“إن هذا الكتاب يساهم في إعادة ترتيب فصول وأولويات التاريخ الثقافي للصحراء الكبرى، من خلال التعريف بالتبو ودراسة لغتهم واستقصاء تاريخهم المجهول وعرض بعض الأنماط الفولكلوريّة التي تختزل كيانهم الاجتماعي، كما يهدف إلى تجريد هذه الموضوعات من طابع الحداثة الذي يغلب عليها في الآراء والانطباعات السائدة الآن، وذلك بإعادة اقتراح إحداثياتها التأسيسيّة وموضَعتها من جديد ضمن سياقاتها التاريخية وتراتيبها الكرونولوجية، وهو الأمر الذي تنطبق ضرورته على تاريخ الأقوام المجاورة أيضاً”.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول على النحو التالي:
الفصل الأول يعرّف بالتبو في محيطهم الجغرافي والديموغرافي والإثني، ويقرأ أصولهم ممّا توفّر من إشارات نادرة تركها المؤرخون القدامى.
الفصل الثاني: يتناول التكوين الاجتماعي والتقسيم الطبقي والأعرافهم والتقاليد والطقوس والممارسات الاجتماعية والفنون الفولكلوريّة والمهارات في استخدام عناصر البيئة الصحراوية لصنع الأدوات والمستعملات اليومية.
الفصل الثالث: يتناول لغة التبو وإشكاليتي تدوينها وتصنيفها، وبحث فرضيات نشأتها الأولى، مذيلاً بمسرد لغوي مقارن، وبعض تعابيرهم الشفوية.
كما يجد القارئ في نهاية هذا الكتاب ملحقاً بمختارات ممّا كتبه الرحّالة الذين مرّوا بالتبو ودوّنوا عنهم ما شاهدوه عياناً أو لاحظوه استنتاجاً، وذلك من خلال نماذج تختزل مثيلاتها من كتابات القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
عبد المنعم المحجوب (1963م)، باحث وفيلسوف ولغوي ليبي، تتنوّع إسهاماته بين الفلسفة والتاريخ واللغة والنقد الأدبي والترجمة، وله مجموعات شعرية ونصوص أدبية أخرى. وُلد الدكتور عبد المنعم المحجوب بصرمان شرق مدينة صبراتة الأثرية غرب ليبيا عام 1963 م. درس الإدارة الصناعية بجامعة جورج براون George Brown College بتورنتو بكندا في مطلع شبابه، ثم انقطع عن التعليم لمدة ثلاث سنوات متفرغاً لدراسة اللغة العربية والقرآن، وعاد إلى الدراسة الجامعية بعد ذلك متفرغاً لدراسة الفلسفة، وحصل على ماجستير فلسفة، كلية الآداب، جامعة الحسن بالمملكة المغربية، ونال بعد ذلك دكتوراه فلسفة، عن دراسة نظرية الثقافة وفنون التواصل عام 1999م.
.. مادة جديدة قدمت لي دراسة و بحث ساهم في ازاحة الغبار الذي تراكم على تاريخ التبو وكيانهم الثقافي و لغتهم و قبائلهم و دورهم المهم في ليبيا و افريقيا مثل هذه الكتب القيمة كانت عونا لي في معرفة التاريخ الليبي القديم