجابية ذلك الوقت للنمو التجاري للقطاع مع تردي وجمود الخدمات الصحية الحكومية. قدم له واحد من ملاك المستشفيات الخاصة عرضاً مغرياً يسيل له لعاب المحفظة، الراتب الأساسي فاق توقعاته دون البدلات. وعلى رغم أنه مرتاح في وظيفته، إلا أن الطموح والتنقل في القطاع الخاص حال طبيعية.
من ميز هذا القطاع أنه يجرب ثم يجرب، يمتص ويرمي، للجيد والرديء. ومن لديه قدرة على «التعايش» مع الأوضاع «الخاصة» في القطاع الخاص يستمر ويترقى، وقد يصبح وزيراً!
نعود لقصة بطل مقالة اليوم، أعجبه العرض المغري وفي اتصال هاتفي قال له رجل الأعمال إن كل شروطه مجابة وستوفر له صلاحيات شاملة لإدارة مستشفى وإنشاء فروع جديدة، ولدى رجل الأعمال شرط وحيد وأساسي سيخبره به بعد المقابلة الشخصية.
في موعد المقابلة الشخصية، كان الاستقبال حافلاً من بوابة المستشفى وزيارة للأقسام والاطلاع على «التجهيزات والإمكانات الحديثة»، وفي المكتب الوثير لرجل الأعمال جلس المحتفى به والذي لم يتبق سوى لحظات على انضمامه لهذه المنشأة، يستمع لرؤية «صاحب الحلال» وهو يهز رأسه موافقاً منتظراً معرفة الشرط الأساسي!
وأخيراً أفصح رجل الأعمال عن شرطه الأساسي قائلاً إنه شرط على كل من يعمل في المستشفى من الموظف الصغير إلى استشاري الطب الكبير، ويجب على المدير الجديد أن يؤكده عليهم ويذكّرهم به كل أسبوع، والشرط أن كل مريض يدخل من الباب لا بد أن «يشغّل» كل أو غالبية أقسام المستشفى، من قسم الأشعة إلى مختبر التحاليل وقريباً افتتاح قسم العلاج الطبيعي. أصيب صاحبنا بالدهشة ورد أنه لا يستطيع العمل بهذه الطريقة، فأجاب رجل الأعمال قائلاً إن هذا «بزنس»، وليس جمعية خيرية. وللأمانة ليس كل القطاع الطبي الخاص على هذه الشاكلة، لكن السائد والمتعاظم الذي يسرع في الانتشار هو من هذه العينة، وكما أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة، يحدث هذا أيضاً في القطاع الطبي الخاص، أما وزارة الصحة المسؤولة عن الرقابة وصحة المريض وحقوقه، فهي مشغولة بتطبيب نفسها من دون نتيجة تذكر.
January 5, 2016
هل يستمع وزير الصحة للمهندس علي قاسم؟
سؤال يتردد، متى تعلن نتائج تحقيقات حريق مستشفى جازان؟ ولا نعلم الإجابة، ويبدو لي أن هذا التحقيق لا يحتاج لوقت طويل للغوص في أسباب المأساة المؤلمة وارتفاع عدد الضحايا في منشأة معدة للعناية والتطبيب.
ولذلك أسباب منها ما هو منشور عن حال المستشفى قبل التسليم والتشغيل وملاحظات جوهرية تخص بالدرجة الأولى وسائل السلامة.
لكن خير من ينبئك عن حال المستشفى عند تسليمه من وقف على هذا التسليم ووقّع محضر الملاحظات المهندس علي قاسم شار، مدير الصيانة الطبية في الشؤون الصحية بجازان «سابقاً»، في لقاء نشر قبل أسبوع مع صحيفة الرياض، قال عن الحادث المأسوي: «إنه نتيجة طبيعية لعملية فساد إداري ومالي بصحة جازان على الأخص يجب اجتثاثه»، مضيفاً «أنا أتحدث من واقع وبإثباتات مكتوبة وموثقة، مظهراً هذه الوثائق بكافة تفاصيلها».
وعن الخلفيات قال المهندس علي قاسم: «بتاريخ 24/5/1433 هـ تم استلام المستشفى من قبل شركة صيانة ونظافة، وبعد أربعة أشهر فقط ظهرت 18 ملاحظة على المقاول الرئيس، على أنظمة: التكييف، وإنذار وإطفاء الحريق، ونظام استدعاء الممرضات، والسنترال، والمولد الاحتياطي، والمضخات، والري، ونظام اللوحات الكهربائية الرئيسة.. ولم يتم الرد على ملاحظات الدفاع المدني بما تم إنجازه والمتبقي».
انتهى الاقتباس، وهذا جزء من لقاء مطوّل وفيه تفاصيل مختلفة توضّح أن الفشل إداري رقابي بامتياز، والمؤلم أن المهندس نفسه ويبدو من «حرة الكبد» نشر مقالاً وهو على رأس العمل في صحيفة محلية لم يحددها في عام 1426 هـ عن الفساد!!. ومن المؤكد أن مثل هذه البيئة طاردة للموظف المخلص والذي لا يسمح بمرور خروقات كهذه، لأنه سيوصم بالتعقيد وقد ينقل إلى إدارة هامشية في أفضل الأحوال.
اقترح على وزير الصحة الدكتور خالد الفالح أن يلتقي بالمهندس علي قاسم ويستمع إليه، من المؤكد أنه سيستفيد لمعرفة لوغاريتمات منظومة الصحة بصورة عامة، لأن هذا الخلل هو السائد في الصورة الأكبر للمنظومة، ثم بعد الإنصات والاستماع ينظر هل تجدي وصفة علاج أرامكو لإصلاح حال وزارة الصحة ومستشفياتها أم لا؟
January 4, 2016
لفتح ملف إرهاب إيران دولياً
تسخين ملف إرهاب الدولة الإيرانية في المحافل الدولية وفضحه، هما المهمة العربية الواجب التصدي لها، وهنا يجب الاعتماد على النفس، سعودياً وخليجياً ومن بقي من العرب غير متردد قد وعى الخطر ولم يخضع للمغريات الإيرانية.
وهنا يجب أن نفرق بين الشعوب الإيرانية بمختلف طوائفها وأعراقها ونظام الملالي في خطابنا الإعلامي. هذا أمر بالغ الأهمية، الإجرام جاء من هذا النظام مع نجاح ثورة الخميني، لكن كيف استطاع هذا النظام إخفاء إرهابيته؟
عربياً وإسلامياً باستخدام «القدس» خطفت إيران شعار المقاومة من العرب والفلسطينيين وقامت على مدى عقود ببناء «ميليشيات عميلة» لها ترفع راية المقاومة، وللحقيقة أن إيران نجحت في استلاب الشعار إعلامياً في خطابها السياسي الموجه لشعوب المنطقة بقشرة المقاومة. كانت التصريحات النارية ضد إسرائيل الصادرة من طهران في مقابل دعوات اتفاقات السلام العربية مع الدولة الصهيونية. من هنا تمكنت طهران من النفاذ والتغطية على أهدافها الاستراتيجية في المنطقة العربية، ولولا تغولها الفاضح في العراق وسورية واليمن لما انكشف غطاء التعتيم ولمَا انجلى دخان التستر.
لولا التراخي العربي والخليجي تحديداً لدفعت إيران ثمناً باهظاً لإرهاب الدولة الذي تمارسه في وقته، لأن هذا الإرهاب في مجمل عملياته الإجرامية حدث في الدول العربية تفجيرات ومحاولات اغتيال زعماء سياسيين وديبلوماسيين، لكن هذا الإرهاب خلال السنوات القليلة الماضية تجاوز العالم العربي من ماليزيا إلى نيجيريا، ووظفت إيران ميليشيات ومجموعات تحت غطاء «الطائفية» ومن باب الثقافة والمساعدات وخطاب «المستضعفين». كان كل هذا تحت الغطاء الذي أزاحه للعامة توقيع اتفاق الملف النووي مع دفع غربي لطهران للبروز والتمدد على حساب العرب.
الدول العربية والإسلامية التي تضررت من إرهاب الدولة الإيرانية وأدواتها من ميليشيات بأسماء مختلفة، إذا اجتمعت سياسياً في فريق واحد يضع النقاط على الحروف، سيتحقق النجاح في وضع هذا النظام في موقعه الإرهابي الحقيقي دولياً. ومن هذه القاعدة أيضاً يمكن مواجهة سياسات واشنطن وموسكو التي تستخدم أطماع إيران للهيمنة على العالم العربي واستنزاف إنسانه وموارده.
January 3, 2016
أدوات الصراع مع إيران
دفع الغرب بسياساته وتدخلاته في المنطقة العربية أطماع إيران للحضور بقوة، وهو، ممثلاً بالولايات المتحدة، قدم العراق باكورة رعاية للحلم الفارسي في الهيمنة على العالم العربي. والذي تابع الموقف الغربي المتشدد من الملف النووي الإيراني في بداياته كان يرى وضوح الهدف من تضخيم دور إيران في المنطقة. وبعد التهديدات الأميركية بشعارات «محور الشر» تم التوقيع على اتفاق كان بداية انطلاق مشروع الحلم الفارسي للعلن.
والغرب لا يعنيه ما يحدث للمنطقة من خراب وحريق. لا تعنيه الحروب ولا الضحايا والمهجرين إلا في ما يعود عليه بالنفع اقتصادياً وسياسياً، فهو الأعلى من بين الدول بيعاً للأسلحة في المنطقة، وهي في هذا الوقت الصناعة الأكثر رواجاً واستهلاكاً، لذلك هو يغذيها بقوته الإعلامية وأحياناً الديبلوماسية.
في مقابل هذا التوظيف الغربي للصراعات يبرز سياسة إيران الهوجاء. الاعتقاد في طهران أن اللحظة التاريخية المناسبة لتحقيق الحلم الفارسي حانت مع تصدع النظام العربي القديم. وتمتاز إيران عن إسرائيل في استغلال الطائفية كحصان طروادة.
عاشت السياسة الإيرانية عقوداً من الاستغلال لقضية فلسطين بهدف السيطرة وإدارة عواطف الجماهير واستلاب العقول العربية، وحققت مكاسب من ذلك من دون شك، في وقت كان العرب فيه يعرضون اتفاقات على الدولة اليهودية برعاية الأميركي من دون تجاوب. وطهران الآن تعيش وهم القوة مستندة إلى رضا أميركي توج بتمكين طهران من السيطرة على العراق ودعم روسي في سورية. هذا الوهم الفارسي هو رأس المال للمشروع الغربي الصهيوني في العالم العربي ويتم استثماره واستخدامه وتغذيته. هذه المعطيات تؤكد أن الصراع مع إيران سيطول، وأن أدواته ليست عسكرية وسياسية فقط بل تشاركهما في الأهمية الأدوات الثقافية والإعلامية. وليس سراً أن الأدوات العربية – الخليجية ضعيفة مع اختراق ممنهج إما طائفي أو من تجار الصراعات السياسية لكثير من وسائل الإعلام العربية الأخرى.
إننا في حاجة إلى اليقظة والوقوف أمام هذا التحدي الكبير مع صراع سيطول. هل لدينا استراتيجية وخطط عمل للمواجهة؟ الإجابة واضحة، بأنه لا يوجد، وما يتم ليس إلا اجتهادات. إذا لم تكن لديك القوة الثقافية والإعلامية المحترفة واضحة الأهداف ستكون عرضة لتشويه الصورة إقليمياً ودولياً، ولا يمكنك التصحيح في الوقت المناسب، كما تكون عرضة للابتزاز من الإعلام السياسي ممن يوصفون بالأشقاء وأحياناً بالأصدقاء.
أدوات الصراع مع إيران
دفع الغرب بسياساته وتدخلاته في المنطقة العربية أطماع إيران للحضور بقوة، وهو، ممثلاً بالولايات المتحدة، قدم العراق باكورة رعاية للحلم الفارسي في الهيمنة على العالم العربي. والذي تابع الموقف الغربي المتشدد من الملف النووي الإيراني في بداياته كان يرى وضوح الهدف من تضخيم دور إيران في المنطقة. وبعد التهديدات الأميركية بشعارات «محور الشر» تم التوقيع على اتفاق كان بداية انطلاق مشروع الحلم الفارسي للعلن.
والغرب لا يعنيه ما يحدث للمنطقة من خراب وحريق. لا تعنيه الحروب ولا الضحايا والمهجرين إلا في ما يعود عليه بالنفع اقتصادياً وسياسياً، فهو الأعلى من بين الدول بيعاً للأسلحة في المنطقة، وهي في هذا الوقت الصناعة الأكثر رواجاً واستهلاكاً، لذلك هو يغذيها بقوته الإعلامية وأحياناً الديبلوماسية.
في مقابل هذا التوظيف الغربي للصراعات يبرز سياسة إيران الهوجاء. الاعتقاد في طهران أن اللحظة التاريخية المناسبة لتحقيق الحلم الفارسي حانت مع تصدع النظام العربي القديم. وتمتاز إيران عن إسرائيل في استغلال الطائفية كحصان طروادة.
عاشت السياسة الإيرانية عقوداً من الاستغلال لقضية فلسطين بهدف السيطرة وإدارة عواطف الجماهير واستلاب العقول العربية، وحققت مكاسب من ذلك من دون شك، في وقت كان العرب فيه يعرضون اتفاقات على الدولة اليهودية برعاية الأميركي من دون تجاوب. وطهران الآن تعيش وهم القوة مستندة إلى رضا أميركي توج بتمكين طهران من السيطرة على العراق ودعم روسي في سورية. هذا الوهم الفارسي هو رأس المال للمشروع الغربي الصهيوني في العالم العربي ويتم استثماره واستخدامه وتغذيته. هذه المعطيات تؤكد أن الصراع مع إيران سيطول، وأن أدواته ليست عسكرية وسياسية فقط بل تشاركهما في الأهمية الأدوات الثقافية والإعلامية. وليس سراً أن الأدوات العربية – الخليجية ضعيفة مع اختراق ممنهج إما طائفي أو من تجار الصراعات السياسية لكثير من وسائل الإعلام العربية الأخرى.
إننا في حاجة إلى اليقظة والوقوف أمام هذا التحدي الكبير مع صراع سيطول. هل لدينا استراتيجية وخطط عمل للمواجهة؟ الإجابة واضحة، بأنه لا يوجد، وما يتم ليس إلا اجتهادات. إذا لم تكن لديك القوة الثقافية والإعلامية المحترفة واضحة الأهداف ستكون عرضة لتشويه الصورة إقليمياً ودولياً، ولا يمكنك التصحيح في الوقت المناسب، كما تكون عرضة للابتزاز من الإعلام السياسي ممن يوصفون بالأشقاء وأحياناً بالأصدقاء.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

