عبدالعزيز السويد's Blog, page 136
October 13, 2013
تنظيم الحج وإدارة الحشود
ملاحقة «حملات الوهم الحجية» أو حملات الحج الوهمية أمر مريح يزيد من حال الاطمئنان على فاعلية الأجهزة الرسمية، ولن يتحقق الردع الحازم لمثل هذا النصب والاحتيال إلا بإعلان أسماء من يقف وراءها والتشهير بهم، وللحصول على الفائدة الأكبر يجب كشف أساليب هذه الحملات الوهمية في الإيقاع بالضحايا قبل وقت باكر من بداية اتجاه الجمهور إلى أداء فريضة الحج.
لاشك في أن الواقع الحالي أفضل من السابق، والتطلع لأن يتحسن أكثر حتى لا يتمكن نصاب أو محتال – بأي لباس ظهر للناس فيه – من النجاح في ممارساته.
الحج بحاجة إلى تنظيم، ومنه محاصرة أعداد المخالفين، لذلك لم أفهم سبب ارتفاع بعض الأصوات ضدّ هذا التوجه، مع الأخذ في عين الاعتبار بعنصر رئيس هنا وهو العدالة في التطبيق على الجميع، بمعنى عدم الاستثناءات.
وفي كل موسم حج يتصاعد الحديث عن تجربة إدارة الحشود، ولاشك
في أن هناك تجربة متراكمة في إدارة الحشود من بشر ومركبات.
ما نريد ونتطلع إليه أن تنعكس هذه التجربة إيجابياً على إدارة الحشود والمركبات في الداخل، ويفترض هنا أن نكون من أنجح دول العالم في إدارة الازدحام.
October 11, 2013
سليمان الحميّد كسر القاعدة
بعد ترك المنصب لا يرغب المسؤول في الحديث عن الشأن العام، خصوصاً ما يتعلق بنطاق عمله السابق، يمكن القول إن الغالبية العظمى من هذه الشريحة ملتزمة بهذه «السنة»!
من النادر أن تقرأ كتاباً أو تصريحات لمسؤول سابق عمّا حدث وكيف ولماذا؟
99 في المئة يفضلون الصمت سواء أكان الخروج إلى موقع آخر أم للبزنس والتقاعد، يمكن لك وضع ما تشاء من أسباب، منها أن بعضهم يتمنى ألا يتحدث أحد عمّا فعل؟!
المحصّلة أننا لا نعلم كثيراً مما دار وكيف حصل؟ تضيع علينا فرص إعادة التقييم ثم التقويم في وقتها المناسب.
محافظ التأمينات السابق سليمان الحميّـد كسر هذه القاعدة، في مجلس الشورى وضع خطوطاً حمراء «بقلم مسؤول سابق» على أرقام وزارة العمل في «زيادة توطين الوظائف»، وحذّر من التوظيف الوهمي، كأنه يتساءل إلى أين سيقودنا «نطاقات» و«حافز».
لا يمكن إنكار جهود وزارة العمل في تحريك الراكد، أيضاً لا يجب أن يعمي هذا أبصارنا عن تقييم التجربة قبل فوات الأوان، وحتى لا تظهر لنا أحلام مدن اقتصادية أخرى، أو أرقام استثمارات أجنبية وريادية تنافسية كما تغنّت كثيراً الهيئة العامة للاستثمار في فترتها السابقة.
كان من الممكن لسليمان الحميّـد أن يفعل مثل غيره، يصمت كما صمت آخرون على واقع «ملمع إعلامياً» اكتشفنا بعد سنوات طول أخطاء وانحراف مسارات فيه، ومن الذي سيعاتبه على ذلك بقدر ما يتوقع من عتاب بعد مداخلته الشوروية، لكنه فضّل رفع الصوت وهو مما يحسب له، والمسؤولية الآن على الجهات الرقابية، التوطين الوهمي حقيقة نعرفها جيداً ويعرفها رجال أعمال صغار وكبار، الصمت والمداراة عنها يزيدان من تضخم مشكلة قد تستعصي على الحل مستقبلاً.
October 9, 2013
لماذا لا يطير الوزير إلى «تبوك»؟
لو كنتُ وزيراً للتربية والتعليم لطرت إلى تبوك احتفاءً بطالب المرحلة الابتدائية إياد سالم البلوي، الذي كرمته مدرسته ابن زيدون الابتدائية.
أما سبب التكريم فهو أن إياد خدم زميله المعوق صولان مجرشي طوال الأعوام الثلاثة.
وبحسب صحيفة «المدينة» التي أوردت الخبر أجاب الطفل إياد على سؤال عن السبب بقوله: «إن هذه خدمة يقدمها صاحب لصاحبه».
في العلاقات والصداقات ليس هناك أجمل من صداقات الأطفال في المراحل الدراسية الأولى، يبدأ جمال تلك العلاقات في التلاشي رويداً رويداً، كلما انتقل الطالب إلى مرحلة أعلى، ثم يصبح شيئاً آخر له اسم آخر وطعم آخر في الوظيفة إلا من رحم الله.
الطفل إياد كان يحمل حقيبة زميله المعوق ويتولى تحريك كرسيه ويستجيب لحاجاته لمدة ثلاثة أعوام من الزمالة، إدارة المدرسة كرمته مشكورةً، لكن هذا لا يكفي، فيجب على الوزارة أن تكرمه على مستوى الوطن.
أستغرب كيف تلهو الوزارة عن صور إيجابية رائعة مثل هذه الصورة ؟! ، في ما هي لاهية ؟ لستُ أعلم.
الطفل التلميذ من حيث لا يدري تحول إلى معلم ومربٍّ بشهادة التعامل الصادق والمتجرد، وهو في ما يخص التعامل مع المعوقين يعلّم وزارة مثل «الشؤون الاجتماعية» درساً بليغاً، وفي مجال التربية يقدم درساً أبلغ لوزارة التربية والتعليم، وهو أيضاً قدم لنا أملاً مضيئاً مبهجاً للمستقبل.
October 8, 2013
«المزاين».. من البعارين إلى الدجاج!
أرجو الرأفة بأصحاب «مزاين» الدجاج، النقد لـ«مزاينهم» جاء من كل حدب وصوب، وتلوّن بالتهكم والقسوة، حتى إن استشارياً في الطب النفسي وصف بعضهم بالمجانين، وهو ما لم يحدث عند بروز ظاهرة «مزاين» الإبل، فلربما أن فارق الحجم بين الناقة والدجاجة له دور في ذلك.
حتى في الحيوانات هناك «طبقية»!
والمتخصص في الطب النفسي – بحسب ما أراه صواباً وأكثر انسجاماً مع التخصص – لا بد من أن يكون حذراً عند التشخيص العلني!
أعتمد على ما نشرته صحيفة «الجزيرة» – إضافة الى التشخيص السابق – إذ قال استشاري الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي: «إن الجزيرة العربية لديها موروث الفخر بالإبل والخيل وليس الدجاج»، وأعتقد أن «أُس» المشكلة وجذر العلة يكمن في مسألة الفخر والتفاخر والمباهاة بغرض الصدارة والشهرة لا غير، سواء أكان بناقة نجيبة أم بسيارة فخمة أو دجاجة… لا فرق عندي.
وأول ما بدأت ظاهرة مزاين الإبل بالسباقات، ثم برز التفاخر وارتفعت الأسعار لتصبح هدفاً لطلاب الشهرة والاحتكاك بطبقات أعلى اجتماعياً أو مالياً، حتى قال البعض إنه مفتون بها، ثم تطور الأمر إلى تنافس قبلي، وكل هذا قاد إلى مظاهر إسراف وبذخ ممقوت. لاحقاً تقدمت «المزاين» خطوة أخرى إلى ما قيل عنه إنه شبهات «غسل أموال».
ومن الأسباب في رأيي المتواضع أن هذه الفعاليات – إن جاز التعبير – لم تتم إدارتها بالشكل الصحيح، فلا وضوح في الأهداف ولا استثمار للاتجاه، إذ تركت «رسمياً» ليتم التعامل معها كـ«حراج».
على سبيل المثال، كان من المؤمل أن تنتج وترسخ ظاهرة «مزاين الإبل» ثقافة إنتاجية، تعمق العلم بالأمراض السارية وسبل مواجهتها لتحسين إنتاج اللحوم والحليب مع تخفيف كلفة الأعلاف، وكان من الممكن استغلالها لخفض عدد حوادث المرور التي تسببها الإبل، إنها – ويا للأسف – لم تنتج حتى استثماراً جيداً لحليب النوق! وسبب ذلك عدم وجود إدارة رسمية لها أهداف واضحة تجيّر إيجابياً أية اتجاهات أو هوايات، ولذلك انحصر الأمر في التفاخر وجوائز «اللاندكروز» بمثبت سرعة أو من دون!
الأمر عينه ينطبق على الدجاج المسكين.
October 7, 2013
أمانة الرياض أم أمانة استوكهولم؟
لا خلاف أن في مجتمعنا نسبة كبيرة من غير المنضبطين، أولئك الذين لا يمكن الركون إلى أمانتهم، خصوصاً على الممتلكات العامة، هذا من البديهيات! ولو قدر لمثل هؤلاء التوغل وتجاوز أسوار ممتلكات خاصة، لاجتهدوا في التخريب والتحطيم و«زراعة» النفايات.
ومكثت فترة أمر كل يوم في الصباح الباكر من جسر يطل على حديقة صغيرة في الرياض، ثم أصبحت إذا نسيت في أي يوم نحن، أتذكر صورة الحديقة ذلك الصباح، فإذا كانت في غاية الوساخة والقذارة، عرفت أنه أول يوم عمل في الأسبوع. القصد أننا نعرف واقعنا، وأكثر من تعلم به جهات تتعامل معه يومياً ولم تستطع تغييره، على رغم أن ذلك من الممكن.
التلفيات التي حدثت في متنزه الملك عبدالله الجديد هي بلا شك مسؤولية من اقترفها، لكن هذا لا يعفي المسؤول في أمانة مدينة الرياض من المسؤولية، بل هي في المقام الأول، فهل انتقلت أمانة مدينة استوكهولم إلى الرياض فجأة، لتتوقع أن مرتادي وزوار المواقع العامة في عاصمتنا المزدحمة سيكونون على أعلى مستوى مسؤولية ورقي؟ أليست أمانة الرياض أدرى بما يفعل بعض من سكانها، وهو بعض كثير وسيزداد أكثر إذا لم تكن هناك إدارة وحراسة لكل مشروع وعقوبات معلنة لمن يتجاوز على ممتلكات عامة؟
وفي «تويتر» يرد بعض الإخوة قائلين: «في الدول المتقدمة كذا، ومن قال إننا من هذه الدول؟»، ويضيف آخرون: «جماعتنا حينما يسافرون لا يتعاملون بمثل هذه الطريقة.. إلخ»، حسناً ما الفرق يا ترى سوى أن هناك أنظمة وقوانين وإدارة تعتني بها وتحرسها وتقف على كل كبيرة وصغيرة من تجاوز قد يحدث؟ في الدول المتقدمة تحول هذا إلى ثقافة لدى الفرد بفعل تراكم تجربة وزمن من الانضباط بالقوانين، ولو لم يحرس ويدر من جهات مسؤولة لتلاشى، وانظر إلى حال هذه المجتمعات «المتقدمة» حين تقع حادثة كبيرة مثل انقطاع كهرباء واسع التأثير، وكيف تتحطم ثقافة بفعل فئات شغب وتخلف تنهب ما تصل أيديها إليه، لأن «الإدارة» مشغولة بحدث أكبر.
October 6, 2013
«على غرار» يكفينا «على غرار»!
وصلنا خير من القضاء الأميركي، حينما صادق على إجراء يلزم شركة تويوتا العالمية بتركيب نظام التوقف الذكي لسياراتها في أميركا، وزارة التجارة استثمرت ذلك لمصلحة مستخدمي هذه السيارات في السعودية، وقالت في بيان لها إن هذا «على غرار ما اتخذته الشركة اليابانية في الولايات المتحدة الأميركية أخيراً».
ولو تتبعنا وألزمنا تجاراً بما يصدر في الدول المتقدمة من قضايا تهم المستهلكين وعلى غرار ما تطبقه هي، لحقّقنا الكثير من الإيجابيات لمصلحة المستهلك ولمصلحة الاقتصاد والوطن.
الخير من أحكام قضاء وتجارب مفيدة من هنا وهناك موجود ومتوافر، لكن حواجز وسدوداً منعت وصول خيره إلينا وإلى دول ومجتمعات مثلنا يستبد بها الاحتكار والنفوذ.
لا يقلل هذا من مبادرة وزارة التجارة لإلزام شركة تويوتا العالمية بتركيب نظام التوقف الذكي، قبل هذه الوزارة أو بالأصح الوزير وفريقه العامل معه، كانت هناك أحكام وإجراءات وتجارب في دول متقدمة ضد شركات ومنتجات لم يلتفت إليها أحد، وكما يمثل لنا هذا النموذج صحوة في الاهتمام بحقوق المستهلك، فهو يقدم أيضاً صورة لغير «التجارة» من وزارات وهيئات لم تستطع «أو ترغب» في الارتقاء بعملها للمصلحة العامة، قنعت بالانزواء في ركن قصي عن اهتمامات الناس، فلا يصدر عنها سوى تصريحات هلامية مع الاجتهاد في توقيع العقود.
ثم إن تطبيق هذه الخطوة الإيجابية من وزارة التجارة هو عين الاستفادة من «تجارب الدول المتقدمة»، هذه هي الاستفادة الحقيقية، لا فرقعات إعلامية يستغلها البعض أحياناً عند الحديث عن التطور والتقدم.
ومن المفيد أن نعود إلى الوراء قليلاً، لنرى كيف تم التعامل مع حوادث حصلت لسائقي سيارات في بلادنا لأسباب مثل هذا الخلل، لنرى كيف يمكن تغييب القضايا، إن المقارنة بما تم فعله واتخاذه هنا في ذلك الحين وما تم هناك في أميركا واحد من شواهد المسافات الحضارية التي تفصلنا عن العالم الأول. يكفينا «على غرار»، بشرط ألا يكون «على غرار» دول قابعة في ذيل قائمة دول العالم.
October 5, 2013
إصحاح أم صحصحة البلديات؟
لا يجوز أن تصبح أجهزة رسمية معول هدم للبيئة، كنا نطالبها بحماية البيئة وتنميتها، لكن أن تتحول أجهزة حكومية إلى عنصر رئيس في هدم البيئة أو تلويثها فهذا من غير المعقول! في حال مثل هذه لا نستطيع فتح ملفات شركات القطاع الخاص. القاضي هنا ليس راضياً وحسب، بل مشاركاً وصاحب أولوية! الأخبار قالت إن أمانة المنطقة الشرقية سمحت بردم مساحة تقدر بمليوني متر مربع في مخطط الجامعيين على شاطئ بجزيرة تاروت، ونشرت صحيفة «الحياة» نداءات للمهتمين بالبيئة وأعضاء لجان غرف ومعنيين بالصيد.
القضية قديمة وشكّلت لها لجنة خماسية بحسب ما نشرته «الحياة»، لكن أمانة المنطقة الشرقية تفردت بقرار السماح بالردم.
وخلال الأعوام الماضية كنا نتابع نشاطات لـ«أرامكو» لإعادة غرس شجر المنغروف يبدو أنه في مكان آخر تقع عليه شروط أخرى.
بإمكان «أمانة الشرقية» التعويض بمواقع أخرى، وستصل الفائدة من حماية البيئة حتى مخطط الجامعيين لو تغير موقعه.
ومربط الفرس.. ما هو دور البلديات – وزارة وأمانات – إذا لم يكن حماية البيئة، وكل ما يذكر ويعلن عنه في برنامج «الإصحاح البيئي» لا يشمل حماية البيئة الطبيعية أساساً ولا قيمة له تذكر! وزارة البلديات وأماناتها بحاجة إلى صحصحة بيئية وإدارية، وتوحيد الرؤية الحكومية نحو الإصحاح البيئي في غاية الأهمية.
October 4, 2013
الدابة والسيارة
أصبح يوم السبت أقل ازدحاماً بعد ما تحول إلى إجازة، تخيل لو صارت كل أيام الأسبوع بمثل انسيابية حركة المرور صباح السبت، حلم جميل ورائق.
وأكتب عن الحالة المرورية بين فترة وأخرى، قبل أن تتأزم بوضعها الراهن، كانت الكتابة – ولا تزال – تأتي من باب الأمل و… «لعل وعسى ويمكن وربما»، ومع وسائل الاتصال الاجتماعي أصبح بالإمكان متابعة الحالة المرورية «لحظياً» في أكثر من مدينة لنعلم أنها حالة عامة إنما مع فروقات.
أصدقاء في وسائل الاتصال يصرون على أن مدينتهم أكثر ازدحاماً، بصراحة أنا في حيرة هل الرياض أكثر ازدحاماً من جدة أم أن العروس «السابقة» للبحر الأحمر مزدحمة أكثر؟، يستحق الأمر فعالية تنافسية مهرجانات وألعاب نارية… لنرى من يتربع على موقع الصدارة. جهاز المرور في جانب من واقعه هو ضحية لتخطيط الشوارع، بمعنى أنه مكلف بإدارة الحركة في حين أن الطريق ينشأ من أجهزة أخرى ولا يعلم حدود مشاركة جهاز المرور نفسه في هذا الجانب وإن كنت أتوقع أنها ضئيلة!
وعلى سبيل المثال في الرياض جرت أعمال «تحسينات» في طرق عدة، وأبرز ظواهر هذه «التحسينات» تكمن في تضييق المسارات، من المخارج والمداخل إلى التقاطعات عند الإشارات، ولا أعلم الأسباب لكن النتيجة «كركبة» في أوقات الذروة وغير الذروة، في بعض النقاط يجب أن تدخل السيارة «على جنب» إن أمكنك ذلك مع قيادة مستهترة معروفة ومتفشية.
المرور له الدور الرئيس والمفصلي في تيسير الحركة ومنع الاختناقات، هذا لا يقلل من دور السائقين، كل يوم أتأكد أكثر أن البعض منا يتعامل مع السيارة تعامل راكب الدابة في أسلوب القيادة.
عزيزي السائق، هناك فرق بين السيارة والدابة، الأخيرة لها حواس وخبرة في الطريق، أما السيارة فهي مرهونة بحواسك وخبرتك أنت! فلا تنسَ استخدام حواسك والأهم منها عدم طغيان حساسيتك على إحساسك تجاه الآخرين.
October 2, 2013
مساواة الطيور بالغزلان
بالله عليكم ماذا في طير «الدخل»؟، طير صغير جداً لا يكاد يرى بالعين المجردة، «الفشقة» أكبر منه. أجمل ما في هذا الطائر التمتع برؤيته وهو يتقافز برشاقة وسط أغصان شجر السدر، لكن هواة الصيد لا يتركون طيراً أو زاحفاً إلا رموه. والصور التي تظهر بين فترة وأخرى «قديمة أو جديدة» عن كم كبير من الطيور يتفاخر بها الصياد مزعجة، لم يبقَ إلا أن يضع الصياد رجله على رأس عصفور من طيور الدخل كما كان هواة صيد الحيوانات المتوحشة من الأوروبيين يفعلون في أفريقيا وهو يبتسم. ويفترض بجماعتنا من الصيادين تحنيط رؤوس عصافير «الدخل» وصنع لوحات منها توضع في مجالس منازلهم. أليس التصوير غرضه التفاخر!؟
وفيما أطلق عليه «مذبحة غزلان بني معارض» صدر حكم في حق ثلاثة صيادين بالسجن شهرين لكل واحد منهم مع غرامة 10 آلاف ريال ومصادرة السلاح والسيارة. وأنا أطالب بمساواة الطيور بالغزلان، لنبدأ بالعصافير حتى ولو كانت تسبح في الفضاء من دون حماية أو محمية رسمية، ويمكننا وضع برنامج مثل «حافز» نطلق عليه اسم «طائر» أو «داخل» اشتقاقاً من طيور «الدخل»، يحدد فيه نصيب الفرد من أسراب الطيور المهاجرة على اعتبار أنها من الثروات القابلة للنضوب، شرط أن يتم التحقق من كل استهلاك المستفيد «من الطيور» سنوياً، كما حدث في «حافز».
هيئة حماية الحياة الفطرية في تصريح حول قضية الغزلان، قالت إنها «تعوّل على وعي المواطن»، تمنيت لو استخدمت كلمة أخرى غير «تعوّل»، لأنها تذكر بالوعول.
September 30, 2013
مغذيات الشد والجذب
المفصل «الغائب» في قضايا تحتل واجهة الاهتمام والإعلام هو شح المعلومات الرسمية مع بطء وتأخر في نشر الجديد منها، ولا تختلف قضية مؤلمة أريقت فيها الدماء مثل مطاردة أفراد الهيئة التي توفي فيها شاب جراء سقوط سيارته من أعلى النفق، ونقل شقيقه إلى العناية المركزة، لا تختلف عن قضايا مشابهة في عدم تقديم المعلومات للرأي العام في وقت باكر، وإن كان هناك من يستثمر الوقت في ذلك فهو يخطئ!
المسألة لا تنحصر في النتائج النهائية للتحقيقات فقط، فهي قد تحتاج بعض الوقت، لكن هذا لا يقلل من قيمة إعلان تطور نتائج التحقيقات أولاً بأول، فهذا مما يخفف فرص التجاذبات المتبادلة وشحن النفوس، فيتحول الأمر إلى جدل تضيع حقوق الإنسان فيه، وهو وإن تمّ من فئات محدودة، فلا شك في أن أثره سينسحب على العموم.
تتراجع قيمة المعلومات الرسمية حين يتأخر نشرها، ويضعف أثرها ولا تبقى في الذاكرة إلا روابط ضعف الاهتمام بقيمة الإنسان، والأصل رفع قيمة حقوق الإنسان والتزام جهات الضبط الرسمية بها، فهي وأفرادها أولى بالتطبيق لأنها لا تمثل أشخاصها بل تمثل جهازاً رسمياً وفق القانون الذي وضع للحماية أساساً، لا للترويع أو فتح المجال لسوء استغلال السلطة، وفي المشهد نفسه – أي قضية تعامل الأجهزة الرسمية مع الإنسان – يبرز المقطع الذي انتشر عن رجال أمن قيل إنهم من شرطة تبوك يصعق أحدهم مواطناً بصاعق كهربائي على رغم أن الأخير ملقى على الأرض، ولا يعرف تاريخ أو ملابسات المقطع، وأين وممن وقع، إلا أن التجاوز فيه واضح بزي رسمي.
وسوء استخدام السلطة وشخصنة الأمور عند أي احتكاك حقيقة واقعة، وهو من الفساد الذي تجب مواجهته من دون تردد ومن دون أن تجرفنا عواطف أو تجاذبات هنا أو هناك، أما ما يخص «هيئة الأمر بالمعروف» فالمفترض – البسيط والصعب في آن معاً – إعلان نظام واضح لا لبس فيه لحدود صلاحيات أفرادها في مقابل حقوق أفراد المجتمع، مع ضرورة تمييزهم عن غيرهم من المدنيين بزي أو لباس.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

