رواية ملحمية استثمر فيها الروائي كل معطيات العلوم الأخرى ليحيط بفاجعة الاحتلال الأمريكي لبغداد والعراق عبر حبكة روائية مزجت بين الواقع والخيال والمعرفة العلمية والأدبية في أجرأ نص روائي عراقي عن الاحتلال الأمريكي كُتب حتى الآن .
ولا شك ان جمال حسين علي استثمر وجوده في بغداد كمراسل صحفي لجريدة القبس الكويتية واقترب من الفجيعة العراقية بعد غربة في موسكو دامت عشرين عاماً وهي الغ ربة التي أدت الى انقطاعه عن النشر طيلة تلك الأعوام ، لكنه يعود الآن بجدارة روائي محترف في ( أموات بغداد) برمزية عالية يوحيها العنوان بوصفه عتبة النص ومدخله .
أموات بغداد هي مشرحة بغداد في الطب العدلي - باب المعظم - وهنا تدور رحى الرواية وتكشف هول الفاجعة العراقية التي سببها الاحتلال والميليشيات الطائفية والعصابات الإجرامية التي وجدت طريقها الى الانفلات بغياب السلطة وتفكك الدولة.هذه الرواية الجريئة بتفصيلاتها الواقعية والفنية اضافة نوعية الى الرواية العراقية ، وهي احدى العلامات البارزة في ثقافة ما بعد التاسع من نيسان ؛ رواية يحق لنا أن نفخر بها ونطالعها ونرى ما لم نره في يوميات الاحتلال السوداء.
كاتب روائي وصحافي. دكتوراه في الفيزياء والرياضيات. فاز بجائزة الصحافة العربية عام 2005 والعديد من الجوائز في الرواية والقصة والمسرح. http://artculturejh.blogspot.com/
كم أتعبتني هذه الرواية.. بل أغرقتني في صراع نفسي مرير..! أيّ جلد امتلكه الكاتب ليسطّر هذه الفواجع.. هذه الرواية محطة أوقفتني على كثير من المتناقضات.. والسفاسف التي نحياها بتشدّق وغلو.. فهي تقف أمام حرب الدماء.. وتعريها بتحليل علمي ونفسي واجتماعي، مزج فيها كاتبها الحقيقة بالخيال العلمي، واستحضر فيها العديد من الأساطير معالجاً بها فكرة بحث الإنسان الأول عن مفهوم الموت والحياة.. هي رواية تحمل رؤية إنسانية عالية لفهم الإنسان.. فكانت فارهة في أدائها.. إلا نزعة نحو العلمنة بادية، ولعلها لما تمتازُ بها من تجليات لواقع المجتمع وشعارات الدين وممارساته الخاطئة وقفتْ منه موقفا حادًا! بحق من أجمل الروايات التي قرأت..
اتذكر متعتي لقراتها برغم كمية اﻷلم فيها لوصفه لكيفيه التعامل مع جماجم الموتي ... روايه ارى انها كتبت بشغف لكاتب عاشق للادب سردت الروايه باسلوب ادبي ممزوج باسلوب علمي لتحكي عن حياه الرجل العائد لبغداد باحثا عن اهله ليجد نفسه في المقابر الجماعيه والمشرحه ليهتم بسكانها بكل حب عله في ذات اللحظه يلقي اهله بينهم ....
كتبت باسلوب استقرائي جميل ..... تحوي الكثير من التفاصيل التى لها علاقه لما قبل وبعد واثناء الموت كلغة حوار ...
لاانسي دهشتي واستمتاعي لحوارات الموتى منها حوار الليله العابسة كما تخيلها الروائي ...
الحوار لزوجين ماتا في مكانين مختلفين لتجمعها المشرحه ...
رب صدفة خير من الف ميعاد ،، وما اجمل ان تكون هذه الصدفة على شكل رواية ويمكن القول عنها " من المأساة يتولد الابداع " لا يمكنني وصف الاندماج او حجمه التي عشت به تفاصيل الرواية لدرجة انني حزنت مع نهاية الرواية لفراق هذا الرجل في رحلته ذات الهدف السامي برغم مرارتها ورغم الصعاب ،، ~ ~ لم اكن اتصور ان الحرب الامريكية على العراق كانت بهذه الوحشية فلسفته للموت وما بعد الموت وكيف يكون بعض الاموات شامخين حتى في موتهم " كحال العجوز التي اتى على سيرتها في الرواية " حتى الموت اوجد له لغة وجعل للاموات حديثا لا يفهمه الا من يحاول الاستماع اليه وذهب به الامر حتى لاستخدام لوح ويجا في " حوار الليلة العابسة " عندما تحدث عن موت زوجين وحديثها ليتكشف ان سبب موتهما واحد فقط اختلف المكان ~ في البداية حسبت ان الامر يتعلق بتلك الرسالة التي تركها والدها والتي كانت تحكي الواقع العراقي بكل مرارة والم وكيف ان الاباء والامهات يعانون في فقد ابناءهم يوميا وبوحشية وبطرق لا يتخيلونها ولكن تكشف لي ان الامر لم يكن فقط كذلك بل هو اكبر
لياتي في منتصف الرواية ويرجع بنا الى حياة الرجل ما قبل العراق " حياته في موسكو " وما تعرض له وكيف كان للموت تأثير كبير عليه ولتوجهاته في مجال عمله ليكشف الغموض عن احدى جوانب شخصية الرجل ولا اريد ان احرق عليكم الاحداث فهناك الكثير من الاحداث المثيرة
كتبت في البداية " مزيج من الخيال باحداث واقعية ،، ولكن تكشف لي انه مزيج من الاحداث الواقعية التي تفوق الخيال " اتى كل فصل في الرواية مختالا ومتزيينا ببداية فخمة اقتبسها من مختلف الاداب والحضارات تتناسب مع حكاية ذلك الفصل " ولا ادري كيف فعلها " فهو يدل على ثقافة واسعة قسم الرواية بطريقة جميلة الى ( كتاب النواطح ،، المدافن ،، البراثن ،، الخ ) لم افهمها في البدء ودفعني لسؤاله لاكتشف ان كل كلمة تعني حدثا معينا في تطور البطل وحكايته ،،
وتأتي النهاية ويا لها من نهاية فقد كنت اسير في خط انه سينفذ هدفه الذي جاء من اجله ليتكشف لي ان الهدف كان خفيا وساميا ورمزيا ،،~
~ للموت سلطة اكبر بكثير من النوم ويستطيع ايقاظ النائمين في الموت
~ إن التجول بين هذا العدد من الأموات يذيب الزمن ،،يغلقه وحتى يزيله تماما ،،! :'(
~ إن ما حصل كان هياجا ممتعا لذاكرة مطحونة كادت تنسلخ ،،
~ فبعض الموتى لا يصمتون كالكثيرين غيرهم خاصة اولئك الذين لم يتمتعو بميتة كريمة ~
~ الجماجم تتكلم لو عرف الأحياء الإنصات اليها ،،! ~ ثمة الكثير من الجماجم الباكية ،،تتدلى منها كلمات او دموع جافة ،،وكأنها سئمت التراب ~
~ لكنهما فعلا تعانقا في تلك اللحظة كعاشقين هوى على رأسيهما فأس الفراق ،،
~ البيولوجيا لا تتواءم مع الحب ،، لا ينبغي ان يموت احد ليسهل الامر لآخر لاستئناف الحب
~ هل تتصور انهم يتعاملون مع الارهاب كمرض في الدم مثل الأنيميا
وكل تشبيه كان يتشكل بصورة مثيرة كهذا الاقتباس واكثر ~ واحتضرت اهة وانسكبت دون ان يتهيا لها مدت شراعها نحو جفنيه وغطت على صدره أنة ، احتتضنها ، صعدت الى عنقه وهوت نافورة دموع لفها بخيوطها مقلبة فؤاده ككف رمل ايقظت خلاياه شياطينها وملائكتها ،، خلايا اليقظة ومساءات الالم "
** ما زال هناك الكثير لم افهمه ** حتما ساعود لقراءتها مرارا وتكرارا ** خمس ايام صاحبت فيها ذلك الرجل وياليتها لم تنتهي
الرواية دسمة وعسرة الهضم ، ثقافة الكاتب عالية جداً ومعقّدة استغرقت مني القراءة اكثر من شهر بسبب التقطع الزائد ربما بسبب الملل من السرد الطويل وحقائق ونظريات وضعها الكاتب باسهاب ،وحشو لم يكن له داعي ، حقيقة ؛ لقد تهت أحيانا فلم أعرف هل أقرأ سيرة ذاتية أو كتاب من منهج الدراسة ، على كلّ حال احببت بعض المشاهد من حال بغداد بعد الغزو الأمريكي وبعض الأمور عن الموتى والمشرحة .. واكثر ما اعجبني اقتباسات الكاتب في مقدمة كل فصل
مقتطفات: "لا تخف فأنا مجنون سلفا والعالم مستشفى هائل للمجانين، الفرق بيننا هو قدرتنا على التحكم به واظهاره كجنون مقبول" "كان في سره يدرك أن الله يحبه وطالما تودد له ليكسب ولو مقابلة واحدة معه" "يستدرجني في كل مرة وآكل قطعة وفجأة ينقض علي: كش مات" "ليس كل المشاكل تجد لها حلا، وان حوارا من وراء جدار مدرع لابد وأن يفضي إلى سوء فهم"
لا أستطيع إلا أن أقول أنه كتاب مؤلم ملئ بالموت ورائحته في كل نقطة وفاصلة وحوار ، تتحدث عن العراق أثناء الأحتلال الأمريكي
#في لحظات البحث عن المفقود تتفتت كل الأحاسيس مع بعضها ، جوهرة بقائه حياً #هو ذا أجمل المخلوقات قد صار جثة كيف لي أن أطبق عينيك الحلوتين أيتها الكلمة ..(مراثي مريم في الطقس البيزنطي)