عبدالعزيز السويد's Blog, page 145

June 21, 2013

الخنق من «التأمينات» أم وزارة العمل؟

تردني رسائل واتصالات حول تضرر المنشآت الصغيرة من شروط وطبيعة إجراءات تصحيح أوضاع العمالة، وعلى رغم توقعي أنه سيتم تمديد المهلة فترة أخرى، وهو توقع ناتج من تراكم خبرة مع «النفس» الحكومي، إلا أن هذا من شأن الأجهزة المعنية، لديها الأرقام وحجم العمل المطلوب، ونسبة الأهداف المحققة.

نأتي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، من المتفق عليه أن فيها الكثير من شبهة التستر، لكن لا يمكن الجزم بأن هذا يطاولها كلها، في هذا الواقع الملتبس الرمادي تحولت إجراءات وزارة العمل إلى مبيد يقتل الصالح والطالح، فهي لم تهتم بالفرز ولا الإرشاد، لتوفيق وضع كل منشأة، والفائز في النهاية المنشآت الكبيرة، لأسباب منها مع القوة، القدرة على التحمل، ومعرفة الأمور قبل جريانها.

ولأنني من جماعة «سدّدوا وقاربوا»، كان الأولى بوزارة العمل فتح منافذ إرشاد للمؤسسات الصغيرة لانتشال الصالح منها، وما يمكن إصلاحه، أليس من المتفق عليه أهميتها في الاقتصاد، أم أنه كلام للاستهلاك الإعلامي؟ الأولى أن نصلح المعوج منها، ونحافظ على الناجح، خصوصاً والحكومة طالما تحدثت عن دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

ثم إن فهم الواقع مقدمة لتجاوز العقبات، لا يمكن فهم شرط مرور تسعين يوماً على توظيف سعودي في منشآت، للبدء في تصحيح أوضاعها والسماح لها بالحصول على عمالة تحتاجها، يمكن لوزارة العمل مع التأمينات تقليص المدة، الهدف هو التصحيح، والحفاظ على أفضل المتوافر من المنشآت، يمكنها أيضاً تطبيق جزاءات صارمة بأثر رجعي لمن يثبت تلاعبه أو عدم جديته.

كان من الواجب على وزارة العمل الالتفات إلى المنشآت الصغيرة والمتوسطة بعين النصح والإرشاد، لفرز الصالح من الطالح، والمحافظة على الجيد منها، كيف لا ونحن نبحث عن فرص عمل، ونرغب في الدخول إلى السوق، كما لا يمكن الآن معرفة أثر التصحيح في قضية أخرى مؤرقة مثل التستر، هل سيحد منها أم لا مع أننا نشاهد منشآت عنها انطباع تستر في أفضل حالاتها، في حين أنه من المؤكد أن أصحاب أعمال صغيرة من المواطنين كانوا يقومون عليها خرجوا أو أخرجوا من السوق.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 21, 2013 15:03

June 19, 2013

«العجّاز» يعلم الغيب

هذا مثل شعبي ظريف لطيف وساخر، أول ما سمعته «كش» جلدي، فلا يعلم الغيب إلا الله تعالى، ثم بعد أن استوعبت المقصود ضحكت من الأعماق، والواقع أنني لم أتعرف على المثل الظريف إلا أخيراً، قصوراً مني بالطبع. كانت المناسبة نقاش اقتراح لحل قضية مؤرقة تهم كثيراً من الناس لا مجال لذكرها الآن، لعدم رغبتي في «تعقيد الشوش»، من الشوشة أي الشعر المنفوش. وكما ترى عزيزي القارئ فإن «شوش» الأجهزة الحكومية «تمعط» من كل جانب.

والمعنى في المثل، أن من لا يريد العمل لإصلاح أمر معوج سواء كان فرداً أم جهازاً سيجد من الأعذار الكثير، لذلك حينما تطرح عليه فكرة يمكن تحقيقها لاختراق غلالة تحجب الهواء عن الجهاز التنفسي للمجتمع يكون جاهزاً بالرد، لا يمكن ولا يصلح ولن ينجح، أو يرمي بالمسؤولية على جهة أخرى… ابتعاداً عن «وجع الراس»! ثم يعدد كل العقبات المتوقعة وغير المتوقعة وكأنه يعلم الغيب! على رغم أن كل الأفكار الجديدة لم تظهر على السطح إلا بسبب وجود عقبات، والفيصل هو علو الهمة والعمل على التجاوز.

والعجّاز من العجز، وهو الشخص العاجز برغبته، ومنه «التعيجز» وهي حال أفضل من العجاز بمعنى «فيه رجاء»، ويمكن أن يكون العجّاز هنا، وزارة أو هيئة اتصالات أو هيئة مال أو بيئة على سبيل المثال لا الحصر. الحصر هنا صعب لأن كل قطاع لدينا في حاجة إلى عمل كبير مبادر يزداد حجم الحاجة له مع مرور الوقت، والعجّاز الفرد أهون ضرراً من العجّاز الجهاز. الفرد نتائج عجزه على نفسه، أما الجهاز أو الإدارة والوزارة فعجزها يطاول وطناً ومجتمعاً بأكمله.

وأسوأ فئات «العجّازين» من الأجهزة الحكومية وشبه الحكومية الذي يكون عجزه ستراً وحاجزاً عن تسليط الضوء على عمله، الأضواء تكشف المخفي قدرة أو عجزاً. هذا النوع يتستّر بالأعذار ليبقى وضعه كما كان عليه، غير عابئ بمسؤوليات هي من صلب عمله، لِمَ لا والوضع مناسب بالنسبة إليه «سهود ومهود» فلا يعنيه غير ذلك. ولو فتّشت ستجد كثيراً من الأجهزة «العجّازة» لأنها تعلم الغيب!


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 19, 2013 15:12

June 18, 2013

التميّز أو علك «أبوطابع»!

تحول التجمل بصفة «التميّز» إلى ما يشبه علك «أبوطابع»، كل من استطاع يقوم بعلكه، ثم نفخ بالونة كبيرة منه، أحياناً تنفجر، وأحياناً أخرى تفش ببطء وهدوء، من دون انتباه من أحد، وعلك أبوطابع «لبان» من العلوك القديمة، له خاصية أفضل من علوك أخرى في النفخ، بالنسبة للمحترف يمكنه نفخ بالونة منه تغطي نصف وجه، أيضاً لهذا العلك نكهات مختلفة ظهرت في وقت كانت النكهات غير منتشرة كما هي الحال الآن، الميزة الثالثة في هذا العلك احتواؤه على ورقة عليها رسم يمكن نسخه، يقوم الأطفال في العادة بنسخه «طبعه» على معاصمهم، من هنا جاءت التسمية المحلية «أبوطابع». النسخ أو الصورة هي بالطبع «توهم» بوجود شكل ساعة أو حلية «يتميز» بها الطفل عن أقرانه.

وزير العمل المجتهد في متابعة تصحيح أوضاع العمالة، والحريص على برنامجي حافز ونطاقات للتوطين لا يترك فرصة إلا ويتحدث عن قضية البطالة والتأهيل ودور القطاع الخاص، لكنه لا يقول كلمة واحدة عن مؤسسة يترأس مجلس إدارتها، على رغم أنها معنية بالتدريب التقني والمهني كما يفصح اسمها، لم يُذكر له حديث عن أسباب فشلها، وتاريخ متراكم بمعاهد ودبلومات كانت من نتاجها قضية خريجي الدبلومات الصحية! وأخيراً أعلن عن مشروع بأربعة بلايين ريال باسم كليات «التميز»، والشراكة «الاستراتيجية» بين مؤسسة التعليم التقني والمهني وشركات لإدارة هذه الكليات، وهي الكليات التقنية القائمة حالياً أو بعض منها، والطريف أن محافظ مؤسسة التعليم التقني والمهني قال في تصريح صحافي إن المؤسسة لن تدير هذه الكليات، بل هي جهة تنظيمية، والسؤال هل استطاعت المؤسسة في تاريخها تنظيم صلب اختصاصها ومعرفة حاجات سوق العمل وهي من يرخص ويشرف على المعاهد والكليات الأهلية بما أنتجت مما هو معروف؟ وللدقة والموضوعية في مسألة عدم إدارة المؤسسة للكليات المجددة أو الجديدة، فإن نائب المحافظ هو مدير كليات التميز، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة هو رئيس مجلس المديرين، يعني كما يقول المثل الشعبي: «صبه احقنه»…

وسلامتكم.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 18, 2013 14:23

June 17, 2013

لماذا لا تتفاعلون؟

لا حديث للجميع إلا عن البطالة وتوظيف الشباب منذ زمن بعيد، والآن الغالبية مشغولون ذهنياً بتصحيح أوضاع العمالة إما لضرورة العمل أو لانتظار أمل توافر فرصة. وتصحيح أوضاع العمالة هو إجراء مهم للإسهام في حل مشكلة البطالة، لكنه ليس الإجراء الوحيد الذي سيخفف منها بشكل كبير.

أيضاً الإعلام الجديد والقديم مع وزارة العمل والجوازات كل يوم يذكّر بما تبقى من أيام المهلة، وكثير من رجال الأعمال يبحثون عن سعوديين وسعوديات لتوظيفهم لخاطر عيون نطاقات وزارة العمل… وربما فقط لأجل ذلك!

لكن ماذا عن الأجهزة الحكومية الأخرى، كيف تفكر وكيف تعمل؟

لنأخذ خبراً نشرته صحيفة «الوطن» يقول إن أمين مجلس التعليم العالي أرسل خطاباً إلى وزارة العمل يؤيد فيه منح أكثر من 900 تأشيرة لجامعة القصيم، التأشيرات لتوظيف أعضاء في هيئة التدريس من عدد من البلدان العربية والآسيوية، والتبرير كما يقول المجلس «إن الجامعة أبلغته إعلانها عن الوظائف ولم يتقدم أحد».

يدور مثل هذا الخبر مع أصوات مرتفعة لشباب بشهادات عليا يبحثون عن وظائف بعد عودتهم من الابتعاث، ربما يصلح بعض منهم للتدريس لا أعلم في الحقيقة، لكن خبراً مثل هذا في وقت مثل هذا، يدور ويتضخم ولا تتقدم جهة واحدة للتعليق عليه بوضوح وشفافية، ما الذي يمنع مجلس التعليم العالي من توضيح قناعته وكيف توصّل إليها؟ أم أنه اعتمد على خطاب من الجامعة يفيد بما أفاد مكتفياً بذلك؟ هذا متوقع في عرفنا الإداري! أيضاً الجامعة ما الذي يمنعها من إعلان وجهة نظرها بوضوح والتأكيد عليها مرات؟

عدم الحضور الفاعل بالرد المقنع يدفع للتخمين بضعف الحجة، وفي كل الأحوال عدم التفاعل يحقق ضرراً كبيراً، ويدفع لمزيد من عدم الثقة بالأجهزة الحكومية.

قضية التوطين ليست قضية وزارة العمل وحدها، وغالباً ما يقول بعض منسوبي وزارة التعليم العالي إن للجامعات إدارات مستقلة والوزارة لا تتدخل في إدارتها، لكنها «ولدينا شاهد التأشيرات» من خلال المجلس تستطيع فعل الكثير للمصلحة العامة، إلا إذا كان المجلس ماكينة خطابات تأييد لا غير.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 17, 2013 15:15

June 16, 2013

قطع الأشجار ولا قطع الأرزاق!

الزميل جمال خاشقجي لاحظ قطع أشجار في أحد أحياء الرياض، قرب منزل الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله تعالى، استنتج زميلنا العزيز أن الرياض مدينة تكره الأشجار! ربما تكون العبارة أعجبته، ليدونها في «تويتر» مع ما فيها من ظلم للمدينة، لسبب بسيط، أن أية مدينة هي من إداراتها شكلاً ومضموناً، حتى سكانها هم في الحقيقة أسرى لإداراتها، في التشجير زراعة وقطع الأمانة هي المسؤولة، وللعلم منذ قرابة العامين أمانة العاصمة تشتغل على قطع الأشجار، بدعاوى مثل ترشيد استخدام المياه و«وضوح الرؤية»! والبديل زراعة نجيلة تصفر بعد فترة قصيرة، مرة كان السبب إبراز لوحة إعلانية كما حصل في طريق الملك فهد.

وللأمانة هذه الرؤية «إن صح قياس النظر» في القطع كانت قبل الأمين الجديد المهندس عبدالله المقبل. لكن ويا للمصادفة الأمانة الآن تقطع أشجاراً زرعتها وزارة «المواصلات» النقل حالياً، حينما كان المهندس المقبل وكيلاً لها! انظر إلى ميدان التخصصي «تقاطع الدائري الشمالي مع طريق التخصصي»، ولا يعلم كم صرف لأجل زراعة وصيانة وري هذه الأشجار المقطوعة «أتوقّع أرقاماً بالملايين»، المشكلة أن أغلب ما يقطع وأحياناً يجرف بجرافات هو نخيل وأشجار معمرة غاصت جذورها في الأرض، فلم تعد تحتاج إلا لرعاية بسيطة.

وإذا أردت النظر إلى تجربة فريدة في التشجير التفت إلى تجربة هيئة تطوير الرياض في المواقع التي تشرف عليها، الأشجار جميلة والظل متوافر.

كلما حمى وطيس قطع الأشجار في العاصمة أكتب عنها، وكنت كتبت في بداية حملة القطع والقلع «وما أحد جاب خبر»، استغربت لماذا لا تتم التجارب الجديدة في مواقع أخرى متربة هي من مصادر الغبار، وتترك إنجازات آخرين في التشجير تمت خلال فترات ماضية. يشبه هذا في إداراتنا المحلية البناء من جديد بهدم ما شيّد قديماً حتى ولو كان صالحاً ومثمراً، نبدأ بقطع ما زرعه الآخرون.

المدينة مظلومة وسكانها كذلك، إنما فتش عن الإدارة هناك، ستجد من يقطع الأشجار الخضراء وارفة الظلال في مدينة صحراوية تشكو من نسبة تلوث وغبار مرتفعة. ولا تسألني عن السبب، لأن لا سبب هناك يقنعني.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 16, 2013 14:15

June 15, 2013

فرص لمزيد من «التصحيح»

يمكن لأكثر من جهاز حكومي الاستفادة من مهلة تصحيح أوضاع العمالة وما بعدها. الفرص كثيرة متى ما توافرت إرادة الإصلاح، والهدف هو ترسيخ احترام الأنظمة واستعادة ما يمكن من الانضباط.

تبرز الفرص الذهبية في استثمار شعور عام بحضور رسمي في الشارع، حضور كان متوارياً ومفقوداً من «الجوازات» و»العمل» في الدرجة الأولى. يمكن هنا تكثيف الحضور من أجهزة أخرى لها حضور ضعيف أو محصور في جزء من المسؤوليات لا جميعها، وهنا اقتراحات في هذا الشأن.

يمكن لإدارة المرور البدء في توسيع دائرة المخالفات سواء من خلال ساهر أو دوريات المرور لتشمل معظم المخالفات المرورية المعروفة في النظام، تلك التي أصبح خرقها أمراً معتاداً في شوارعنا، وأيضاً بالإمكان إزاحة الكثير من سيارات تسير وهي في وضع متهالك، وخطرها يتجاوز أصحابها إلى الآخرين.

أيضاً يمكن لوزارة النقل الغائبة عن المشهد إصلاح «قطاع» الليموزين، بإيقاف دوران سيارات الأجرة في الشوارع، ووضع مواقف خاصة لها مع إمكان الطلب بالهاتف.

الأمانات والبلديات لديها فرص هي الأخرى. حملة لإزاحة السيارات المتوقفة منذ زمن طويل في كثير من الشوارع والأحياء، ولا تعرف ماهية أوضاعها، فلربما تكون مسروقة! أيضاً استعادة الانضباط في الأحياء بالمنع الفعلي لتوزيع إعلانات الأسواق المركزية والمطاعم على أبواب المنازل، وترتيب خدمة توصيل الطلبات للمنازل بما يحفظ خصوصية السكان. هنا أتذكر حملة قامت بها أمانة مدينة الرياض على دراجة «البطة» التي تستخدم للتوصيل. توقفت الحملة فعادت البطة للطيران!

الفرص متناثرة لاستثمار هذه الفترة الذهبية، وكل ما على إدارة أي جهاز حكومي هو التفكير قليلاً في ما يمكن فعله في نطاق مسؤولياتها، بخاصة وأن الإجراءات الخاصة بالتصحيح من الصعب تكرارها.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 15, 2013 15:49

June 14, 2013

الشباب بين الرعاية والاستيعاب

على رغم كل الحديث عن الشباب وأنهم يشكلون أكبر نسبة من فئات المجتمع، لم تستطع رعاية الشباب الخروج من أسر الرياضة وبالتحديد قيد رياضة كرة القدم، وحتى في هذا القيد أسرت نفسها في أندية النخب، الأندية «الممتازة»، ولِمَ لا وهي ممتازة والتميز في مقدمة تطلعاتنا.

ومع هذا التركز والتركيز يتوقع المرء أن كل شيء في عرف الرئاسة العامة لرعاية الشباب هو كرة قدم، أتخيل المكاتب عبارة عن نصف كرة، النصف الأكبر للمدير والأصغر للسكرتير! أما الأرشيف فهو شباك مرمى في حين تتململ الفئة المستهدفة… في المدرجات!

رعاية الشباب إذا أخذنا مفهوم «الرعاية» كما يجب أن يكون فهو أكثر اتساعاً وأعمق من كرة القدم ومن الرياضة بمفهومها المحلي أيضاً، هذه الرحابة والأفق الممتد يحتاجان إلى فكر ورؤية متقدمة، ولم يعد الأمر كما كان في السابق، الآن استقطب الشباب ويستقطبون وهم في منازلهم أو في تجوالهم بجوالاتهم، وإذا أهمل سيجد من يحتضنه ويوجّه من أمكن منه للوجهة التي يريد.

يمكن لرعاية الشباب أن تتغير لتحاول اللحاق بالركب المتسارع ولو متأخرة، لكن هذا لا يحتاج فقط إلى أموال، بل إلى رؤية وإرادة وفريق لا ينحصر اهتمامه بكرة القدم.

وحتى في الأندية الرياضية أهملت الأندية الصغيرة المتناثرة في أرجاء الوطن، ليصبح التعامل معها مثل تعامل الضمان الاجتماعي، سد الرمق، بل إن من ينجح من هذه الأندية ربما يعاقب بشكل غير مباشر، ولنا في نقل مباريات نادي العروبة بالجوف مثال على ذلك، وبدلاً من تعميق فرحة شباب الجوف تم إحباطهم بقرار النقل، السبب المعلن هو الملعب، لكن هذا الميدان هو الذي احتضن نادياً استطاع تحقيق إنجاز، وفي ذلك دروس لأندية لديها الكثير ولم تحقق شيئاً يذكر.

قضية نادي العروبة نموذج هنا على انحصار فكر «رعاية» الشباب وأولوياتها، مع أن واجب الرعاية هو استقطاب كل الشباب بمختلف تطلعاتهم، وهي أشمل من كرة قدم، بل إن فيها ما هو أكثر فائدة للوطن، أليست رعاية الشباب؟ فلماذا تتقوقع في رعاية أندية كرة القدم؟


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 14, 2013 14:47

June 12, 2013

سفيرة الكلاب للنوايا الحسنة

تأملت خبر استقبال الفيليبينيين «الأسطوري» كما نشرت صحيفة «الحياة» نقلاً عن «رويترز»، لكلبة بنت كلب بعد منحها لقب «سفيرة الكلاب للنوايا الحسنة». الكلبة اسمها «كابانج»، وقد استُقبلت في مطار مانيلا الدولي بعد عودتها من رحلة علاجية إلى أميركا استغرقت ثمانية أشهر، ولا أتوقع أنها خضعت لاجتماعات ومزاج أعضاء هيئات طبية هناك للسماح لها بالسفر للعلاج في الخارج.

قبل أن يستعجل القارئ واصفاً هذه المجتمعات بأي وصف سلبي، الكلبة ذات العامين حصلت على اللقب والحفاوة، لكونها ضحت بأنفها وأذنيها لإنقاذ أطفال من حادثة دهس، حينما رأت «كابانج» دراجة نارية مسرعةً تكاد تدهس طفلتين فرمت بنفسها على الدراجة فأصيبت هي ونجت الطفلتان، ولأن الفيليبينيين فيهم وفاء جمعوا لها مالاً وتبرع لها آخرون من أنحاء العالم، إذ تم جمع 27 ألف دولار، ورافقها طبيب بيطري إلى كاليفورنيا.

الشاهد أن الحيوان هنا يحاول أن يعلمنا لعلنا نتعلم منه، لكننا لم نتعلم سوى من الغراب، ففي الوقت الذي يقتل الإنسان أخاه الإنسان، متفنناً في القتل مختاراً أطفالاً ونساءً متذرعاً بأية تبريرات، نرى كلبة تضحِّي بنفسها لإنقاذ طفلتين. لم تكن الكلبة تسعى لكرسي سفيرة الكلاب للنوايا الحسنة، لم يكن الكرسي وارداً لديها، ولم تتقصد التكالب عليه حين قفزت بنفسها أمام الدراجة النارية. أمر آخر دفعها إلى ذلك هو الوفاء، وهو ما يفتقر إليه الإنسان الذي يبحث عن أعذار وتبريرات للإيذاء والاستيلاء، متجاهلاً حقوق الوفاء.

في عالمنا العربي لا تتوافر فرص للكلاب لتكون سفيرة للنوايا الحسنة، مثلها مثل الحمير، هي محتقرة، لأنها وفية في ما يبدو، ومطواعة، وتقدر الجميل، فالغلبة عند العرب للذئاب والأسود والضباع والثعالب، الغلبة للفتك والولوغ في الدماء مع التفنن في ذلك، بشعارات مزيفة، توهم بنوايا حسنة كاذبة.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 12, 2013 15:39

June 11, 2013

جوازات وأحوال… تنشد عن الحال!

انتشر مقطع مصوّر على الـ«يوتيوب» لشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وجد أن موقف سيارة مخصصاً لهم في إدارة الجوازات احتله أحد موظفيها!

وكلما جاء ذكر إدارة الجوازات وخدماتها للجمهور، تذكرت طيب الذكر الفريق أسعد عبدالكريم. استطاع هذا الرجل حين كان مديراً لها الارتقاء بخدماتها إلى سقف مختلف تلك الفترة، طوّر المكان والموظفين، وانعكس هذا على الأداء، الواقع الذي أشاهده أن خدمات الجوازات للجمهور، خصوصاً ما يتعلق بجوازات السعوديين وقفت عند تلك اللحظة لتبدأ في الانخفاض، وإذا أردت مصداقاً لكلامي، انظر إلى مبناها الرئيس في الرياض، جزء كبير من مساحة المبنى مهمل لا هو بالمواقف ولا هو بالمكاتب، شيء لا يمكن تصنيفه، ويضطر المراجع العادي الراجل إلى الدخول من بوابة «ذوي الاحتياجات الخاصة»، كونها على الشارع الرئيس، وكأن الإدارة تقول لنا كلكم من ذوي الاحتياجات الخاصة من دون خصوصية، الباب الآخر «الرئيس كما يفترض» في الشارع الفرعي، ومدخله يعطيك نبذة عن داخله، أما إذا كنت «تعرف أحداً» ولو عامل بوفيه، فربما يدخلك من باب صغير من دون لف وطواف. في الداخل بقي أسلوب الأرقام على حاله أيام أسعد عبدالكريم، عند استقبال الطلبات، مع تزايد عدد المراجعين مقارنة بالموظفين، أما عند تسلم الجواز، فهو على الطريقة القديمة «السرا عند مين؟».

أيضاً يمكنك الالتفات إلى خدمات الجوازات الخاصة بالمواطنين مقارنة بخدماتها للمقيمين من حيث السهولة والتيسير و«الإلكترونية» لتعرف الفرق! انظر كيف ترك رجل بصمته وما زال الكثير يذكره بالخير ويدعو له.

أما الأحوال المدنية، فيشوب تحسن خدمة وتوسع منافذ لإصدار الوثائق شوائب، منها أمر عجيب أن هناك تردداً في إصدار دفتر عائلة للزوجة المطلقة وأبنائها، معاناة هذه الأسر مع المستشفيات والسفر والإقامة لعدم توافر دفتر مستقل معروفة ولا تحتاج إلا لقرار سريع يتجاوز تردد بيروقراطية.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 11, 2013 14:27

June 10, 2013

أبو جهل يستمتع بالتقنية

أزعم أن الحساسات المثبتة في السيارات هي أكثر إحساساً من بعض بني البشر، أكثر رهافة واحتراماً لحيز المكان، أكثر تقديراً لحقوق الآخرين. وهي لمن لا يعرفها مجسات استشعار صغيرة تقوم بمهمة التحذير عند الاقتراب من جسم ثابت أو متحرك.

بالطبع نحن لم نصنع هذه الحساسات، لذلك من «المفهوم» أن بعضنا لا يصل إلى إحساسها ولا سرعة استجابتها وجاهزيتها، لكن هذا لا يعني القبول بتفشي سلوكيات سلبية.

وبعيداً من المركبة والمركبات وأيضاً «دفر» المشاة، في ما يفترض يمتاز الكاتب بحساسات تدفعه للتنبيه عن أخطار وظواهر بكشفها والبحث عن حلول لها، وفي الكشف والتشخيص مقدمة وتهيئة لسبل الإصلاح، والدافع هنا هو الحب ثم الحب، والمنشود هو سد الشقوق والبناء على أفضل ما تم بأفضل منه لخير الجميع. وحين يأتي من يستغل اسم الكاتب في نصوص يزورها واضعاً إياها على وسائل الاتصال والتطبيقات فهو يخطئ في حق الكاتب والمجتمع، وكلما كان «النص» مثيراً انتشر أكثر، وعلى الكاتب النفي ثم النفي، وتجاوز الأمر نصوص مقالات محرفة ومجتزأة إلى مقاطع مصورة، مثل ما انتشر عن سجين سعودي في أميركا أنه وصل إلى الوطن ويقوم بواجب السلام على والدته، ونحن تابعنا قبل أيام رفض المحكمة هناك قبول الاستئناف. انظر إلى أثر هذا على أسرته ومعاناتهم.

أنا متأكد أن من يزوّر نصوصاً أو مقاطع ويضع عليها تعليقاً من عنده «كائن» بلا إحساس، وأشك أن لديه دماً، وأتمنى ألا يتبرع لأحد، لأنه سينقل مرضاً يعاني منه لآخرين. فهو من ذوات الدم البارد.

ومهما بلغ بالفرد الاحتقان والإحباط لا يصح له التزييف والتزوير بأسماء آخرين، كل السلبيات التي نراها من حولنا لا يمكن أن تعمينا عن الإيجابيات الكثيرة، أيضاً لا يمكن للأخيرة أن تحد من تطلعاتنا وطموحاتنا للأفضل.

ومثل جماعة «تبي ينلحس مخك» على «تويتر»، وهي جماعة غريبة تريد أكل المخ والسيطرة عليه، هناك جماعة «دبل الكبد» وإعادة إنتاج الأوجاع بعد تطويرها وبث روح الحياة الافتراضية فيها، تستخدم هذه الجماعة أسماء كتاب – الموقع أدناه من بينها – في نشر نصوص مزيفة بأسمائهم، تتنقل هذه النصوص لترد على إثرها اتصالات واستفسارات بكل وسائل الاتصال المعروفة، هل صحيح؟ معقولة؟ ولا أقول سوى حسبي الله على المتسبب. هذا هو أبو جهل حين تقع في يده أجهزة تفوق بكثير مستواه.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 10, 2013 19:39

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.