دلع المفتي's Blog: لكلٍ هويته, page 6

November 20, 2014

سرقتم فرحتي...!

بعد ثلاث سنوات من الجهد والتعب والتوتر والقلق، أنجزت روايتي «رائحة التانغو»، وأرسلتها لدار النشر. لم تكن الرحلة سهلة، فعندما هاجمني السرطان، توقفت عن الكتابة وأهملت أوراقي وقلمي، واعتقدت أني لن أعود إليها ثانية. تمكن مني اليأس لشهور فقط، لكن بعد اجتياز صدمات التشخيص، وبعدها تعب العلاج، عدت إليها وكلي تصميم على أن تكون روايتي فرحتي ورمزاً لانتصاري على المرض.

ضغطت على نفسي وعلى دار النشر كي تكون الرواية جاهزة للمشاركة في معرض الكويت للكتاب. وبالفعل وصلت الرواية إلى أرض المعارض، بعد مبيتها لمدة شهر كامل في لجنة الرقابة في وزارة الإعلام، وقبل يوم واحد من افتتاح المعرض، وصلني خبر منعها من التداول.

«رائحة التانغو» ليست رواية تكفيرية، ولا هي إباحية، ولا هي طائفية ولا عنصرية، ولا تحض على الفتنة ولا تزرع الفرقة، بل على العكس تماماً هي رواية مجتمع بكل محاسنه ومساوئه من خلال امرأة. بل وأقول إن معظم ما ورد في الرواية أكتبه انا وغيري من الكتاب في مقالاتنا الصحافية في كل الصحف الكويتية يوميا، بل ما جاء فيها نشاهده يوميا في المسلسلات الخليجية والعربية على شاشاتنا، وإن أردنا الصدق بعض المسلسلات والأفلام تعرض أمورا أكثر جرأة وتحررا مما ورد في الرواية. لكنه مقص الرقيب!

لا أدري ما هي المعايير التي يضعها الرقيب حين يقرر فسح أو منع كتاب في الكويت، ولا أعرف أسباب منع روايتي، لكني أريد أن أفهم كيف يسمحون بأسوأ أنواع الكتابة والتي تسمى مجازا «أدب»، وهي في الحقيقة ليس لها علاقة بالأدب، وتعدّ على الكتابة؟ كيف يسمحون بكتب تؤجج الطائفية والعنصرية، في وقت مصيبتنا الأكبر هي الطائفية؟ كيف يسمحون بكتب السحر والشعوذة؟ ويمنعون رواية من صنع الخيال؟!

عن ماذا تريدوننا أن نكتب؟ هل نكذب على أنفسنا، نغطي عيوبنا بأيدينا ونكتب عن يوتوبيا المدينة الفاضلة التي تريدون أن تقنعونا أننا نعيشها؟ هل نكتب عن عصور أخرى، وبلدان أخرى ومجتمعات أخرى، لننفذ بكتاباتنا؟ يستطيع الكويتيون أن يكتبوا عن مصر، سوريا، الفلبين، تومباكتو.. بكل حرية، لكن ليس عن بلدهم. فالرقابة ستكون أكثر تسامحاً طالما يكون الموضوع عن مجتمع آخر وبلد آخر. فهل لو كانت احداث روايتي نفسها حصلت في بيروت أو جدة أو دبي، لكانت فسحت؟ بالطبع نعم، بدليل الروايات المصفوفة على رفوف المكتبات الكويتية والتي تحتوي على أضعاف ما حوته روايتي من أفكار، لكنها بما أنها «بلاد برا».. فلا بأس.

روايتي ليست الوحيدة التي طالها مقص الرقيب هذا العام، وما أنا إلا واحدة من سلسلة كتّاب مقهورين على تعبهم وإنجازهم وإبداعهم. صحيح أنه تم الاحتفاء برائحة التانغو في معرض الشارقة للكتاب، حيث كانت الأكثر مبيعا لأيام في جناح مدارك، وصحيح أني سعدت بلقاء كثير من القراء والتوقيع على كثير من النسخ، لكن أي احتفال لا يعادل احتفاء المرء في أرضه بين أهله وناسه.

لقد سرقتم فرحتي في بلدي وبين أصدقائي وقرائي وخيبتم أملي، لكني أعدكم بأني سأحتفل بإنجازي وبروايتي وبانتصاري في الدوحة وأبو ظبي، وبيروت والقاهرة.. وأيضا في الرياض.

دلع المفتي
20\11\2014
http://www.alqabas.com.kw/node/913463
 •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on November 20, 2014 06:03

November 18, 2014

خير جليس - توقيع

«رائحة التانغو»
«كانت المرارة تملأ روحها وتغص بها مع كل حرف منه، كان الصمت دليلها على أنه لن ينزع قلبه الصخرة ولن يتحسس حزنها يوما، لذا آثرت ألا ترد، وماذا ترد على إنسان لم يظل منه غير اسمه بعد أن نزع الرحمة من قلبه؟ ماذا تقول لإنسان لا يشم معها رائحة الدم المحروق عبر هذه الشاشة اللعينة».. هكذا تقول زهرة بطلة «رائحة التانغو» الرواية الصادرة أخيرا للكاتبة دلع المفتي عن دار مدارك، واحتضن معرض الشارقة للكتاب حفل توقيعها الأول الذي حضره عدد كبير من المتابعين ورواد المعرض.

من خلال «الراوي العليم» تسرد الرواية تفاصيل حياة ممزقة تعيشها زهرة في مواجهة أنانية الزوج وجفائه، المرتبط في الوقت نفسه بشبهات الفساد، وهو ما ينعكس حتى على تعاطفه وآرائه فيما كانت تشهده الخريطة العربية، خصوصا في سوريا، من صراع دام راح ضحيته المطالبون بالحرية. يمتد مشهد الرواية جامعا بين الخاص والعام، امرأة لطمها الجفاء والقسوة، ورجل أفضت به الأنانية والفساد إلى بلادة الحس.

تكشف الرواية عن جوانب اختلطت فيها الثورات بالانتهازيين «لم يعجبها وجود اسم جمعية خيرية في معرض الاطفال، فأخبار الاختلاسات وسرقة أموال الاعانات تملأ الصحف» باسم الدين والطائفة تتم المزايدة على قضية الشعب السوري. لكن الرواية لا تكاد تنتهي دون أن تحمل مفاجأة، حيث ينقلب السرد حاملا صوت البطلة متحدثة عن نفسها مشككة في الرواية «لا أحد يمكنه فتح صناديق أسرار غير الكاملة، فمهما كان عارفا بي لن يستطيع أن يخبركم عني كما سأفعل أنا». «رائحة التانغو» هي الرواية الثانية للكاتبة، ومن المنتظر أن تتوافر في معرض الكويت للكتاب الذي يفتتح صباح الغد.

م . ن
http://www.alqabas.com.kw/node/912672
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 18, 2014 00:25

November 15, 2014

لم يعد يهمني شيء!

فجأة.. لم يعد يهمني شيء.
لم تعد تهمني أخبار السياسيين في عالمنا العربي.
لم تعد تهمني نشرات الأخبار.
لم يعد يهمني أن انتقي لابني عروسا أقل منه جمالاً.
ولم يعد يهمني إن طلعت الطبخة جيدة أم لا.
ولم يعد يهمني عدد الوحدات الحرارية في الطبق الذي أمامي.
لم تعد تهمني قراءة مقالات كتّابي المفضلين.
ولم تعد تهمني رسائل الشتائم والإهانات التي تصلني على الايميل، ولا عبارات التكفير والتحقير التي تصلني عبر تويتر.
ولم يعد يهمني أن تستمر تلك «الصديقة» في الحديث عني بالسوء.
ولم يعد يهمني توصيف الآخرين لي.
ولم يعد يهمني ما يقولونه عني.
فجأة، وبكل سطحية وتسخيف للأمر، لم يعد يهمني الا ان كنت سأخسر شعري أم لا.

دلع المفتي


القبس وفي مساحة الكاتبة الأسبوعية وفي ومرحلة غيابها بسبب المرض، تنشر ما يلي:-


في هذه الأثناء تجري الزميلة دلع المفتي أصعب مواجهة مع المرض الجبار الذي داهمها أخيراً، حيث تجري الآن عملية غاية في الحرج في بيروت، ولأن زاويتها هذه لم تغلق إلا في «الشديد القوي»، كما يُقال، حينما كانت تغادرنا إلى معسكرات اللاجئين في الأردن وتركيا، وعندما تنقل شحنات التبرعات التي كانت تجمعها شخصياً في بيتها الذي تحول إلى «ثكنة خير»، ولأنها خرجت من المستشفى قبل أول عملية، لتضع لمساتها المعروفة على سوق خيرية مخصصة للاجئين السوريين، ومن ثم عادت لتجري أصعب وأشقى العمليات، ولأنها المواظبة والمثابرة والملتزمة في أن تكون زاويتها موجودة وحرة بكلمتها وصدقها، نقول لها: لن نتركك هذه المرة وحيدة يا أم الفهود، وستبقى زاويتك مضيئة لنا ولقرائك لغاية الشفاء الكامل بإذن الله.
المقطع أعلاه، من نصوص الزميلة دلع المفتي الأخيرة التي خاطبت فيها نفسها والقراء، والذي يعبر عن رغبتها البسيطة في الحياة، في أن تبقى محافظة على «شعرها» وألا تجور عليه كيماويات الزمن ونوويات الدنيا.. كما أبلغتنا في نصها الذائع الصيت «عزيزي السرطان» برغبات إنسانية غاية في العدل والحق والبساطة، في أن ترى تخرج ابنتها في الجامعة، وزفاف أولادها وأن يعم السلام في الشام التي تحبها، وألا ترزأ والدتها بحزن جديد.
ستنتصرين يا «ست الكل» بثباتك ومقاومتك الفذة، وبابتسامتك الدائمة ستدحرين الآلام، وستعودين إلينا أبهى وأقوى.
سنتضرع للعلي القدير، أن تكون هذه آخر مواجهة لك مع شراسة الدنيا، وتخرجين منها بالظفر، لتعاودي الركض خلف أطفال سوريا لكي تسجليهم في المدارس، ولكي تهتمي بالسعرات الحرارية في أطباقك، وتنتقي لابنك عروسا «ترضين عنها» وتلبسي ابنتك وشاح التخرج وتطمئني قلب زوجك الصابر، وتحققي كل أمنياتك العادلة، وتهتمي بكل الناس الذين ينتظرونك ويحبونك دوما، وإلى الأبد.


القبس
تم النشر في 2014/05/21
http://www.alqabas.com.kw/node/866897
1 like ·   •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on November 15, 2014 05:50

قبلات على رصيف بيروتي

لا أدري من الذي أتى ليبرئ جراح الآخر.. أنا أم هي؟

أرسلتها الأقدار لي: طفلة سورية على رصيف بيروتي، اقتربت مني بطريقة فطرية كأن ظروفنا جذبتنا الى بعض، هي الخارجة من وجع الحرب وانا الخارجة من وجع المرض. التقت جراحنا وأوجاعنا.

كانت تريد أن أمنحها البهجة وكنت أنتظر منها الأمل.

اقتربت من طاولتنا، حاول النادل ان يمنعها، شيء فيها كان يناديني وكأنها تحمل دوائي، طلبت منه أن يسمح لها.. اقتربت، رمت عليّ تلك العبارات المستهلكة. قاطعتها: ماذا تبيعين؟ ردت: «محارم وعلك».

قلت؛ لكني لا أرى محارم ولا علكاً.

قالت: «ابن حلال اشتراهم مني كلهم».

قلت: والآن ماذا ستبيعينني؟

همت بالمغادرة قائلة: سأذهب لشراء المزيد وأعود لأبيعها لك.

بادرتها: لا داعي.. أريد منك شيئا آخر.. سأشتري منك قبلاتك.

فجأة.. أنير وجهها بابتسامة رائعة، ثم أحاطت وجهي بذراعيها الصغيرتين وراحت تزرع وجهي قبلات حلوة بريئة عذبة.

ربما يعتقد البعض ان احتياج الناس للآخرين في لحظات الحزن فقط، لكن أقصى احتياج الناس للمشاركة هو في لحظات الفرح. فالفرح كالحزن يحب القسمة على اثنين ولا يعيش منفردا. مشاركة الآخرين لحظة فرح ترسخها وتمنحها ثباتا في الذاكرة، وتؤججها.

وهكذا.. وفي لحظة فرح استثنائية خارجة من الزمن، ولدت علاقة إنسانية طارئة بين روحين متعبتين، الصدفة وحدها جمعتنا، كما كل الصدف الجميلة، فردت الصغيرة، ذات الابتسامة الآسرة، ذراعيها ولفتهما حول عنقي.. فذابت في حضني. وضعت جرحها فوق جرحي، فانسجمت رغباتنا في الحياة واختلطت دموعنا وأوجاعنا واجتمع الحنان بالعطاء وداوى بعضنا بعضا، فوجدت في عناقها أملا ووجدت في حضني وطنا.

هكذا تفعل الأمهات.. وبأكسير العلاج نفسه يغذي الابناء امهاتهم.

انه سر بقاء البشرية.

انه الدفق الانساني الداخلي وغير المرئي، ذلك الذي يزيل أوجاع البشر ويشفي جراحهم ويطمس أوجاعهم.

دلع المفتي


تم النشر في 2014/05/28
http://www.alqabas.com.kw/node/868823
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 15, 2014 05:36 Tags: مقالات-القبس-بيروت-سوريا

جاور السعيد... تسعد

دخلت المنزل ويبدو أن تعابير وجهي كانت «مش ولابد». بادرني زوجي: ما بك؟ قلت: لا أدري، لا شيء بالتحديد. فسألني مباشرة: هل كنت مع فلانة؟ قلت نعم. قال: توقعت، تلك هي المشكلة.

يبدو أن زوجي انتبه لتأثير تلك «الفلانة» عليّ قبل ان أنتبه أنا. قال لي: كلما تلتقين بها، تعودين بمزاج سيئ ومكتئبة. تأثيرها سيئ عليك، فانتبهي.

اكتشفت مؤخرا أن ما تفعله بي تلك السيدة يسمى عند الأطباء والمختصين «العدوى العاطفية»، هذا النوع من العدوى، حسب تفسيرهم، هو إمكانية انتقال المشاعر والعواطف والسلوك وحتى المواقف تلقائيا من شخص إلى آخر، يحدث ذلك بوعي أو بغير وعي. فالكآبة والتوتر وسرعة الغضب والملل، وكذلك الفرح والتفاؤل والمزاج الهادئ، يمكن ان تنتقل بالعدوى من شخص إلى آخر تماما، كما الانفلونزا ونزلات البرد.

ببساطة انت الوجه الآخر المنعكس عمن تعاشرهم، فإن كانوا سعداء متفائلين ستسعد مثلهم، وان كانوا تحت ضغوط نفسية وتعتريهم الكآبة، فستصبح مثلهم، وشاءت الأقدار ان تكون تلك السيدة ممن لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، تنتقد كل شيء، وكل إنسان، دائمة الشكوى و«التحلطم» على الطالعة والنازلة، فأصابتني بالعدوى.

وكما في العدوى المرضية الجسدية، يختلف استعداد الأشخاص لاستقبال العدوى النفسية، اذ تقول الدراسات ان النساء أكثر استعداداً للإصابة بالعدوى من الرجال، كون المرأة مهيأة للتعاطف مع الآخرين بدرجة أكبر. وتضيف الدراسة «الإنسان عادة ما يكون أشبه بالإسفنجة التي تتشرب وتلتقط ما يمكن أن نطلق عليه اسم العدوى العاطفية، التي تنبعث من الأفراد المحيطين به، وعندما يتشرب الإنسان ضغوط الآخرين، فإنه سرعان ما يبدأ بالإحساس بالضغوط ذاتها. أليس هذا ما رددته لنا جداتنا وامهاتنا دائما «جاور السعيد تسعد»؟

بيد ان جداتنا وامهاتنا لم يكن يعرفن ان العدوى العاطفية الأهم هي عدوى العقائد والسياسة، فهي تنتشر بقوة، خاصة في المجتمعات العربية. فالإنسان الذي يربى في مجتمع متطرف دينيا غالبا ما يكون متدينا متطرفا «بالعدوى» وليس بالفهم ولا بالاقتناع، فيلبس عمامة المفتي ويردد ما سمعه ويسمعه من دون وعي، محاولا فرض آرائه وتوجهاته على باقي المجتمع إما بالقوة أو بالطريقة ذاتها؛ العدوى العاطفية.

الحكومات الدكتاتورية تعي فوائد العدوى العاطفية جيدا وتفعلها لمصلحتها، إذ تعمل على نشر فكرة معينة باتجاه سياسة الدولة، وتسعى لتعزيزها عبر وسائل الإعلام والإعلان، وعبر مؤسسات الدولة، لتصبح تلك الفكرة عدوى منتشرة. وفي يومنا هذا أصبحت أسهل طريقة لنشر عدوى معينة، هي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونظرة سريعة على بعض الحسابات في الفيسبوك وتويتر توضح للمهتم أي عبث تفعله الحكومات في نشر العدوى العاطفية.

نعود للب الموضوع. ببساطة معاشرة التعيس تتعس، ومعاشرة السعيد تسعد.. فانظروا من تعاشرون.

دلع المفتي


تم النشر في 2014/09/24
http://www.alqabas.com.kw/node/898408
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 15, 2014 05:21 Tags: مقالات-القبس-سعادة

November 14, 2014

رائحة التانجو" تظهر في الشارقة

كتبت- شيريهان المنيري:

أعلنت الروائية الكويتية، ذات الأصل السوري، دلع المفتي، عن تدشينها لروايتها الجديدة تحت عنوان "رائحة التانجو"، في معرض الشارقة، والذي يُعقد في الفترة من 5 – 15 نوفمبر الجاري، وأشارت إلى أن تلك الرواية تُعد العمل الرابع لها، وأنها اعتادت على المشاركة في معرض أبوظبي، وكانت تجربتها هذا العام في معرض الشارقة تُعد الأولى بالنسبة لها.

كما أعربت "المفتي" عن سعادتها بازدحام معرض الشارقة الدولي للكتاب، الأمر الذي يعكس تعطش الناس للقراءة والمعرفة، على الرغم من وسائل الترفيه الكثيرة التي توفرها التكنولوجيا الحديثة.

أما بالنسبة لمضمون الرواية، فأشارت "المفتي" إلى أنها تُجسد مشاكل المجتمعات العربية في قالب امرأة، وأفصحت عن تناولها أيضا لكثير من الأمور التي نشتكي منها في مجتمعاتنا العربية، في الوقت الحالي.

وأضافت الروائية الكويتية، أنها بشكل عام تُركز في كتاباتها على فكرة تحدث بعض الناس بـ"اسم الدين أو الإله"، الأمر الذي يؤثر على نقاء العلاقة بين الإنسان وربه، "لأنه لا يُمكن أن يحمل أحد العصا لفرد ما، ليُوجهه ويُعلمه".

كما أشارت إلى اهتمامها الدائم بمدى مُعاناة المرأة في المنطقة العربية، والتي تجلت في مُساهمتها، وتضحيتها، بجانب الرجال في الثورات العربية خلال السنوات الماضية، وعلى الرغم من ذلك، وفور وصول الرجال إلى السلطة، يقولون للمرأة: "عودي للمطبخ".

وعما يحدث في المنطقة العربية، قالت: "لا أرى تغيُر، فبعد أن كنا ديكتاتورية حاكمة، أصبحنا تحت سيطرة ديكتاتورية دينية، وبالفعل الأحداث السياسية أثرت على مضمون كتاباتي".


http://dotmsr.com/ar/604/1/123578/
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 14, 2014 03:48

November 13, 2014

ألو.. ماذا؟

أصبح للغباء والبلاهة والتفاهة ثمن باهظ يدفع لصاحبها، ولا ينال منها كما يُفترض ان يحصل. فبعد انتشار «نجمات اللاشيء»، مثل باريس هيلتون وكيم كارداشيان عالميا، ونسخ مكررة ومشوهة عنهما عربيا، أصبح الغباء سبيلا للشهرة والمال والجاه.

المذكورتان أعلاه وشبيهاتهما العربيات، ليستا فنانتين، ولا مطربتين، ولا رياضيتين، وهما بالتأكيد ليستا مفكرتين ولا عالمتين ولا مبدعتين. سألتموني اذن بماذا اشتهرتا، وجوابي هو لا اعرف. اسألوا المكنة الاعلامية التي تصنعهما. كل ما اعرفه ان واحدة منهما مقوماتها الجسدية مثيرة، والأخرى صورت فيديوهات منزلية مثيرة. هذا كل ما هناك. يعني ما تقدمه الاثنتان للمجتمع لا يتعدى حدود جسديهما ونتوءاتهما البارزة.

نأتي للأسوأ. منذ شهور، ظهرت فتاة - جميلة طبعا - على برنامج تلفزيوني فرنسي من فئة تلفزيون الواقع. الفتاة اسمها نبيلة من أب جزائري وأم إيطالية. ومن ضمن أسئلة البرنامج المفروضة على المتسابق، سئلت الفتاة سؤالا أجابت عليه بعبارة بلا معنى ولم يفهمها أحد، حين قالت: «ألو ماذا؟ فتاة بلا شامبو ليست فتاة». هذا كل ما قالته.

طبعا، كالنار في الهشيم طارت العبارة الغبية، وأصبحت على كل لسان، وحديث الصحف والمجلات ومصدرا للسخرية والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الفتاة الغبية، لم تكن بهذا الغباء. راحت الآنسة بعد أيام، وسجلت عبارتها العبقرية لدى جمعية حقوق المؤلفين، لتمنع أي احد من استعمالها إلا بإذنها، وعملت لعبارتها حملة دعائية جمعت من خلالها المال لحق استعمال «ألو.. ماذا»؟

أصبح الحظ صديقا نبيلا لنبيلة، فأطلقت المدام برنامجا تلفزيونيا خاصا بها تحت مسمى «ألو نبيلة»، وأصبحت نجمة تلفزيونية مشهورة تتقاضى الملايين. لكن انتظروا المأساة لم تنته عند هذا الحد. فلقد انتقلت الأخت إلى أميركا، حيث وضع تحت تصرفها قصر فخم لها ولعائلتها، تقيم وتسرح وتمرح فيه. سألتموني مقابل ماذا؟ وأجيبكم. مقابل أن يتم تصوير كل كلمة وهمسة وغفوة وصحوة تقوم بها على مدار الساعة.

المصيبة ليست في فتاة طرق الحظ بابها وتحولت إلى مليونيرة في يوم وليلة. الكارثة هي انه لولا وجود جمهور «فاضي»، مستعد ان يجلس لساعات ويتابع فتاة، وهي تأكل وتشرب وتضحك وتبكي وتصحو وتنام، لما وجد سوق لمثل هؤلاء، ولما أصبح الغباء سلعة مطلوبة.

يقول البعض إن الغباء لا يدر الأموال، لكن للأسف انظروا حولكم، ستجدون معظم من اشتهر واغتنى وأصابته العظمة من حيث لا يدري، لا يكاد يتحلى بأدنى نسبة من الذكاء، بل وتفوقت البلاهة على الذكاء بمراحل.

•رجاء كفوا عن جعل الأغبياء مشاهير.

دلع المفتي

مقال الخميس ١٣/١١/٢٠١٤
جريدة القبس الكويتية
http://www.alqabas.com.kw/node/911218
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 13, 2014 00:17 Tags: مقال-القبس-غباء-دلع-المفتي

لكلٍ هويته

دلع المفتي
مجموعة من المقالات التحقيقات واللقاءات التي نشرت لي في القبس الكويتية.
Follow دلع المفتي's blog with rss.